((مسلم بشرح النووي)): (6/ 71).
رابعاً: الحنابلة:
قال عبدالله بن أَحْمَد بن حنبل: "سمعت أبِي - أي الإمام أَحْمَد - (ت:241هـ) وقد سُئل عن القراءة بالألحان، فقال: مُحدث؛ إلا أن يكون من طباع ذلك الرجل؛ يعني طبع الرجل كما كان أبو موسى".
((مسائل الإمام أحمد بن حنبل برواية ابنه عبدالله)): رقم: (1837)
قال ابن قدامة المقدسي: "فصل: كره أبو عبدالله القراءة بالألحان، وقال: هي بدعة؛ وذلك لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه ذكر في أشراط الساعة ((أن يُتخذ القرآن مزامير يُقدِّمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء))؛ ولأنَّ القرآن مُعجز في لفظه ونظمه، والألحان تغيْره. وكلام أحمد في هذا مَحمول على الإفراط في ذلك بِحيث يَجعل الحركات حروفاً ويَمدُّ في غيْر موضعه، فأما تَحسيْن القراءة والترجيع فغيْر مكروه فإنَّ عبدالله بن مغفل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقرأ سورة الفتح، قال: فقرأ ابن مغفل ورجَّع في قراءته، وفي لفظ قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجَّع في قراءته، قال معاوية بن قرة: لولا أنِّي أخاف أن يَجتمع عليَّ الناس لَحكيت لكم قراءته، رواهما مسلم وفي بعض الألفاظ فقال: ((آآآ))، وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن، أي: يَجهر به))، يعني: [استمع]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لَم يتغنَّ بالقرآن))، وقد اختلف السلف في معنى قوله: يتغنَّى بالقرآن ... ، وعلى كل حال فقد ثبت أن تَحسيْن الصوت بالقرآن وتطريبه مستحب غيْر مكروه، ما لَم يَخرج ذلك إلى تغيير لفظه وزيادة حروف فيه ... " اهـ
((المُغني)) لابن قُدامة: (2/ 615)، تحقيق: التركي والحلو.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[23 Jan 2010, 09:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا , فالراجح من أقوال القراء والفقهاء هو بدعة القراءة بالمقامات والألحان , فبارك الله فيكم ونفع الله بما جمعتم ويسر الله طبعه.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[23 Jan 2010, 08:42 م]ـ
وجزاك الله خيراً وبارك فيك، وجعلنا وإياكم وأصحاب هذا الملتقى المبارك من المنافحين عن السنة المدافعين عنها، الرادين على البدع وأهلها. اللهم آمين.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 12:42 م]ـ
إخواني الكرام , السلام عليكم , لقد استمعت إلى هذه الحلقة الفضائية التي جمعت بين فضيلة الشيخ المعصراوي وفضيلة الشيخ أيمن حفظهما الله وكان كلامهما قيما فاصلا , ولكن لي تعقيب لابد منه نصحا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فقد لاحظت أن فضيلة الدكتور أيمن حفظه الله يكرر وبتأكيد على جواز استعمال الألحان والمقامات فيما يسمى بالأناشيد الدينية مع أن أئمة العلم في عصرنا الحاضر (الألباني وابن باز وابن عثيمين) رحمهم الله قد منعوا من ذلك في فتاويهم وعدوا ذلك من البدع وحتى من أباحها اشترط لها شروطا لا يراعيها أحد ممن ينشد اليوم فاشترطوا ألا يختار لها ذوي الأصوات الحسنة التي يلتذ بها السامع , وألا تؤدى على ألحان الغناء وألا تكون ديدنا وعادة بل تكون للمناسبات أو بين الفينة والفينة وأن تكون بكلام طيب فليس وبهذه الشروط تكون أناشيد القنوات الفضائية كلها أو أكثرها مما ينبغي الأعراض عنه لأنها ممنهوعة مطلقا عند كثير من الأئمة أو مباحة عند البعض ولكن بشروط غير متحققة واقعيا فكان ينبغي لدكتورنا الفاضل أن يدور مع أقوال أهل العلم أما أن يقول افعلوا في الأناشيد ما شئتم ولحنوها كيف شئتم فهذا خلاف ما قاله علماء السنة وهاكم كلامهم بنصه فإني ناقل عنهم:
قال الألباني رحمه الله تعالى:
كلمة في الأناشيد الإسلامية:
هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى وهي حول ما يسمونه ب (الأناشيد الإسلامية أو الدينية) فأقول: قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء
¥