تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكان من قرّاء المدينة: أبو جعفر القارئ - واسمه يزيد بن القعاع - مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزوميّ، وشيبة بن نِصاح مولى أم سلمة زوج النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.

وكان أقدم هؤلاء الثلاثة أبو جعفرٍ؛ قد كان يُقرئ الناس بالمدينة قبل وقعة الحرّة، حدثنا ذلك إسماعيل بن جعفر عنه، ثم كان بعده شيبة على مثل منهاجه ومذهبه، ثم ثالثهما نافع بن أبي نعيم، وإليه صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسّكوا إلى اليوم. فهؤلاء قرّاء أهل الحجاز في دهرهم.

وكان من قرّاء مكةَ: عبد الله بن كثير، وحميدُ بن قيس - الذي يقال له الأعرج -، ومحمد بن محيصن.

فكان أقدم هؤلاء الثلاثة ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة، وأكثرهم به اقتدوا فيها، وكان حميد بن قيس قرأ على مجاهد قراءته، فكان يَتبعها لا يكاد يعدوها إلى غيرها، وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية وأقواهم عليها. فهؤلاء قرّاء أهل مكة في زمانهم.

وكان من قرّاء الكوفة: يحيى بن وثّاب، وعاصم بن أبي النّجود، والأعمش.

وكان أقدم الثلاثة وأعلاهم يحيى؛ يُقال إنه قرأ على عبيد الله بن نُضَيْلةَ صاحب عبد الله، ثم تبعه عاصمٌ، وكان أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وزرِّ بن حبيش، ثم كان الأعمشُ، فكان إمامَ الكوفة المقدّم في زمانه عليهم، حتى بلغَ إلى أن قرأ عليه طلحةُ بن مُصَرِّفٍ - وكان أقدمَ مِن الأعمشِ -. فهؤلاء الثلاثة هم رؤساء الكوفة في القراءة. ثم تلاهم حمزة بن حبيب الزيّات رابعا، وهو الذي صارَ عُظْمُ أهل الكوفة إلى قراءته، من غير أن يُطْبِقَ عليه جماعتُهم. وكان ممّن اتبع حمزة في قراءته سُلَيْمُ بنُ عيسى وممّن وافقه، وكان ممّن فارقَه أبو بكر بن عيّاش؛ فإنه اتبع عاصماً وممن وافقه. وأما الكسائي فإنه كان يتخيّر القراءاتِ؛ فأخذ من قراءة حمزةَ ببعضٍ وتركَ بعضاً. فهؤلاء قرّاء أهل الكوفة.

وكان مِن قرّاء أهل البصرة: عبد الله ابن أبي إسحق الحضرميّ، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي.

وكان أقدم الثلاثة ابن أبي إسحق، وكانت قراءته مأخوذة عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم. وكان عيسى بن عمر عالماً بالنحو، غير أنه كان له اختيار في القراءة على مذاهب العربية يفارقُ قراءةَ العامةِ ويستنكرها الناس، وكان الغالب عليه حُبُّ النصب ما وجد إلى ذلك سبيلا؛ منه قوله (حمالةَ الحطب) و (الزانيةَ والزانيَ) و (السارقَ والسارقةَ)، وكذلك قوله (هؤلاء بناتي هن أطهرَ لكم). والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة فاتخذوه إماما = أبو عمرو بن العلاء. فهؤلاء قراء أهل البصرة. وقد كان لهم رابع وهو عاصم الجحدري، لم يُرْوَ عنه في الكثرة ما رُوِيَ عن هؤلاء الثلاثةِ.

وكان من قرّاء أهل الشام: عبد الله بن عامرٍ اليحصبيّ، ويحيى بن الحارث الذّماريّ، وثالث قد سُمِّيَ لي بالشامِ ونسيتُ اسمَه.

فكان أقدمَ هؤلاء الثلاثة عبدُ الله بن عامرٍ، وهو إمام أهل دمشق في دهره، وإليه صارت قراءتُهم، ثم اتّبعه يحيى بن الحارث وخَلَفَه في القراءة وقامَ مقامَه قال: " وقد ذكروا الثالث بصفةٍ لا أحفظها.

فهؤلاء قرّاء الأمصار الذين كانوا بعد التابعين ").

قال السخاوي مُسَمِّياً الثالثَ الذي نسيه أبو عبيد: " هو أبو خليد بن سعد صاحب أبي الدرداء ".

قال المحقق: " وهو وَهْمٌ، وهو خليد بن سعد السلاماني ".

[أبو الحسن علم الدين السخاوي (ت 643 هـ): جمال القراء وكمال الإقراء / 502 - 510، ح مروان العطية ومحسن خرابة، ط1 دار المأمون للتراث].

ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:59 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي حسين بن محمد على اهتمامك بالموضوع هنا، وفي موقع الألوكة، وقد قرأت جميع ما أثريت به الموضوع هناك، فلك مني الشكر الجزيل.

= قد وقفتُ على النص الذي نقلتَه مشكورًا من (جمال القراء) لكني نقلته في الموضوع من (المرشد الوجيز) ثم عقبتُ مستبعدا أن يكون حاسما للموضوع، حيث قلت:

[أنَّ هذا النَّصَّ الذي ينقل منه الإمام ابن حجر - رحمه الله - لا يُفيد عددَ القرَّاء الذين اختارهم أبو عُبيد في كتابه، وذَكَر أوجُه الخلاف بيْنهم، بل غاية ما هنالك أنَّ هؤلاء المذكورين هم من أئمَّة القراءة الَّذين اشتدَّت عنايتُهم بها، وأخَذَها النَّاس عنهم، وواضحٌ أنَّ أبا عبيدٍ عدَّد هنا أكثر من خمسة عشر إمامًا، ولم يُرِد أنَّه سيذكر في كتابه أوجُه الخلاف لهم.

- كما أنَّه - رحمه الله - نسي اسم أحد قرَّاء الشَّام، فكيف يكون هذا القارئ من القرَّاء الذين أسْند قراءتَهم، وذكَرَ أوجُه الخلاف له في كتابه؟!

- وكيف يدور شكُّ الَّذين اطَّلعوا على كتاب أبي عُبيد في تعْيين ذلك القارِئِ بين ثلاثة: خُلَيد بن سعدٍ صاحب أبي الدَّرداء، وعطيَّة بن قيس الكلابي وإسْماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر؟! فهل تكون قراءة هذا الرَّجُل مذكورة بعد هذا في الكتاب؟!] اهـ.

وكذلك:

[[فالظاهر من كلام ابن الجزري أنَّ المقصود: هذا العدد مع السبعة؛ فيكون المجموع اثنين وعشرين قارئًا]] أو اثنين وثلاثين!! وهذا سيتعارض مع تحديد 15 قارئًا كما في النص المنقول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير