تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· ما نقله الشيخ الفاضل محمد يحيى شريف ـ حفظه الله ـ من كلام الأئمة في أهمية الدراية كلام مهم, والذي يظهر لي ـ حسب فهمي القاصر ـ أن كل من يتعلم القرآن الكريم روايةً ومشافهةً ـ في الغالب ـ يتحصل على نصيب من الدراية قلَّ أو كثُر, مما يعينه على المحافظة على ما تلقاه وإيصاله إلى غيره, وكثير ممن عرفناهم من الشيوخ ممن تلقوا القرآن بقراءاته المختلفة وأتقنوها, لا يعرفون من الإعراب والتجويد النظري إلا أشياء يسيرة, بل بعضهم لا يعرف من الإعراب بالذات إلا مسائل محصورة, ومع ذلك لا يوجد أي خلل في قراءتهم وإقرائهم, بينما من يتلقى التجويد دراية فقط لا يستطيع أن يطبق شيئًا منها, وعلى هذا فتفضيل الدراية المجردة عن الرواية والتلقي والمشافهة غير مسلَّم به؛ إذ لا فائدة عملية من ورائها, ولعل كلامَ الأئمة عليهم رحمة الله محمولٌ على أن جانب الدراية مع الرواية من باب الكمال, وهو واضح من قول مكي القيسي: " فمعرفة ما ذكرنالا يسع من انتصب للإقراء جهله، وبه تكمل حاله ", أو يقصدون بذلك من يجهل التجويد كاملاً, ويعتمد على طبعه وسجيته دون التلقي والتعلم, كما يقول: " وأجد الصواب بعادتي فيالقراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً ممّا ذكرته "؛ لأن المتلقي للقرآن الكريم عن غيره روايةً لا بد أن يحصل على شيء من الدراية, والحاصل أن الجانبين ـ أعني الرواية والدراية ـ مكملان لبعض, لا غنى لأحدهما عن الآخر, والرواية مع اليسير من الدراية كافٍ للمحافظة على الأداء الصحيح لا سيما إذا صاحبها ممارسًا للقراءة والإقراء, والله أعلم.

· قول الشيخ محمد يحيى ـ بارك الله فيه ـ:

فهذي نصوص القوم تبيّن أهميّة العلم على مجرّدالأداء، إذ بالعلم يُصان الأداء، ولا يمكن للأداء أن يعالج نفسه بنفسه إلاّبالعلم، وكلام الأئمّة واضح لا غبار عليه ويردّ بشدّة على أولئك الذين يحثّون علىتلقّى القرءان من المهرة المتقنين، وقد أثبتنا أنّ الإتقان والمهارة لا يكفيانللتصدّر إن كان عن جهل أو تقليد محض. بل ينبغي أن يقدّم في الإقراء العالم وإن قلّإتقانه إلى حدّ ما على المتقن الجاهل لأنّ الثاني قد يكون مصيباً ولا يدري ومخطئاًولا يدري، وإذا سئل لا يجيب لجهله خلافاً للثاني فإنّه وإن كان أقلّ إتقاناً منالأوّل فإنّه سيرشد الطالب إلى الصواب ويحذّره من الخطأ ويجيبه عن ما أشكل عليهبالدليل والحجّة. وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه مناستدراك ما فاته من الشيخ

في الغالب لا يصل الإنسان إلى درجة المهارة والإتقان إلا بحصوله على شيء من الدراية والعلم, وكيف " يكون مصيباً ولا يدري ومخطئاًولا يدري " وهو قد تلقى القراءة عن غيره مما عرفه بالصواب والخطأ؟

فهو مع تلقيه سيرشده شيخه أيضًا إلى الصواب ويحذّره من الخطأ ويجيبه عن ما أشكل عليه بالدليل والحجّة.

وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه مناستدراك ما فاته من الشيخ

من الناحية التطبيقية ـ أرى ـ أنه لا ينبغي للقارئ أن يجتهد اعتمادًا على فهمه للنصوص في تطبيق حكمٍ بخلاف ما تلقاه عن شيخه, إلا إذا تيقن من خطأ شيخه في ذلك الحكم فينبغي أن يرجع إلى أهل الإتقان ويتلقاه عنهم على الوجه الصحيح, أما أن يستدرك ذلك بنفسه ـ مهما كان فهمه للنصوص ـ فلا يبعد أن يقرأه قراءةً خاطئةً فيَضل بذلك ويُضل.

فإذا رأيت الشيخ يستدلّ بالأداء على صحّة الوجهفاحذر من جوابه،

وإذا رأيته يستدلّ بأقوال المتقدّمين على صحّة الوجه فحسبك به،

وإذا رأيته يستدلّ بالأداء على كيفيّة أدائيّة مختلف فيها فينبغي الرجوع إلىالمصادر لفكّ الخلاف.

نعم المسائل الخلافية الرجوع فيها إلى المصادر أسلم, إلا أنه أحيانًا تكون النصوص محتملة لعدة كيفيات فيكون حينئذٍ الأداء مرجحًا لإحدى الكيفيات.

أما بالنسبة لغنة النون المخفاة الواقعة قبل حرف الاستعلاء فأسأل فيها سؤالين:

الأول: هل يوجد أحد من الشيوخ يقرأ أو يُقرئ بترقيقها؟

الثاني: ماذا يسمى هذا التأثر الخفيف الذي يطرأ عليها عندما تسبق حرف استعلاء؟

وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:47 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد.

أخي الشيخ جزاك الله خيراً على هذه المداخلة وآمل ألاّ تكون هي الأخيرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير