وإذا ثبت أن التحزيب بالسور هو الأولى والأرجح فإن من المهم معرفته ان التزام التحزيب بالسور يمكن تطبيقه على أي مدة يريد القارئ أن يختم فيها؛ فإذا أراد ختم القرآن في شهر فليجعل السورة التي تزيد عن الجزء حزب يوم، وما قلّ عن الجزء بكثير فإنه يجعل السورتين فأكثر حزب يوم، وهكذا إلى أن يختم.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[16 Aug 2009, 10:42 ص]ـ
حكم التجزئة بالحروف:
لمّا كانت الأجزاء من المحدثات كرهها فريق من أهل العلم وأئمة السلف، منهم الإمام مالك رحمه الله لا لكون ذلك محدثاً فحسب؛ بل لكونه تفريقاً للقرآن وقد جمعه الله فوجب أن يُحافَظ على كونه مجموعاً، وقد روى أبو عبيد عن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يكرهان الأوراد والأجزاء المحدثة، و كره ابن تيمية هذا التحزيب أيضاً و شدد على ضرورة تحزيب القرآن على السور، لا على عدد الكلمات والحروف واعتبره مخالف لما عليه الصحابة.
والخلاف في حكمها أقوى من الخلاف في النقط، والمنع فيه أظهر من المنع في النقط.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن التحزيب والتجزئة الموجودة في هامش المصحف اليوم فأجابت:
(لا نعلم شيئًا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال: «سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلات عشرة وحزب المفصل وحده، وبأنه ثلاث: البقرة وآل عمران والنساء، وخمس: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة، وسبع: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل، وتسع: الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان، وإحدى عشرة: الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والم السجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس، وثلاث عشرة: الصافات وص والزمر وغافر وحم السجدة وحم عسق والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات، ثم بعد ذلك حزب المفصل وأوله ق» أحمد (4/ 9)، وأبو داود برقم (1393)، وابن ماجه برقم (1339).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(عضو) (عضو) (نائب رئيس اللجنة) (الرئيس)
عبد الله بن قعود - عبد الله بن غديان - عبد الرزاق عفيفي - عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
وذهب فريق آخر من العلماء إلى اعتبار التجزئة المحدثة والأخذ بها، فهذا أبو داود في كتاب المصاحف يعقد باباً في تجزئة المصاحف ويذكر فيه جملةً من الآثار التي تدل على أن لتجزئة القران أصلاً ولو من الناحية اللفظية، ومن هنا مالت طائفة من أهل العلم إلى التسهيل في ذلك.
وقد نقل صالح بن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله روايةً في التسهيل في تجزئة المصحف حيث جاء في بعض مسائله ما نصه: (سألت أبي عن رجل عنده مصحف جامع يريد أن ينقضه فيجعله أثلاثاً ليكون أخف عليه، فإيش ترى في ذلك؟ قال: لا أعلم به بأساً).
بل إن طائفة من المتأخرين استحبوا تجزئة المصاحف وتحشيتها لكون ذلك ضرباً من تجويدها وتحسينها، وعوناً للقارئ على سرعة الحفظ، وتيسيراً لمن رام التلاوة فيها مادام الأمر بعيداً عن اللبس والزيادة.
وبعد استعراض تحزيب السلف والتحزيب المحدَث نستطيع أن نقول:
1.أن أفضل التحزيب ما كان بالسور، سواء لمن يريد الختم في سبع كما ورد الحديث بذلك أو أقل أو أكثر.
2.أن أفضل مدة للختم هي سبع ليال، ويجوز في أقل من ذلك، ويسع المسلم الختم في شهر أو أربعين ليلةً عند الانشغال.
3.أن هدي السلف في القراءة في الصلاة أو في غيرها هو إتمام السورة، وكان ذلك غالب سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
4.أن التحزيب بالحروف نشأ بعد زمن الصحابة، والتساوي فيه بين الأجزاء غير متحقق.
والله تعالى أعلم ....
ـ[أم أسماء]ــــــــ[16 Aug 2009, 10:47 ص]ـ
مراجع هذا الموضوع:
1. القرآن الكريم.
2.البرهان في علوم القران للزركشي،تحقيق محمد أبو الفضل، المكتبة العصرية، 1425هـ.
3.تاج العروس للزبيدي، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر دار الهداية.
4.تأريخ القرآن لإبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني،ط الثانية 1402.
¥