«الكتاب المحقق: هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه»؛ وأقسام التحقيق هي:
1 - تحقيق العنوان.
2 - تحقيق اسم المؤلف.
3 - تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
4 - تحقيق متن الكتاب.
ومعنى تحقيق متن الكتاب أن يؤدى الكتاب أداءً صادقًا كما وضعه مؤلفه كمًّا وكيفًا بقدر الإمكان، لا أن نغير أسلوب المؤلف عاليًا كان أو نازلاً، أو نصحح الخطأ العلمي الذي يقع فيه المؤلف، أو نبسط عبارة مختصرة أو العكس؛ فتحقيق المتن أمانة؛ لأن الكتاب حكم على المؤلف وعصره، والذي ينبغي: التنبيهُ على الأخطاء في الحاشية، إلا من سمح بتصرف القراء في مؤلَّفِهِ؛ وهو منهج نادر.
أما الشواهد القرآنية فلا بد أن توضع في نصابها، وينبغي أن يستشعر المحقق الحذر في تحقيق الآيات، وإبقاء النص القرآني محرفًا كما هو فيه مزلة للأقدام، وخطر القرآن أعظم من أن يجامل فيه مخطئ، وهي مسألة قديمة، وقد سمّى ابن الصلاح ترك التحريف في القرآن غلوًّا في اتباع اللفظ. ولتحقيق الآيات لا يُكتفى بالمصحف المتداول، بل لا بد من الرجوع إلى كتب القراءات المتواترة والشاذة وكتب التفسير خاصة ما يعنى منها بذكر القراءات.
- خطر تحقيق المتن: التحقيق أمر جليل يحتاج جهدًا وعناية أكثر من التأليف.
- مقدمات تحقيق المتن:
أ- التمرس بقراءة النسخة لمعرفة اصطلاحات الناسخ في الرسم والضبط والإهمال والإعجام والكشط والمحو والحذف واللحق والإضافة والتضبيب وغيرها، وطريقته في كتابة الأعداد والاختصارات.
ب- التمرس بأسلوب المؤلف، وما له من اصطلاحات ورموز واختصارات ولوازم كتابية.
ج- الإلمام بموضوع الكتاب.
د- المراجع العلمية.
- الضبط:
إذا كان في النسخة ضبط فله حرمته، خاصة إذا كان في النسخة الأم، وعلى المحقق أن يعبر عن طرق الضبط القديمة- الرموز- بطرق الضبط الحديثة، وما كان له في النسخة ضبطان ضبط كذلك إلا إن تعذر فليشر المحقق إليه في الحاشية، والكتب التي يضبط المؤلف بعضها ويدع بعضها ينبغي في ضبط ما تركه مراعاة أسلوبه ومنهجه واختياراته في الضبط. ويجدر به أن يتوخى الحذر في الضبط؛ فلا يضبط شيئًا على غير المعنى الذي أراده المؤلف، ولا ينساق خلف المألوف، وعليه الرجوع إلى المراجع المناسبة في ضبطه خاصة في أسماء الرواة والقبائل والبلدان ونحوها.
- التعليق:
الكتب القديمة بما تضمنته من معارف تحتاج إلى توضيح ما بها من غموض، فينبغي إثبات التعليق الضروري، بلا إسراف، ليطمئن القارئ إلى عمل المحقق. ومما يقتضي التعليق ربط أجزاء الكتاب بعضه ببعض، والتعريف بالأعلام والبلدان الغامضة والمشتبهة، والإشارات التاريخية أو الأدبية أو الدينية، وتخريج الآيات والقراءات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والأرجاز وأقوال العرب، وتوثيق نقول المؤلف عن غيره.
- تقديم النص: يشتمل على: التعريف بالمؤلف وعصره وما يتصل به من تاريخ، ودراسة عن الكتاب وموضوعه وعلاقته بغيره من الكتب التي في موضوعه، ودراسة فاحصة لمخطوطات الكتاب ووصفها وصفًا دقيقًا وبيان ما اعتمد عليه منها، وإرفاق نماذج منها، ويصنع كل ذلك بعد الفراغ من طبع النسخة الأخيرة من الكتاب لتتميم الدراسة في ضوئها، ولتسهيل الإشارة إلى النص.
- صعوبات التحقيق والطريقة المثلى لمعالجتها:
أ- رداءة المخطوط من حيث نوع الخط.
ب- رداءته من حيث كثرة التصحيف والتحريف والأسقاط.
ج- أو لتعرضه لعوامل البلى والتآكل، أو الانطماس أو الاندثار بسبب جهل المجلدين.
د- غرابة موضوع الكتاب.
هـ- غرابة الكتاب في لغته؛ كأن يلتزم المؤلف أسلوبا خاصا أو ألفاظا خاصة.
أما معالجة هذه الصعوبات فتكون بما يلي:
أ- جمع أكبر عدد ممكن من نسخ الكتاب ومقابلتها بدقة.
ب- تكرار قراءة المخطوط حتى يألف الخط.
ج- اللجوء للمراجع التي يظن أن المؤلف استقى منها أو استقت منه، ومقابلة هذا على ذاك.
د- التأني في فهم النص، وتغليب الشك على اليقين.
هـ- أن يكون المحقق له دربة خاصة بأسلوب المؤلف، ومعرفة بعصر تأليفه الكتاب.
و- أن يكون ذا خبرة بما يتعرض له الكلام من التصحيف والتحريف.
ز- أن يحتال ويحسن الحيلة في تقدير ما انطمس وحزر ما بتر.
ح- استشعار الأمانة والحد من الجرأة على النص.
¥