ط- أن يتنبه إلى أن التحقيق هو تأدية نص الكتاب كما صنعه المؤلف لا كما يستحسنه المحقق.
أول القصيد: التعليق على مقدمة التحقيق:
سأكتفي في التعليق على مقدمة التحقيق بشيئين اثنين وقع فيهما التحقيق في مقدمة الكتاب وهما تحقيق اسم المؤلف وعناوين المنظومات، وليس اكتفائي بهما لأنه ليس في المقدمة غيرهما، بل لأني أرجئ الكلام على المقدمة كلها حتى حين:
0001 - تحقيق اسم المؤلف:
لم يتعرض التحقيق في المقدمة لمسألة تحقيق اسم المؤلف أو عناوين المنظومات أصلاً فوقع فيما وقع فيه:
وذلك أن في النسخ التي ذُكر في التحقيق أنها جميعًا بخط المؤلف:
1 - كتب اسمه في أول ((جمع الأصول)) هكذا: ((علي بن أبي محمد بن أبي سعد الواسطي المقرئ بجامعها عفا الله عنه))، ولم يذكر في آخرها.
2 - كتب اسمه في أول ((روضة التقرير)) هكذا: ((علي بن أبي محمد بن أبي سعد بن الحسن الواسطي المقرئ بجامعها عفا الله عنه وغفر لوالديه وللمسلمين أجمعين))، وفي آخرها مثله تمامًا خلا كلمة ((الواسطي)) فلم تذكر، وذكر: ((المقرئ بجامع واسط)).
3 - كتب اسمه في أول ((طوالع النجوم)) كما في أول ((روضة التقرير))، وفي آخرها كذلك إلا أنه سبق كلمة ((الواسطي)) بقوله: ((المقرئ بجامع واسط)).
4 - كتب اسمه في أول ((المقامة الواسطية)) كما في أول جمع الأصول إلا أنه أيضا سبق كلمة ((الواسطي)) بقوله: ((المقرئ بجامع واسط))، وفي آخر المقامة: ((علي بن محمد بن أبي سعيد ابن الحسن المقرئ بجامع واسط الوسطي)).
وهذا جدول توضيحي:
http://majles.alukah.net/uploader/576_jadwal2.jpg (http://majles.alukah.net)
هل تلاحظ أخي الكريم أي اختلاف في المواضع التي كَتب فيها اسمه في جميع كتبه، إلا اختصار اسمه في موضعين، وعدم ذكره في موضع وتقديم وتأخير في مواضع، وإلا ما كان في آخر المقامة إذ سقطت ((أبي)) من ((أبي محمد)) وزيدت ياء في ((سعد)) وحذفت الألف الثانية من ((الواسطي))، وكل هذا اختلاف ذو قيمة يقتضي الوقوف عنده، إلا أنه- بلا إمعان نظر- لو اطلع مطلع على صورة ملونة من آخر المقامة- وهي منتشرة على الشبكة- لتأكد أنه ليس خط المصنف، ولكنه خط مرمِّم النسخة، أو خطاطٍ استدعاه مرممها ليكتب آخرها لأنه تآكل، ويظهر فيه محاكاة شديدة لخط المصنف، لكن المداد مختلف، وطبيعة الحروف فيها اختلاف ظاهر.
وهذه المسألة المهمة في وصف نسخة المقامة لم تذكر في التحقيق! أوَيمكن أن يقال: إن القائم على تحقيق الكتاب لم يطلع عليها؟؟ لعل ذلك كذلك! ولكن هل هذا عذر؟؟ لعل.
(تنبيه: هذه النقطة ليست داخلة في الشيئين المنتقدين في هذه المقدمة في هذه الحلقة، ولكنها- مع كونها طامة- ذكرت الآن استطرادًا).
والآن لننظر كيف أثبت التحقيق اسم المؤلف؟؟
1 - في أول الكتاب وتحديدًا في ص 7 جاء اسم المؤلف هكذا: ((علي بن أبي محمد بن أبي سعد بن عبد الله أبو الحسن الواسطي المعروف بالديواني)) وكرره نفسه في ص 11 في ((ترجمة المؤلف))،
جعل ((بن عبد الله)) بدل ((بن الحسن))، وزاد كنيته ((أبو الحسن))، وزاد تعريفه بالديواني.
2 - وفي ص 30 في أول ((جمع الأصول)): ((علي بن محمد بن أبي سعد الديواني الواسطي المقري عفا الله عنه)).
حذف ((أبي)) من ((أبي محمد)) - أو لعله لم يرها لأنها مكتوبة غير منقوطة فوق كلمة ((بن)) بالياء الراجعة القصيرة الملتصقة بالألف- وزاد ((الديواني)) ولم يهمز ((المقري)) - هذه ممكن (نعديها) مع أن المؤلف همزها في بقية المواضع- وأسقط التحقيق كلمة ((بجامعها))، وكتب الناظم بخطه صلاة على النبي وآله وصحبه لم يذكرها التحقيق.
3 - وفي أول ((روضة التقرير)) ص 93 أسقط التحقيق من اسم الناظم كلمة ((أبي)) من ((أبي سعد))، وصحّف أو حرّف قوله: ((وغفر لوالديه ... )) إلى: ((وعفى لوالديه ... )) - ورسمها بالألف: ((وعفا)) - والسبب في التصحيف أو التحريف: أن الغين غير منقوطة، والراء مكتوبة بطريقة جميلة يظنها غير المتمرِّس بالكتابة العربية- بله المخطوطات- ياءً.
4 - وفي أول ((طوالع النجوم)) ص 119 سَلِم اسم المؤلف بحمد الله من السقط والتحريف، وقرئت كلمة ((غفر)) صوابًا، لأن الغين عليها نقطة. وسلم أيضًا اسم المؤلف في آخر ((طوالع النجوم)) ص 224.
¥