تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مالك حسين]ــــــــ[23 Jan 2010, 02:22 ص]ـ

سبق أن ذكرت طرفاً يتعلق بمسألة المقامات وقراءة القرآن بالألحان، وبعض الجهود المعاصرة في بيان حكم هذه المسألة، وأنا أسوق الآن طرفاً من أقوال الفقهاء.

وقد كتبت قبل أكثر من عشر سنوات كتاباً حول الموضوع أسميته ((تيسير الكريم الرحمن في حكم قراءة القرآن بالمقامات والألحان)) جمعت فيه أطراف الموضوع، وهو قرابة الـ (300) صفحة، لعل الله تعالى ييسر لي نشره بعد الانتهاء من أطروحة الدكتوراه.

أولاً: الحنفية:

قال أبو بكر أحمد بن علي الجصاص الرازي (ت:370هـ):

" [292] في تَحسيْن الصوت بالقرآن:

قال: كان أبو حنيفة وأبو يوسف ومُحمد: يستمعون القرآن بالألحان

وقال أبو جعفر: وهذا على أن اللحن لا يكون فيه زيادة هجاء الحروف"اهـ.

((مُختصر اختلاف العلماء)): (1/ 327) تصنيف أبي جعفر أحمد بن مُحمد بن سلامة الطحاوي (ت:321هـ)، اختصار أبي بكر الجصاص.

وقال مُحمد بن أحمد السرخسي (ت:490هـ): "قال (والتلحين في الأذان مكروه) لِما رُويَ أن رجلاً جاء إلى عمر رضي الله عنه فقال: إني أحبك في الله، فقال: إني أبغضك في الله. فقال: لِمَ؟ قال: لأنَّه بلغني أنك تُغنِّي في أذانك. يعني: التلحين"اهـ.

((المبسوط)): (1/ 138).

وقال الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي الملقب بِملك العلماء (ت:587هـ): "فصل: وأما بيان سنن الأذان ... (ومنها) ترك التلحين في الأذان لِما روي أن رجلاً جاء إلى ابن عمر رضي الله عنه فقال إنِّي أحبك في الله، فقال ابن عمر: إنِّي أبغضك في الله تعالى، فقال: لِمَ؟ قال: لأنَّه بلغني أنك تُغنِّي في أذانك. يعني: التلحين"اهـ

((بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع)): (1/ 150).

ثانياً: المالكية:

قال ابن القاسم في ((المدونة)): "قال ابن القاسم: سئل مالك عن الألحان في الصلاة؟ فقال: لا يُعجبني - وأعْظَمَ القول فيه - وإنَّما هذا غناء يتغنَّون به ليأخذوا الدراهم عليه.

وقال ابن وهب: سُئل مالك عن النفر في المسجد يقولون لرجل حسن الصوت: اقرأ علينا - يريدون حُسن صوته -، فكره ذلك، وقال: إنَّما هو يُشبه الغناء. فقيل له: أرأيت الذي قال عمر بن الخطاب لأبي موسى رضي الله عنهما: ذكِّرنا ربنا! قال: إن من الأحاديث سمعناها وأنا أنفيها، والله ما سمعت هذا قبل هذا المجلس، وقراءة القرآن بالألحان"اهـ

((المدونة)): (2/ 486)

وقال مُحمد بن رشد القرطبي (ت:520هـ): "في قراءة القرآن بالألحان

وسُئل عن القراءة بالألحان، فقال: ما يُعجبني؛ لأنَّ ذلك يشبه الغناء ويضحك بالقرآن ويُسمَّى ويقال فلان أحسن قراءة من فلان. قال مالك: ولقد بلغني أن الجواري قد عُلِّمن ذلك كما يُعلَّمن الغناء، قال: ولا أحبُّ ذلك على حال من الأحوال في رمضان ولا في غيْره، أين القراءة التي يقرأ هؤلاء من القراءة التي كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مالك: وإنِّي لأكره التطريب في الأذان، ولقد هممت أن أكلِّم أمير المؤمنين في ذلك لأني كنت أسمعهم يؤذنون"اهـ.

((البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة)) و ((ضمنه المستخرجة من الأسمعة المعروفة [بالعُتبيَّة] لِمحمد العُتبي القرطبي - ت:255هـ-)): (18/ 325).

وقال الشيخ الدردير في ((الشرح الصغيْر)): "وكره قراءة بتلحين؛ أي: تطريب".

((الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك)): (1/ 176).

ثالثاً: الشافعية:

قال الشافعي: "فأحب ترتيل الأذان وتبيِيْنه بغيْر تَمطيط ولا تغنٍّ في الكلام ولا عجلة".

((الأم)): (1/ 88).

قال المزني: " (قال) وأُحبُّ أن لا يُجعل مؤذن الجماعة إلا عدلاً ثقة لإشرافه على الناس وأُحبُّ أن يكون صيِّتاً وأن يكون حسن الصوت أرق لسامعه، وأُحبُّ أن يؤذن مترسلاً بغيْر تَمطيط ولا يُغنِّي فيه، وأُحبُّ الإقامة إدراجاً مُبيْناً وكيفما جاء بهما أجزأ"اهـ.

((مُختصر المزني)): (ص12).

وقال النووي (ت:676هـ): "قلت: قال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها. قال أصحابنا: ليس له فيها خلاف، وإنَّما هو اختلاف حالين، فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه؛ بزيادة، أو نقص، أو مدِّ غيْر ممدود، وإدغام ما لا يَجوز إدغامه، ونحو ذلك، وحيث أباحها أراد إذا لم يكن فيها تغيير لموضوع الكلام، والله أعلم"اهـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير