3ـ وليا ورد وليا في مواطن عدة من القرآن وهو لا يدل على الله سبحانه وتعالى، ولكن أصحاب هذا الابتكار الذين يمنعون الغير من تقليدهم فيه، حتى لا تضيع أتعابهم ميزوه ولونوه بالأخضر على أنه يدل على الواحد القهار، وحتى يلفتوا نظر القارئ للمعاني اللطيفة، وبه يخدمون كتاب الله وقراءه!!!!
ومن المواطن التي لونوه فيها:
1 ـ في قوله تعالى: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً النساء:123
2 ـ في قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً النساء: 173
3 ـ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِم وَلاَ يُطْعَمُ [الأنعام: 14].
والكلام على ما سبق في غاية الوضوح، ولا يحتاج إلى أي تعليق، ولكن حتى نغلق باب الجدل أمام من يريد ذلك أنقل ما قاله ابن جرير في تفسيره.
قال ـ رحمه الله ـ (جامع البيان: 5/ 296): القول في تأويل قوله تعالى: (ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) يعني بذلك جل ثناؤه: (ولا يجد) الذي يعمل سوءا من معاصي الله وخلاف ما أمره به، (من دون الله) يعني: من بعد الله وسواه، (وليا) يلي أمره، ويحمى عنه ما ينزل به من عقوبة الله، (ولا نصيرا) يعني: ولا ناصرا ينصره مما يحل به من عقوبة الله وأليم نكاله.
وأظن أن هذه الأمثلة كافية في التدليل على أن هذا العمل لايستند إلى أي دليل شرعي، وأن أصحابه لم يلتزموا بأي منهج علمي، وإنما أساسه الفوضى، والله المستعان لا رب سواه.
وكما أشرت إن المصحف عليه مآخذ أخرى تتعلق برسمه، ودقة ضبطه، ووضوح خطه.
ولقد ذهبت إلى دار الفكر الطابعة لهذا المصحف وكلمت مديرها ومَن دونه، فقال لي مديرها: لقد راجع المصحف مآت المشايخ. فقلت: العبرة ليست بالعدد، وإنما هي بالواقع. فقال لي: اعطنا الملاحظات التي لديك. فقلت: اعطوني نسخة كي أقرأها قراءة متأنية، وأعلم على كل كلمة لي عليها ملاحظة.
فقال لي: ليس لدينا الاستعداد لتوزيع النسخ!!!
ومما يؤسف له: أنني لما كنت بقاعة الانتظار أنتظر دوري للدخول إلى المدير إتصل صاحب كتاب يتعلق بالتراث الشعبي واحتج على حال كتابه فاعتذروا له وقالوا له سوف نعمل كذ وكذا بالطبعة القادمة.
وأما فقد قيل لي ما سبق، والشكوى للذي يسمع السر والنجوى.
وبهذه الإشارات أختم الكلام على هذا النوع من الأعمال الملحقة بكتاب الله، ولقاؤنا بحول الله مع عمل ءاخر من أعمال التلوينات الملحقة بكتاب الله، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
وكتبه أخوكم: أبو عبد التواب