تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد أخبرني أحد أئمة مساجد دمشق أنه رأى في بعض المصاحف كلمة: "ربكم" من قول فرعون: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات: 24] مكتوبة بالأحمر، وهذه لا تحتاج إلى أي تعليق!!!

وفي المدة الأخيرة وقفت على مصاحف طبعت بالشام ولما نظرت فيها وجدت كلمة: "إله" في مثل قوله: "لا إِلَهَ إِلا هُوَ" ملونة بالأحمر، مع أنها لا تدل على الإله المعبود بحق، وإنما تدل على من دونه من المعبودات، فإن كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" تتألف من شقين أساسين؛ الأول منهما: النفي، وهو "لا إله " وثانيهما: الإثبات، وهو "إلا الله"، فكلمة: "إله" ههنا لا تدل على المعبود بحق، وإنما تدل على من دونه من المعبودات بغير حق، وتوحيد المرء لا يتم إلا بالكفر بها، مهما كانت أجناسها وأشكالها وأسماؤها.

ومما هو من هذا ولونوه ـ كما هو في مصحف مؤسسة الرسالة ناشرون حفص وورش ـ ما يلي:

1 ـ في سورة هود: 14 قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

2 ـ غافر: 62 قوله: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ.

3 ـ غافر: 65 قوله: هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

4 ـ الدخان: 8 قوله: لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ.

5 ـ الحشر: 22 قوله: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.

6 ـ الحشر: 23 قوله: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ.

7 ـ المزمل: 9 قوله: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً.

ومما يلحق بهذا كلمة "رب" و "إله" المضافة مثل قوله: "رب العالمين" و "رب السموات" و "إله موسى" و "إله الناس"، ومثله: "يد الله" و "ناقة الله" و "نار الله" و "وجه ربك" و "اسم ربك"، و "رب السموات والأرض وما بينهما" وغيرها، فإنهم قاموا بتلوين كلمة "رب و إله و … وتركوا ما أضيفت إليه، ونسي من قام بهذا الاختراع أن الله لا يوصف بالنكرات!!!!

ثانيا: إن الكلمات التي اختاروها لأن تكتب بالأحمر لم يلتزموا فيها منهجا معينا، فتارة يكتبونها بالأحمر وتارة لا يكتبونها، ولقد حاولت أن أجد لهذا العمل قاعدة علني أجد لهم عذرا في ذلك فلم أهتد إلى أي شيء من ذلك، فالفوضى في هذا العمل بارزة غير خافية، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

ـ كلمة "الرحمن"لم تكتب بالأحمر ـ في كثير من المصاحف ـ في كل من الفاتحة: 3، والبقرة: 163 والإسراء: 110 والنمل: 30 و ق: 33 والرحمن ـ في الطبعات القديمة ـ والحشر: 22.

وكتبت بالأحمر في مريم، وطه، والأنبياء، والفرقان، ويس، والزخرف، والملك، والنبأ.

ـ قوله: لربهم الفرقان: 64 في مصاحف كتب بالأحمر، وفي أخرى كتبت بالأسود.

ـ قوله: إله واحد: وردت في البقرة: 163 في قوله: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ.

والحج: 34 في قوله: فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِين

و النساء: 171 في قوله: إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً.

و المائدة: 73 في قوله: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ كتبوا "إله" بالأحمر و"واحد"، وكذلك وردت في الأنعام: 19، وختام إبراهيم، وكذا في النحل: 22 و51، وفي ختام الكهف وفي الأنبياء: 108 وفي فصلت: 6، وكذلك في الصافات: 4 في قوله: إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ.

فمن أخذ مصحفا من المصاحف وتتبع هذه المواطن التي أشرت إليها يقف على العجيب من العمل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير