اصطلاحات في نظمه: جرت عادة اصحاب المتون والمختصرات أن يصطلحوا على بعض الأمور، مبالغة في الايجاز وتقليل الالفاظن ومعرفة هذه المصطلحات من الأهمية بمكان، إذ بها تستفاد الأحكام من منطوق النص ومفهومه، والغفلة عن هذه الاصطلاحات توقع في الخلل والخطأ في فهم الكلام واستثمار الأحام، والناظم قد اصطلح في نظمه على بيان أحكام قراءة نافع بطريقة وجيزة وسهلة أشار إليها بقوله:
بينت ما جاء من اختلاف ... بينهما عنه أو ائتلاف
وربما أطلقت في الأحكام ... ما اتفقا فيه عن الإمام
وحاصل هذه الاصطلاحات سبعة وهي (9):
- أن يسند الحكم لورش وحده فيعلم أن قالونا روى خلافه، كقوله: أبدل ورش كل فاء سكنت، ونحوه.
- أن يسند الحكم لقالون وحده، فيعلم ان ورش روى خلافه، كقوله: واقصر لقالون يؤده معا، ونحوه.
- أن يسند الحكم إليهما مختلفين كقوله:
وزاد عيسى الظاء والضاد معا ... وورش الإدغام فيهما وعى.
- أن يسند الحكم إليهما متفقين كقوله:
واتفقا بعد عن الإمام ... في سين سيئ سيئت بالإشمام
- أن يسند الحكم لنافع فيستفاد منه أن ورشا وقالونا متفقين عليه، كقوله:
فنافع بقصر يرضه قضى، ونحوه.
- أن يسند الحكم لجميع القراءن فيدخل في ذلك نافع من روايته، كقوله:
وكلهم رققها إن سكنت، ونحوه.
- أن يطلق في الحكم ولا يقيده بقيد مما سبق، فيستفاد منه اتفاق ورش وقالون عليه، وهو أقل الأنواع.
عناية العلماء بنظم ابن بري: لقد عني العلماء بهذا النظم عناية كبيرة ولعل مرد ذلك الى ما اشتهر به صاحبه من امامة وعلم، وما تميز به نظم من سهولة معنى، وعذوبة لفظ، ولايجازه واشتماله على كل الأحكام، إضافة الى ما زاده من توجيهات وتعليلات لا يستغنى عنها، وقد تنوعت هذه العناية الى التعليم والتدريس والشرح والتعليق، والتتميم والتفصل، وفيما يلي تفصيل ذلك:
أ- عناية العلماء بتدريس نظم ابن بري: كانت منظومة ابن بري من اهم المتون العلمية التي تدرس في اهم المراكز العلمية في المغرب العربي، فممن كان يدرسها بتلمسان الشيخ احمد بن موسى الشريف الادريسي (10)، والشيخ حدو بن سعيد المناوي (11) والامام ابن مرزوق التلمساني،
وممن كان يدرسها بفاس ويجيز ها للطلاب بالاسناد الى مؤلفها الامام ابو عبد الله محمد بن الحسين الشهير بالصغير من المع شيوخ ابن غازي وقد ذكر ذلك في فهرسه (12).
ومن كان يدّرسها بفاس ويجيز بها الامام ابو عبد الله الخراز، وكان الامام ابن بري نفسه يقرئ هذه لمنظومة بجامع القرويين بفاس ويجيزا من كان أهلا لذالك، وممن أخذها عنه أبو الحجاج يوسف بن علي بن عبد الواحد السدوري المكناسي الغرناطي سنة 723 هـ وأقرأها هو بدوره بالمدرسة اليوسفية بغرناطة سنة 774هـ ثم خلفه في إقرائها تلميذه أبو محمد القيطاجي (13)
ب – الإجازة بها: لأهمية هذه المنظومة، كانت تعد ضمن الكتب العلمية التي يجاز بها بالاسناد الى ناظمها كما تجد ذلك في كتب الفهارس والأثبات، فمن ذلك إجازة الامام ابن مرزوق التلمساني للامام ابن غازي (14)، وفي إجازة أبي الحسن البلوي لابنه ابي جعفر احمد بن علي الوادي آشي الأندلسي (15)
د- الشرح والتوضيح: قد اعتنى جماعة من العلماء بشرح هذه المنظومة وتوضيحهان وإن هذه الشروح من الكثرة بحيث يعسؤ حصرها كلها، لذا سنكتفي بذكر أهم هذه الشروح التي طبعت، أو لها نسخ خطية في مكتبات العالم الاسلامي:
- من أقدم شرّاحها الامام ابو عبد الله محمد بن محمد بن ابراهيم الشريشي الشهير بالخراز، والامام الخراز من معاصريه، وقد سمى شرحه " المقصد الافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الد1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اللوامع"ويعد شرحه من احسن الشروح، اعتمد فيه على امهات كتب الن كمؤلفات الامام الداني، وابي العباس المهدوي، وابي جعفر بن البادش وغيرهم، وقد ناقش الشارح الناظم في كثير من آرائه، وانتقده في بعض ما ذهب إليه، وتوجد من هذا الشرح نسخ خطية كثيرة، فهناك نسخة بالخزانة الحسنية برقم 3719، نسخة بالمكتبة الوطنية بالجزائر، ووجد منه نسخ في بعض الزوايا بالجزائر.
- محمد بن شعيب المجاصي اليصلتي، وضع شرحه عام 725 هـ، توجد نسخة منه في الخزانة الحسنية بفاس رقم 11341 به 90 ورقة.
- ابو راشد يعقوب الحلفاوي، تجد نسخة من شرحه بالخزانة الحسنية برقم 6064 به 64 ورقة.
¥