واعلم بان صلة الضمير بالواو أو بالياء للتكثير.
وهذا الذي ذكره موافق لما ليه أئمة الفن كمكي بن أبي طالب (16) وأبي العباس المهدوي (17) وغيرهما، وتعليله ترك الصلة عند نافع في " يرضه" والصلة في " ويره" بقوله:
ونافع بقصر يرضه قضى ... لثقل الضم وللذي مضى
ولم يَكنْ يراه في هاءِ يَره ... مع ضمّها وجزمِه إذ غيّرَه
لفَقْدِ عينِه ولامِه فَقَدْ ... نابَ له الوصلُ مَنابَ ما فَقَدْ
وهذا لتعليل مأخوذ مما ذكره أئمة هذا الشأن (18)، وتعليله القصر في سوءات وموئلا والموءودة بقوله:
والواو والياء متى سكنتا ... ما بين فتحة وهمز مدتا
له توسطا وفي "سوءات" ... خلف لما في العين من فعلات
وقصر موئلا مع الموءودة ... لكونهما في حالة مفقودة.
وهو موافق لما ذكره أئمة أهل الفن، وغيرها من التوجيهات الدقيقة والتعليلات القوية.
الاستدراكات على ابن بري: كشأن أي عمل بشري لا يسلم صاحبه من بعض النقائص والملحوظات التي تتجه إليه من أجل إكمال النقص، وتسديد الخطأ، ولم يكن نظم العلامة ابن بري بمنأى عن ذلك، فقد سجل كثير من الشراح بعض الملحوظات على منظومته، أردنا الاشارة اليها تتميما للفائدة، وتنبيها لطلاب العلم، فمن ذلك:
ذكره إخفاء التعوذ عن نافع من رواية المسيبي، في قوله:
والجهر ذاع عندنا في المذهب ... به والإخفاء روى المسيبي
وانتقد في قوله [في "البسملة"]:
واختارها بعض أولي الأداء ... لفضلها في أول الأجزاء
فالذي نص عليه ابو عمرو الداني وغيره إنما هو التخيير فيها لا اختيارها، والتخيير خلاف الاختيار، وكان حق المصنف أن يقول:
وبعضهم خير في الأداء ... فيها لدى أول الأجزاء
ونتقد أيضا في قوله:
وكلها سكنها قالون ... ما لم يكن من بعدها سكون
إذ اقتصر لقالون على الإسكان في ميم الجمع فقط، وان كان هو الأشهر فهو أحد الطرق له، والطريق الثاني الضم مطلقا، والثالث التخيير في الوجهين للخلاف فيهما.
وانتقد ايضا في قوله:
واختلس العين لدى نعما ... وفي النساء لا تعدوا مما
وها يهدي ثم خا يخصون ... إذ أصل ما اختلس في الكل السكون
فقد اقتصر الناظم على الاختلاس في الالفاظ الأربعة تبعا لجماعة منهم الشاطبي، وكان حقه ان يذكر لقالون الإسكان فيها أيضا لأنه ذكره الداني في التيسير وجعله هو النص عن قالون (20)
وفي ختام هذه الجولة العلمية مع هذه المنظومة الماتعة النافعة نؤكد على ما يلي:
- ضرورة الاعتناء بالتراث المغربي في علم القراءات والقيام على نشره وتحقيقه والتعريف به ودراسته في بحوث علمية أكاديمية وفرق بحث متخصصة.
- الاهتمام بشروح ابن بري والكتب التي عنيت بها بتحقيق المخطوط منها، واعادة نشر ما طبع وخدمته لخدمة العلمية اللائقة به.
- إدراج هذه المنظومة ضمن المقررات الدراسية في المدارس القرآنية، والجامعات والكليات الشرعية.
الهوامش:
(1) - التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 1/ 7.
(2) - القراء والقراءات بالمغرب: ص 25.
(3) – انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 7/ 220، والاعلام للزركلي 5/ 5، والقراء والقراءات بالمغرب لسعيد اعراب ط1 دار الغرب الاسلامي ص 22.
(4) - انظر القراء والقراءات بالمغرب: ص 28.
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن سعيد: وهو الذي خلف ابن بري على كرسي الاقراء بالقرويين
(5) - المصدر نفسه ص 29.
(6) - المصدر نفسه ص 27.
(7) - انظر النجوم الطوالع ص 175.
(8) – القراء والقراءات بالمغرب: ص 25.
(9) – أنظر النجوم الطوالع ص 15، والمختار من الجوامع ص 7ن وتحصيل المنافع على كتاب الدرر اللوامع للشيخ السملالي الكرامي الشنقيطي، مكتبة الكوثر ص 60 - 61.
(10) – انظر ترجمته في " البستان في ذكر الالياء والعلماء بتلمسان " لابن مريم، ط ديوان المطبوعات الجامعية ص 26.
(11) - المصدر السابق ص 95.
(12) – انظر فهرس ابن غازي ص 36.
(13) – انظر القراء والقراءات بالمغرب: ص 28.
(14) – فهرس ابن غازي، تحقيق محمد الزاهي، دار بوسلامة للطباعة والنشر، ص 184.
(15) – انظر ثبت أبي جعفر الوادي آشي دراسة وتحقيق د. عبد الله العمراني – ط دار الغرب الاسلامي ص 183.
(16) – انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، تحقيق د. محي الدين رمضان ط5 مؤسسة الرسالة بيروت 1/ 42.
(17) - أنظر شرح الهداية، تحقيق د. حازم سعيد حيدر ط1 مكتبة الرشد الرياض 1/ 26.
(18) - أنظر شرح الهداية 1/ 225، والكشف 1/ 349 - 350.
لأن النظم موضوع في رواية ورش وقالون وليس الإخفاء مذهبا لهما (19).
(19) - أنظر المختار من الجوامع ص 8
(20) – النجوم الطوالع ص 186.
مجلة جامعة الأمير عبد القادر الاسلامية
العدد 17، رمضان 1425هـ/ نوفمبر 2004
الصفحات من 15 – 30.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Jun 2009, 10:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ أبو مريم الجزائري ـ حفظه الله ـ. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
¥