تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الوحي المقدس حتى بلغ مرحلة التدوين فضبطت قواعده رسما وتجويدا وتدفقت منه تجارب جمالية عديدة سجلتها أصوات تشدو به آناء الليل وأطراف النهار وأنامل جميلة خطت مثل هذه اللوحات الجميلة. نبيل الريحاني لبرنامج الشريعة والحياة، الدوحة.

[نهاية التقرير المسجل]

مراحل ومنهج كتابة القرآن الكريم

عثمان عثمان: دكتور بداية من المعلوم أن كتابة المصحف بدأت في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن كيف كان شكل تلك الكتابة؟

غانم قدوري الحمد: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد، فكتابة المصحف كتابة القرآن أولا سنة نبوية النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سن هذه السنة وأمر الصحابة أن يكتبوا القرآن، ولكن التركيز والانتباه كان يجتذب الباحثين إلى مصحف عثمان رضي الله عنه لأنه هو الذي ظهر وصار بأيدي المسلمين، أما حقيقة كتابة القرآن فقد بدأت منذ العصر النبوي والنبي صلى الله عليه وسلم كان أميا وهذا من كماله ومن معجزاته أنه كان أميا وأنزل عليه القرآن لكنه مع ذلك اتخذ كتابا للوحي وكان أشهرهم زيد بن ثابت رضي الله عنه، ولدينا مجموعة من الروايات توضح أبعاد العمل الذي تم في زمنه صلى الله عليه وسلم وهي مهمة جدا لأنها تشير إلى أن القرآن الكريم كتب كله في زمنه صلى الله عليه وسلم وتحت نظره وأمره ومراجعته، فأولا الروايات المشهورة تقول إنه صلى الله عليه وسلم كان كلما نزل عليه شيء من القرآن دعا بعض من يكتب له فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وهذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا، واتخذ كتابا متخصصين بالوحي، له كتاب كثيرون أربعون أو أكثر لكن كان من بينهم من تفرغ لكتابة الوحي وأعد لذلك العدة والمواد التي تلزم الكتابة وكما ..

عثمان عثمان (مقاطعا): كزيد مثلا.

غانم قدوري الحمد: كما ذكرت لك أشهرهم زيد بن ثابت الذي كان يعرف بكاتب الوحي، ولم يأت هذا الوصف من فراغ فزيد بن ثابت رضي الله عنه كان يحتفظ في بيته بمواد للكتابة، وفي الرواية التي رواها ابنه خارجة بن زيد قال "دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا له حدثنا بعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ماذا أحدثكم؟! " هذا يعني استفهام تعجبي يعني هناك أشياء كثيرة يمكن أن أحدثكم مما رآه وسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا قال؟ قال "كنت جار رسول الله فكان إذا نزل الوحي أرسل إلي فكتبت الوحي"، لاحظ يعني .. في رواية البخاري عندما كان يتحدث عن تفسير قوله تعالى {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ .. } [النساء:95]، في صحيح البخاري قال "فقال صلى الله عليه وسلم ليجئ زيد ويأت باللوح والدواة" فكتبت الآيات فكان كلما نزل عليه الوحي، تفيد الحينية يعني كل مرة يحدث هذا. أضف إلى ذلك يعني الكتابة كانت تخضع للمراجعة والتدقيق، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا كتب زيد يقول له "اقرأ المكتوب" كما قال زيد، قال "كنت أكتب الوحي عند رسول الله فإذا فرغت قال اقرأه، فاقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه" يعني إن كان في نقص أو شيء صلى الله عليه وسلم كان يبين له الصواب، قال زيد "ثم أخرج به إلى الناس"، هذه القطع التي كان يكتب عليها القرآن طبعا لم تكن هناك صحف وأوراق إنما كانت كتبت على أشياء تبدو بدائية ولكنها حققت الغرض من كتابة القرآن، والإنسان عندما يتصور وسائل الكتابة الصعبة آنذاك قلة الكتاب وبجانب هذا يجد النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بكتابة القرآن يحس الإنسان أن هذه الكتابة مقصودة لغرض، لغرض حفظ النص القرآني.

عثمان عثمان: إذاً هناك حفظ مزدوج حفظ يعني نقول مزدوج صدر وسطر.

غانم قدوري الحمد: بالضبط نعم يعني النبي عليه الصلاة والسلام كان يحفظ القرآن ليس محتاجا للكتابة لكنه أمر بالكتابة لأمته ..

عثمان عثمان: ليحفظ بعد حياته عليه الصلاة والسلام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير