تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ

(قالوا) فيها مد على الواو بحيث عند النطق تظل الشفاه مضمومة عند نطق الواو و منها نفتح لنطق الهمزة في (أنى) دون أن نقف بين الكلمتين

و لكن عند وضع علامة الترقيم ستكون

قالوا: "أني يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه" .. فالنقطتان قبل التنصيص تجعل القارئ يقف بين الكلمتين كما اعتدنا أن نقرأها في كلامنا العادي

كذلك فإن بعض الآيات يختلف فيها الوقف أو الوصل بما قد يعطيها أكثر من معنى كآية آل عمران

: فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7

فالبعض قرأها بالوقف على (و ما يعلم تأويله إلا الله) ثم كانت (الراسخون) مبتدأ لجملة جديدة، و آخرون وصلوها فكانت (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) و لكل فريق رأي و اجتهاد في التفسير

فكيف يتم ترقيم هذه الآية، الترقيم هنا يعطل وجه من وجوه التفسير التي تحتملها الآية

كذلك فإن علامات التنصيص في آية كآية آل عمران السابقة بعد يقولون مثلا، لا تعطي المعني المطابق للآية، لأن قول الراسخين في العلم ليس نصاً حرفيا يقولونه كلما قرأوا آية و تشابهت عليهم

والأمثلة كثيرة للاختلافات في القراءة التجويدية و المعنى و التفسير، التي قد تسببها علامات الترقيم الاملائية التي نستخدمها في كلامنا العادي

كتب القرآن أولا بدون تنقيط لكي تراعي القراءات المختلفة - فلما ظهرت الحاجة للتنقيط ووضع الحركات اقتصرت طباعة كل مصحف على قراءة واحدة،ثم انتشرت قراءة حفص و أهملت قراءات أخرى، فهل نضع علامات الترقيم لنضيع أيضاً بعض أوجه القراءة في الرواية الواحدة؟!

أرى أيضا أن الاشارات التجويدية الحالية الموجودة بالمصحف - و إن كانت موضوعة أيضا – فإنها تزيد من خصوصيته و تمييزه على غيره من الكلام، يحضرني هنا ما قاله أحد متخصصي علم القراءات من أن القراءة التجويدية المنغمة و قواعدها جعلته كأنه لغة خاصة لا يقرأ كما يقرأ الكلام العادي في الجرائد و الكتب ,,مما أثار دهشة أحد علماء اللغة الأجانب

فكأن أيضا ً (صلي) و (قلي) و (ج) و (م) و علامة القلقلة و المدود و غيرها .. هي علامات الترقيم الخاصة بالنص القرآني و لا تستخدم مع غيره و لا حاجة للقرآن لغيرها ..

ـ[النجدية]ــــــــ[19 Oct 2010, 11:01 ص]ـ

جزاكم الرحمن أعالي الجنان يا كرام؛ على هذا الحوار الماتع المفيد!

ونقاش المسألة - كما فهمتُ من كلام الدكتور يوسف القرضاوي - ليس في كتابة المصحف كاملاً، وإنما في الاستشهاد بالآيات القرآنية وما يشبهه من مقامات تعليمية.

ولكنني فهمت أن السائل يسأل عن المصاحف

بينما الإجابة جاءت عن الاستشهادات القرآنية ... !

وإن جانبت الصواب فأرجو التوضيح


بصراحة خطر لي هذا السؤال من قديم؛ وسألت أستاذا فاضل متخصص في القراءات فأجابني: " لا يجوز؛ لأننا سنقيد المعنى القرآني بعلامات الترقيم"؛ فكانت إجابة شافية -بالنسبة لي- وزادني اقتناعا بها ما تفضل به الأخ (جيلان).
وأؤيده خاصة بما تفضل به هنا:
الإشارات التجويدية الحالية الموجودة بالمصحف - وإن كانت موضوعة أيضا فإنها تزيد من خصوصيته وتمييزه عن غيره من الكلام ... فكأن أيضا ً (صلي) و (قلي) و (ج) و (م) وعلامة القلقلة والمدود وغيرها، هي علامات الترقيم الخاصة بالنص القرآني ولا تستخدم مع غيره ولا حاجة للقرآن لغيرها.
ونحن لكم من المتابعين
دمتم مع الرحمن

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير