ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[16 Jan 2010, 05:57 م]ـ
شكر الله لك طرحك يا أخي طارق وجزاك الله خيرا
لعلي أقول مع ما قلت:
إن قول المنكر سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للوحي:":إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية". لا يقبل لأنه هو من خالف المعتاد، فمنذ خلق الله آدم عليه السلام والبشرية تتلقى الوحي تنزلا على أنبياء الله نزل به الملائكة وبلغوه وسمعه الأنبياء عليهم السلام. بل الذي لا يعتاد أن يغالط من لا تجد في قلبه فقها للحق.
إن الله تعالى قال عن مثل هذا المغالط الذي نقلت قوله مشكورا: (لهم قلوب لا يفقهون بها). لذلك لم يفهم قول الله: (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين).
فإن الوحي نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل به جبريل عليه السلام، وسمعه منه صلى الله عليه وسلم وفقهه في قلبه بإذن الله مصدقا. وهو مقتضى الفطرة.
وهذا معنى (على قلبك) والله أعلم
وأكمل ما يرد به عليه السياق الذي نزلت فيه الآية التي استدل بها هو؛ قال الله:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90))
وقال بعد الآية: (منْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101))
والله أعلم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Jan 2010, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة وبانتظار إضافات المشاركين الكرام.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[17 Jan 2010, 12:17 ص]ـ
عزيزي الأخ طارق
قوله تعالى: ((فإنه نزله على قلبك)) لا يدل على عدم سماعه صلى الله عليه وسلم لأن السماع لا يعني شيئا دون حضور القوة المدركة، والأذن مجرد واسطة لإيصال المعلومة. ونفي السماع هنا يحتاج إلى نص صريح وإلا يكون خبط عشواء. ومعلوم أن للوحي أكثر من صورة: أولا: الرؤيا المنامية، ودليل هذا: (أول ما بدئ به النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة الرؤيا الصادقة) و (يا أبت افعل ما تؤمر). ثانيا: الإلقاء في الروع، بدليل (ألقي في روعي .. ) وهذه الصورة لا تحتاج إلى سماع بالأذن. ثالثا: سماع الرسول مثل صلصلة الجرس، وهذا يدل على أنه عليه السلام كان يسمع. رابعا: مجيء جبريل عليه السلام على صورة رجل فيتكلم: وهذا دليل على السماع ..... وهناك صور أخرى.
وقد خاطب الله تعالى موسى عليه السلام فقال: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) وهذا يشير إلى صورة من صور الوحي للأنبياء عليهم السلام. وقوله تعالى في حق زكريا: (فنادته الملائكة .... إن الله يبشرك). صورة أخرى من صور الوحي ... وهكذا تجد الكثير من الأدلة على حصول السماع للوحي. ثم أخيراً ما الداعي للخوض في مثل هذه المسألة وما الفائدة المرجوة، إلا رغبة البعض في التظاهر والتعالم. اللهم إنا نسألك الإخلاص في العلم والعمل.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Jan 2010, 12:40 ص]ـ
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/ 194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/ 19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/ 114].أضواء البيان - (1/ 42)
¥