وأما ثانيا: إذا تخلينا عن الصول العلمية واتبعنا ابتكارات دار المعرفة التي انفردت بمعرفة ما يحل مشاكل الأمة في قراءتها لكتاب ربها وأدينا القلقة وفق ما أمرت به الدار، فإننا إذا أتينا إلى البسملة نجد الباء فيها "في الموطننين" قد وضعت عليها الشدة!!
وأذكر أنني كنت بمكتب مدير دار المعرفة منذ ست سنوات كلمته عن أخطائه بمصحف ورش؛ بل قل: الفوضى ولا تخف فقال لي: الناس لا يعرفون فقد اتصل بنا واحد يقول: عندكم خطأ وذكر الشدة التي فوق الباء، وهو لا يعرف أن الباء حكمها الإدغام!!!
لما وقفت على هذا قمت بتقليب صفحات المصحف فوقت على ما يندى له الجبين، وذلك لأن عمل دار المعرفة هو البحر الذي لا يمكن أهل التقاط كل ما فيه من الدرر مهما عظمت مهاريهم.
ومما وقفت عليه: ـ كلمة "عليم" خاتمة الأنفال التنوين فيه في المصحف الأصلي مبدل بالباء الدالة على القلب، وذلك لأنه وقع بعدها حرف الباء من كلمة براءة فاتحة سورة التوبة. وهو الذي ضبط عليه المصحف في كل السور المنتهية بالتنوين، وذلك باعتبار الباء من البسملة. وهو الذي يقتضيه منهج ضبط المصحف، فهو بني على الوصل.
ودار المعرفة المعروفة بإتيانها بالجديد في كل حين لونت الميم الدالة على القلب في خاتمة سورة الأنفال بما يدل على الإخفاء، وبهذا تكون قد تناقضت، وهدت منهجها من أساسه، وذلك من نواحي عدة؛ ومنها:
ـ أنها لم تلون الميم الدالة على القلب في نهاية بقية السور المختومة بالتنوين، وقد وقع بعدها حرف الباء من البسملة!! انظر مثلا سورة النصر وسورة الإخلاص
فإن قالت دار المعرفة: لم ألون الميم في بقية المواطن لأن الباء التي وقعت بعد التنوين باء البسملة، ونحن التزمنا بباء كلمات القرءان والبسملة ليست من القرءان!!
قلنا: لدينا كلمات انتهت بالتنوين وهي رأس ءاية ولم تلونوا التنوين بما يستحقه، والأمثلة عليه كثيرة جدا جدا فهي تشمل المصحف من أوله وإلى ءاخره.
ثم نقول: هناك كلمات انتهت بالتنوين ـ وهي رأس ءاية ـ ووقع بعدها حرف الباء ولم تلون الميم الدالة على القلب!!!
وإليكم إخواني القراء المواطن التي وقع فيها التنوين في رأس الآية وبداية الآية التي تليها حرف الباء ولم تلون دار المعرفة ميم القلب كما فعلت في خاتمة سورة الأنفال!!!
1 ـ يقينا بل رفعه الله 157 و 158 النساء
2 ـ قصورا بل كذبوا 10 و 11 الفرقان.
3 ـ لازب بل الصافت: 11 و12.
4 ـ ... مجنون بل جاء الصافات: 36 و 37.
5 ـ خبيرا بل ظننتم الفتح 11 و12.
6 ـ حفيظ بل كذبوا ق: 4 و 5.
7 ـ قسورة بل المدثر: 51 و 52.
8 ـ محيط بل البروج: 20 و 21.
والملاحظات الدالة على الفوضى لا تنتهي، وأقول: إن تحملتني إدارة الملتقى وإخواني القراء فسأهدي لكم كل ما جمعته مما يخص هذا الجانب، ولكن بعد أن تربطوا "تعصبوا" رؤوسكم حتى لا تتأثر من هول خطر الأخطاء فهي خطيرة ومؤثرة في صاحب القلب الحي. ولا حول ولا قوة إلا بالله