تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكان على المشرفين على هذا العمل أن لا يفرقوا بين أسماء الله الحسنى، الواردة في كتاب الله، وبهذا التمييز، يكونون قد تركوا أسماء عدة؛ قال ابن حجر (فتح الباري: 11/ 218): "وقد تتبعت ما بقي من الأسماء مما ورد في القرآن بصيغة الاسم مما لم يذكر في رواية الترمذي وهي "الرب، الإله، المحيط، القدير، الكافي، الشاكر، الشديد، القائم، الحاكم، الفاطر، الغافر، القاهر، المولى، النصير، الغالب، الخالق، الرفيع، المليك، الكفيل، الخلاق، الأكرم، الأعلى، المبين، بالموحدة، الحفي ـ بالحاء المهملة والفاء ـ، القريب، الأحد، الحافظ. فهذه سبعة وعشرون اسما إذا انضمت إلى الأسماء التي وقعت في رواية الترمذي مما وقعت في القرآن بصيغة الاسم تكمل بها التسعة والتسعون، وكلها في القرآن.

رابعا: إنهم لم يلتزموا بمنهج محدد، فقد بينوا أنهم اعتمدوا الأسماء التي جاءت في الحديث، فقالوا: "وفي عملنا في نسخة المصحف هذه التزمنا هذه الأسماء التسعة والتسعين المشهورة، فقمنا بتمييزها بلونين مختلفين فوضعنا لفظة الجلالة (الله) بلون أحمر، وبقية الأسماء بلون أخضر" هذا قولهم، وهو يخالف فعلهم، فقد ميزوا أسماء ليست في حديث الترمذي. وتركوا أسماء وردت في حديث الترمذي لم يميزوها. فمن الأسماء التي لم يميزوها وهي في الحديث:

ـ الوارث: ورد في الحديث قبل نهاية الحديث باسمين، وورد في القرآن في قوله ـ تعالى ـ: وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ [الحجر: 23].

ومن الأسماء التي ميزوها، ولم ترد في حديث الترمذي، ما يلي:

1 ـ الشاكر لم يرد في قائمة الأسماء التي نقلوها من الحديث، ولكنهم ميزوها بلون أخضر في قوله ـ تعالى ـ: مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء: 147]!!!

2 ـ الخلاق لم يرد في قائمة الأسماء التي نقلوها من الحديث، ولكنهم ميزوها بلون أخضر في قوله ـ تعالى ـ: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ [الحجر: 86]!!!

3 ـ مليك لم يرد في قائمة الأسماء التي نقلوها من الحديث، ولكنهم ميزوها بلون أخضر في قوله ـ تعالى ـ: فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ [القمر: 55]!!!

4ـ محيط لم يرد في قائمة الأسماء التي نقلوها من الحديث، ولكنهم ميزوه بلون أخضر في أمكنة وروده في القرآن الكريم بداية بقوله ـ تعالى ـ: واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ [البقرة: 19]، وانتهاء بقوله ـ تعالى ـ: وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ [الطارق: 20]!!!

5 ـ ذو انتقام لم يرد في قائمة الأسماء التي نقلوها من الحديث، ولكنهم ميزوه بلون أخضر في مواطنه التي ورد فيها في القرآن الكريم!!!

خامسا: لونوا بعض الأسماء التي لا تدل على الإله المعبود بحق، ومن ذلك:

1 ـ إلها: في قوله: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ص: 5.

وأنا أقول ـ أيضا ـ: إن فعلهم هذا لشيء عجاب، فإن كلمة "إلها" ههنا لا تدل على الإله المعبود بحق. فإن القائلين لهذه الكلمة لا يعترفون بوحدانية الإله؛ بل قالوا عمن دعاهم إلى وحدانية الإله: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ؛ قال ابن جرير في تفسيره (23/ 124) ... عن قتادة (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا الشيء عجاب) قال: عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده، وقالوا: يسمع لحاجاتنا جميعا إله واحد! ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة.

وقال ابن كثير (تفسير القرآن العظيم: 4/ 28): وقال الكافرون: (هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهاً واحداً) أي: أزعم أن المعبود واحد لا إله إلا هو؟

وأقول ـ أيضا ـ: حتى لو كان الغرض منه الإثبات فإن الله لم يوصف بكلمة: "إلها" على صيغة النكرة، فكلمة "إلها" لا تدل بمفردها على الإله الحق، والله الهادي إلى طريق الحق.

2 ـ خالق: في قوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ فاطر: 3.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير