ـ[أبو عبد التواب]ــــــــ[12 Oct 2009, 08:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر إخواني القراء على ملاحظاتهم حول ما أشرت إليه من واقع المصاحف "تلوين كلمات القرءان"، وهو أمر يوجب علينا التعاون على وضع حد لتلك الفوضى التي أتت على أعز شيء لدى الأمة، وللأسف أنها لم تجد من يقف لها وقفة الناصح لكتاب ربه ولقرائه، فإنه لو قال رجل أهل العلم كلمتهم في أول نسخة ظهر فيها مثل الذي نتكلم عليه لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه، ولكن ...
وأذكر أنني في سنة 1995 دخلت دمشق وبقدر من الذي قدر فهدى جلست مع من لبس عباء العلم وبدأ يشنع على أهل العلم ويتهمهم بالجهل وهو الجاهل فنال جزاءه على يدي وطلب من أحد أتباعه أن يهديني نسخة من تفسير شيخه جزء عم من تفسير عبد الهادي الباني وهو معروف بمنهجه فلا نطيل الكلام عليه، فلما نظرت في النسخة التي أهديت لي وقفت فيها على ما يندى له الجبين حيث قاموا باستبدال أرقام الآيات بكلمة الله فكانت النص القرءاني كما يلي: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الله) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الله) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الله) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الله) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الله) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (الله) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (الله)!!! وهذا في كل سور الجزء "جزء عم"، حتى أن عمي لما سمعني أتكلم عن هذه البلوى قال لي: رأيت مصحفا كاملا به هذا!!!
فلما رأيت ذلك التخليط قلت لهم كيف تفعلون هذا فلفوا وداروا فقلت: ما رأيكم فيَ أنا الجاهل في نظركم إذا اتبعت كتابكم وصليت بالأمة وقرأت" الحمد لله رب العالمين ألله وأخرجت كلمة الله وفق تعليمات شيوخ الصوفية؟!! فلما حاصرتهم قالوا: خطأ مطبعي!!!
فقلت: سبحان ربي! الآلة أصبحت تفرق بين الرقم ولفظ الجلالة!!! وإن من شيء إلا يسبح بحمده.
وكان من بين المشايخ الذين حدثتهم: الدكتور سعيد الخن فلما رأى ذلك تعجب من فعلهم، وقال: لو فعل مع هذا التلاعب ما فعل بالمصحف الإملائي لمات في مهده، فإنه في سنة ـ كذا نسيت السنة التي ذكرها ـ طبع مصحف وفق الكتابة الإملائية فقال رجال العلم فيه كلمتهم فاختفى من الوجود كلية.
فكذلك نقول: لو أن رجال العلم لم يتنازلوا للتجار لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه.
ـ منذ أسبوع جاء اثنان من الشباب بنسخة من المصحف إلى إدارة الأزهر فسألتهما عن حال المصحف فقالا: به خطأ قوله تعالى: كيف تكفرون بالله كتب: كيف تكفرون الله بسقوط الباء!! فلما نظرت في المصحف عرفت السبب ألا وهو مصيبة التلوين وذلك أن القائم على العمل أراد أن يأتي بالجديد في تلك الفوضى بحيث يفصل حرف الباء عن لفظ الجلالة في التلوين فالباء يلونها بلون حروف المصحف ولفظ الجلالة "الله" يلونه بالأحمر فقام بحذف الكلمة كلية ثم أتى بكلمة: "الله" من موطن ءاخر وفاته أن يلصق به الباء فكان ما كان والله المستعان.
وبعد ذلك تعمدت دخول مكتبة خاصة وتصفحت ذلك المصحف فوجدت أن ذلك حاله من أوله إلى ءاخره؛ فمثلا في قوله: تالله لما أرد أن يطبق منهجه الذي أشرت إليه أتى بحرف التاء المفصول "ت" ثم ألصق به لفظ الجلالة "الله" وبما أنه ليس من فحول ذلك الفن لم يكن التلحيم دقيقا فجاءت الكلمة كما يلي: ت الله!!!
هذا عن التلوينات المتعلقة ببعض الحروف "الله و الرب وهو و .... " وأما عن مصحف التجويد فإنني منذ يومين تصفحت نسخة من نسخه التي لا حصر لها "من حيث المنهج" وكانت برواية حفص فانتبهت إلى ما يلي:
ـ في قوله: "فارغب" و "اقترب" خاتمة الشرح والعلق عريت الباء من السكون وباء البسملة من سورة التين والقدر وضعت فوقها شدة وذلك للدلالة على أن الحكم في هذين الموطنين الإدغام هذا ما تقتضيه الأصول العلمية، وأصول رواية حفص، وعليه ضبط المصحف، ولكن لما تدخلت دار المعرفة بعملها الذي تقول: أنها حلت مشكلة كان الناس يعاني منها منذ زمن طويل!!! قامت دار المعرفة بتلوين الباء من كلمة: فارغب واقترب باللون الدال على القلقلة!!!
وأقول: إن دار المعرفة وكذا من مدحوا فعلها لايعرفون ما ترتب على هذا التلوين، فإن القلقلة هاهنا لا يمكن تحقيقها إلا بالوقف. هذا أولا.
¥