وفي هذا الإحصاء تفصيل لما سبق أن أورده على نحو مجمل علماء العربية، وهو أن الراء من أكثر الحروف دوراناً على الألسنة.
وانبرى عدد من دراسي العربية لإجراء إحصاءات أخرى مهمة بصدد جذور ألفاظ العربية ([74])، وخلصوا إلى أن حرف الراء كان الأكثر عدداً، إذ بلغ 494 جذراً، يليه الميم 489، فاللام 462، فالباء 344، فالنون 344 إلخ ...
وفي دراسة إحصائية أخرى ([75]) للأشعار التي وردت في كتاب الأمالي لأبي علي القالي، وقد بلغ عددها 7254 قافية. كان روي الراء في طليعة القوافي كثرة، إذ بلغ 1084 ألفاً وأربعاً وثمانين. ثم اللام 985، فالدال 803، فالباء 775، فالنون 753، فالميم 708.
وإذا مضينا في هذا الصدد، وعلى صعيد آخر، في تتبع مواقع الراء لدى شعراء العربية، واستشهدنا بقوافي الأشعار التي أثروها في نظم قصائدهم تجلت أمامنا معطيات جديرة بالاهتمام.
وقد اخترت أربعة دواوين، لأربعة شعراء، في أربعة عصور تمثل مجمل عصور الأدب العربي، وذلك في سبيل رصد القوافي الأكثر وروداً في قصائدهم، بقصد تبين موقع روي الراء في قوافيهم. وهم زهير بن أبي سلمى ([76]) وأبو الطيب المتنبي ([77]) , وابن الوردي ([78])، والشاعر القروي ([79])، وذلك وفق الجدول التالي:
زهير
المتنبي
ابن الوردي
القروي
روي اللام 17
اللام 47
الراء 172
الراء 104
الراء 15
الميم 40
اللام 125
الدال 73
الميم 10
النون 35
النون 117
الباء 70
الباء 9
الباء 35
الباء 109
النون 58
الدال 34
النون 5
الدال 34
الدال 84
الميم 53
الهمزة 4
الراء 30
الميم 82
اللام 48
العين 2
القاف 13
القاف 60
العين 24
ويشير هذا الجدول الذي يرصد مجمل عدد قوافي الشعراء إلى أن حرف الراء يتبوأ المنزلة العليا في عدد القصائد لدى شاعرين من الشعراء الأربعة هما ابن الوردي والقروي، ويقع أيضاً في المنزلة الثانية في شعر زهير. وفي مقابل ذلك تبوأت اللام المنزلة العليا أيضاً لدى الشاعرين الآخرين، زهير وأبي الطيب، كما وقعت اللام في المنزلة الثانية لدى ابن الوردي. وهذا التقارب الشديد الذي بلغ مستوى التعادل بين قوافي اللام والراء مؤشر ذو شأن يسمح لنا، في قدر من التعميم بالاستدلال على أفضلية هذين الحرفين لدى شعراء العربية، بحيث يبدوان كفرسي رهان ضمن مجموعة حروف الذلق، وعلى صعيد اللسانيات بوجه عام.
وفي الوقت نفسه يبقى صوت الراء من أشيع الأصوات وأعلاها على ألسنة معظم الأمم كما هو شأنه في لغة العرب. وبسبب صعوبة نطقه كان اللثغ به متعدد الأوجه. كذلك، وللسبب نفسه، كان لفظه متعدد الأوجه أيضاً في كثير من لغات البشر، كما سبق تبيينه في صدر موضوعنا.
ع ـ الراء في النقود والعملات:
والآن، في نهاية المطاف قد يحسن بنا الآن أن نشير إلى ظاهرة لافتة للنظر، وهي حضور حرف الراء في غالبية أسماء العملات ووحدات النقود لدى كثير من دول العالم. وهذا من غريب المصادفات. ونود، بقدر من التتبع، أن نضع ذلك أمام القارئ في جدول يمكن أن يعد في ختام هذا البحث الصوتي اللغوي من قبيل الأحماض أو ما يشابه الإطراف، على عادة السالفين في بعض مجالسهم ومقالاتهم، وقد يعلل ذلك بأن هذه العملات كانت في الأصل معدنية تحدث عند تداولها رنة مضاعفة أو صوتاً مكرراً. فغلب على أسمائها هذا الصوت المكرر أي الراء. على أننا نكتفي في هذا الصدد بالإشارة إلى مدى تغلغل حرف الراء في كثير من لغات البشر ودورانه على ألسنتهم:
اسم العملة
اسم الدولة
برّ
ارتيريا
برغوث ([80])
عملة سورية في العهد العثماني
بوليفار
فنزويلا
بياستر
فيتنام الجنوبية
توغريك
منغوليا
دراخما
اليونان
دراغون
هاييتي
درهم
الإمارات العربية المتحدة، ليبيا، المغرب
دولار
الولايات المتحدة الأمريكية، كندا
دينار
الأردن، البحرين، تونس، الجزائر، العراق، الكويت
روبية
اندونيسا، باكستان، بانغلاديش، الهند
روبل
روسيا، أوكرانيا
رند
جنوب أفريقيا، بوتشوانا، ليسوتو
ريال
السعودية، قطر، اليمن
رينغيت
ماليزيا
سترلنغ
بريطانيا
سوكر
إكوادور
غروشن
عملة ألمانية قديماً
غواراني
باراغواي
غوردوبا
نيكاراغوا
غيلدر
هولندا
فرنك
فرنسا، بلجيكا، سويسرا
فيورنت
المجر
قرش
سورية، لبنان، مصر
قرقوف ([81])
دولة الخلافة العربية الإسلامية (قديماً)
كراون
النرويج
كراونر
الدانمارك
كروزيرو
البرازيل
¥