وانتقاله من مكان إلى مكان. ولقد رأيت رئيس وزراء مصر عبدالمنعم حجازي يلبس الشيخ عامر حذاءه وهو خارج بصحبته من باب المجيدي في المسجد النبوي، وكانت قراءتي على الشيخ عبدالفتاح القاضي بشفاعة الشيخ عامر السيد عثمان، الذي قال لي حين سألته عن الشيخ القاضي: ده أكبر عالم في الدنيا! ولازم تقرأ عليه! وسأشفع لك عنده إن شاء الله، ولا أنسى لقاء الشيخ عامر بالشيخ القاضي في المسجد النبوي عندما قال له: هذا إبراهيم الأخضر ابني، ضمه إليك! وأفرغ ما في صدرك في صدره!
• الغريب ياشيخ إبراهيم أن تكون في هذا الموقع ولا تصلي بالناس؟
لا أتمنى أن أكون إماما وقد جربت هذه المسألة في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأصدقك القول إنها لو عرضت علي الآن فلن أقبل بها لأنه منصب مسؤوليته كبيرة جدا وثقيلة وعظم المسؤولية الموجودة فيه توحي للإنسان العاقل بأن لا يقترب منه.
• كذلك لم نجدك ضمن أعضاء لجنة مجمع الملك فهد رحمه الله؟
لا يشغلني هذا الموضوع وليس لي أي تطلعات فيه كما إنني لا أرغب في العمل بالمجمع لأنه ليس تخصصي، وليس لدي وقت لحضور جلسات الاستماع بشكل يومي، وهذا الأمر سيشغلني كثيرا عن وظيفتي الأساسية التي تفرغت لها وهي تعليم القرآن الكريم.
• البعض يرى أن منصبك شرفي بحت ولا يوجد سوى في المدينة المنورة فقط؟
صحيح .. فهذه المشيخة لا توجد إلا في المدينة المنورة فقط، وأنا لم أسع وراءها ولم أطلبها، ولكن عندما توفي شيخنا الشيخ حسن الشاعر الذي شغل وظيفة شيخ القراء في المسجد النبوي طلب الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه لكوني تلميذا للشيخ الشاعر من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ سليمان بن عبيد آنذاك أن يتم تعييني في هذه الوظيفة الجليلة فجاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين في ذلك الوقت الملك فهد رحمه الله على تعييني.
• بمعنى أن وظيفة شيخ مشايخ القراء هي الأعلى علما؟
ومن قال لك أنا عندي شيء فأنا درجتي صفر، ومازلت أتعلم ويخفى علي الكثير من علوم القرآن وأسراره، ألا يكفيك مثلا ما خفي على سيدنا موسى عليه السلام وهو أفضل وأجل وأعظم من الخضر ولكن خفيت عليه أشياء كثيرة، فوفقه الله في مقابلة الخضر ليتعلم منه ثلاث مسائل فقط، وعلم القراءات من الفنون الجميلة وليس هناك صفحة أخيرة في هذه الفنون مثل الرسم، ففنان مثل بيكاسو أو ليناردوا دافينشي عندما يرسم لوحة جميلة لا تكون هي اللوحة الأخيرة، وليس هناك ما يسمونها أحسن لوحة، فالقصة لا تنتهي إلا بوفاة الرسام كذلك علم الفرائض ليس له نهاية لأن المناسخات الجديدة تدخل وتخرج دائما والحال كذلك في الموسيقى والنحت والشعر، وكذلك الأصوات فليست هناك درجة لا يمكن أن نصل إلى مستواها ويظل الإنسان يحاول دائما، وكل الناس عليهم ملاحظات دائما بما فيهم إبراهيم الأخضر شيخ القراء.
• وهل تؤيد استخدام المقامات الموسيقية في تلحين القرآن؟
المقامات في الترتيل منظومة وراء بعض لكن الأصل هو تعلم القرآن وإتقانه أما البدعة فهي تعلم اللحن والمقامات قبل القرآن وفي الحلقات التي أعلم فيها الطلاب لا أقبل فلسفة وأنغاما من طالب لم يتعلم قراءة القرآن، فالأصل أن يقرأ بدون نغم، وكمثال فالمطرب لا يستطيع أن يتعلم القرآن لأنه فقط يجيد المقامات والألحان فحروفه للطرب وليست للقرآن وكذلك المنشد فكلاهما عليه أن يتعلم حروف القرآن أولا وترتيله وتجويده ثم يفكر في تلحينه بعد ذلك.
• قال الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي إنه لم يعرف القراءة المفسرة إلا عندما صلى وراءك؟
القراءة المفسرة منزلة أكبر لقارئ القرآن ويحصل عليها الطالب بالاجتهاد والتلقي من شيخه، ولها آلية وأوامر تترابط مع بعضها البعض لتبرز الجانب الحسي والإيماني الذي ينتقل من روح إلى روح، وهذه مرحلة متقدمة جدا لابد أن تكون فيها رغبة الطالب كبيرة للتعلم؛ لأنها مرحلة شاقة، كما يجب أن يكون لدى الشيخ القدرة على توظيف جهد الطالب في الجانب الحسي، وهذا الجانب مؤثر جدا، وكمثال فحينما نقرأ في سورة يوسف موضوعا مطروقا في آية فإن هذا الجانب يحتاج إلى التوظيف الصحيح مثل (فجعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون) فالمعروف عندنا أن المؤذن هو الذي يرفع صوته بكلام ما سواء
¥