تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Sep 2009, 02:18 م]ـ

حاولت أن يكون أحد أبنائي حافظا للقرآن ولكن! .. شيخ مشايخ قراء المدينة المنورة إبراهيم الأخضر لـ «عكاظ»:

مازلت صفرا ولا أتمنى إمامة الحرم .. والمنابر تبكي من الثرثرة

حوار: بدر الغانمي

هذا الحوار تأجل ثلاث مرات على مدى أيام هذا الشهر الفضيل تلبية لرغبة فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ مشايخ القراء في المسجد النبوي الشريف، ليخرج في نهاية الأمر شبيها بأطعمة المرضى التي تخلو في مذاقها من الأملاح والبهارات فتأتي بلا لون ولا طعم ولا رائحة .. ويبدو أن الشيخ إبراهيم الأخضر قد ألقى سلاحه منذ فترة سابقة مفضلا السكينة والهدوء بعيدا عن خطوط التماس .. فقد حاولت أن أفتح معه الملفات المغلقة والدخول في المناطق الشائكة مع علمي بوجود الكثير من الخطوط الحمراء التي تلهب الحوار إلا أنني فشلت أمام رفضه الخوض فيها جملة وتفصيلا .. مكتفيا بشرف اللقاء مع عالم قرآني جليل لم يجد غضاضة في الاعتراف بفشله في تخريج أحد أبنائه حافظا للقرآن وهو المتفرغ لتعليم أبناء المسلمين ذلك، ولم يفاجئني بهروبه من إمامة الناس التي يرى فضيلته فيها حملا ثقيلا، فيما يملك العالمون ببواطن الأمور أسبابا مقنعة لعدم تكليفه بها .. بحثت عن إجابات لأسباب خروجه والشيخ محمد أيوب من إمامة الناس بالمسجد النبوي وأسباب انتهاء مهمته كناظر لأوقاف المغاربة وما دار حولها من تحفظ من قبل المحكمة الكبرى في المدينة المنورة فوجدت الأبواب موصدة .. احترمت رغبة فضيلته في الحديث عن القضايا التي تشغل ذهنه والتي أخذت لب الحوار .. مكتفيا بإطلالة خجولة على بداياته المتناثرة تفاصيلها في أكثر من طريق.

ولدت في حارة الساحة في السابع من شهر ذي الحجة عام 1364هـ، التي هدمت الآن ودخلت في توسعة المسجد النبوي، ونشأت في أسرة متوسطة الحال قامت على الزراعة والفلاحة، فوالدي وجدي كانا يعملان في التجارة والفلاحة، وبدأت تعليمي في مدرسة دار الحديث بالمدينة المنورة، ثم انتقلت إلى مدرسة النجاح الأميرية فحصلت منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحقت بالمعهد العلمي السعودي ودرست فيه لمدة سنتين وتحولت بعد ذلك للدراسة في المدرسة الصناعية حيث تخرج منها عام 1379هـ، والتحقت بعدها ببعثة دراسية إلى مصر لمدة سنتين، حيث درست في معهد يسمى (جنكليز) لتدريب المهن، ثم عدت إلى المملكة وعينت موظفا في إدارة التعليم الصناعي في وزارة المعارف، ثم انتدبت مدرسا في مدرسة الأحساء الصناعية، ثم ذهبت بعد ذلك للعمل في مدينة الرياض لمدة سنتين، ثم انتقلت إلى المدينة المنورة وعملت مدرسا في المدرسة الصناعية الثانوية، ثم أبتعثت إلى إيطاليا عام 1388هـ وبقيت هناك قرابة العام والنصف، إلى أن عدت إلى أرض الوطن فاستمررت مدرسا في المدرسة الثانوية الصناعية بالمدينة المنورة إلى أن تقاعدت عن العمل.

• وبعدها بدأت رحلتك مع القرآن؟

رحلتي مع القرآن الكريم بدأت قبل ذلك بصحبة ثلة مباركة من الصحب والأصدقاء على رأسهم السيد شهاب أحمد رضوان، والشيخ إحسان صديق، والأستاذ أحمد الدرديري، وكان يدرسنا الشيخ عمر الحيدري وغيرهم وكانوا قد قرروا استئناف درس يومي لحفظ القرآن الكريم في بيت أحدهم، فأخبرني أحد أصدقائي المحبين بالأمر وحثني على الانضمام إلى هذه الحلقة القرآنية غير أني لم أتخذ في ذلك قرارا، وما زال يلح ويلزم علي ويراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري، فبدأت معهم في الحفظ والمراجعة، كنت أحفظ مع زملائي نصف صفحة في العشرين جزءا الأولى والتزمت بالحضور والتردد على الدرس حتى أتممت ــ بفضل الله ــ حفظ القرآن الكريم، ومنذ أن حفظت لم أنس القرآن بتاتا والحمد لله، ثم تعرفت عام 1400هـ بالشيخ حسن الشاعر شيخ مشايخ القراء بالمدينة المنورة، فبدأت بالقراءة فلازمته زمنا طويلا، وكنت أجلس إلى درسه للقراءة عليه بعد صلاة العصر من كل يوم، ثم تتلمذت على يد الشيخ عامر السيد عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله عام 1409هـ، وكنت أستغل فرصة وجوده في مواسم الحج والعمرة للقراءة عليه وتشرفت بخدمته وقضاء حوائجه، وكنت أقرأ عنده قبل صلاة الفجر بساعتين، كما كنت أقرأ عليه بطرق مختلفة لازدحام الناس للقراءة عليه، فتارة في المسجد والبيت، وأخرى في الطريق، حتى إنه كان يقرئ في وقت انتظاره

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير