ـ[الجكني]ــــــــ[26 Feb 2010, 10:12 م]ـ
ويتابع الشيخ " أبو يوسف الكفراوي " حفظه الله قائلاً:
أقول: والله لقد آن، ورحم الله المغفور له فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري يوم قال: ((مع التنقيب البالغ، والبحث الفاحص، في شتى الأسفار، ومختلف المراجع، من أمهات الكتب؛ في علوم القرآن، والتفسير، والسنة، والشمائل، والآثار، لم أعثر على أثر صحيح، أو ضعيف يدل على أن الوقف على جميع هذه المواضع، أو بعضها من السنة العملية، أو القولية.
ولعلنا بعد هذا نظفر بما يبدد القلق، ويريح الضمير)).
بفضل الله ورحمته توصل العبد الفقير إلى ما بدد القلق، وأراح الضمير، فلقد انتهيت في أطروحتي إلى حقيقة تلك الوقوف، وأن من تولى كبرها جلهم من علماء الشيعة والمتصوفة، وذلك بعد أن تتبعت جميع النصوص الواردة فيها، ثم عرض هذه المواضع على كتب أرباب الوقوف.
أما الوقوف المنسوبة إلى النبي – ص – فقد نسب البعض جمعها – خطأ - إلى محمد بن عيسى الأصفهاني (ت 253 هـ)، صاحب المصنفات في القراءات ورسم المصحف، والبعض نسبها إلى ابنه عبد الله (ت 306 هـ)، والبعض الآخر إلى محمد بن عيسى البريلي (ت 400 هـ)، وليس هناك أي دليل يؤكد صحة هذه النسبة، وقد فندت هذه المزاعم.
وأقدم من نسب وقفاً للنبي – صلى الله عليه وسلم -، فيما وقف عليه البحث، هو مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) في تفسيره " الهداية "، وفي موضع واحد، وبصيغة التضعيف (روي)، وتبعه أبو حيان في " البحر "، والسمين في " الدر "، وابن عادل في " اللباب "، ثم جاء جامع العلوم الباقولي (ت 543 هـ) فنسب ثلاثة منها في كتابه " الوقف والابتداء " إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وبصيغة التضعيف أيضاً (مروي)، ثم جاء السمين الحلبي فنسب وقفاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأيضاً بصيغة التضعيف (روي)، وتبعه ابن عادل، وسليمان الجمل، ومحمد الأمين الهرري، ثم يأتي الصوفي المالكي أبو عبد الله محمد بن عيسى المغربي (ق 10 هـ) ليجمعها في رسالة صغيرة، أوردها حاجي خليفة (ت 1067 هـ) في كشفه، ثم يأتي ابن الديبع الشيباني (ت 1074 هـ) ليملي على تلميذه أبي سالم العياشي (ت 1090 هـ) عشرة أبيات من حفظه في هذه الوقوف، ينقلها لنا في رحلته، وهي أيضاً – كما قال العياشي – ((لم ينسبها))!
ويأتي معاصرهما أحمد بن عبد الكريم الأشموني الصوفي المقرئ (ق 11 هـ) لينقل عن السخاوي؟! بعض هذه الوقوف، وأي سخاوي يريد؟ هل هو العلم المقرئ، أم الشمس المحدث، أم غيرهما؟
وليقول بالحرف: ((فكان - ? - يتعمَّدُ الوقفَ على تلك الوقوف، وغالبُها ليس رأسَ آية، وما ذلك إلا لعلم لدُنيٍّ , عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وجَهلهُ مَنْ جَهلِهُ.
فاتباعُهُ سُنة في جميع أقواله وأفعاله)).
ويتبعه على ذلك مختصر كتابه، ومختصر المختصر، وكثير من علمائنا.
ثم يأتي دور الشيعة، فينسبون كثيراً من هذه الوقوف إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ أذكر منهم: مصطفى التبريزي (ت بعد 1088 هـ)، ومحمد الكاظمي (ت بعد 1106 هـ)
ثم يأتي شيخ الجامع الأزهر شمس الدين البقري الصوفي (ت 1111) ليقول بالحرف الواحد ((ذكرَ بعضُ العلماء عن مشايخه حديثاً أسنده عن رجال ثقاتٍ إلى النبي - ? - أنه كان يقفُ على ستة عشرَ موضعاً، ويحبُ (أو يجب) الوقف عليها، والابتداء بما بعدها .... )). ويتبعه الشيخ عطية الأجهوري (ت 1190 هـ).
فمن هو هذا البعض، ومن هم مشايخه، ومن هم هؤلاء الرجال الثقات، ومن الذي وثقهم؟
ثم يأتي تلميذه علي بن سليمان المنصوري (ت 1138 هـ) فينظمها في أبيات، لم أقف إلا على البيت الأول منها، وعند الشيخ العقرباوي في مرشده، ولم يذكر مرجعه، وهو:
إليكَ وقوفَ المُصْطفى أفضَلِ الوَرَى ** وَعِدَّتُهَا: عَشْرٌ وَسَبْعٌ لدَى المَلا.
وأرجو من أخواني أن يخبروني إن كانوا قد وقفوا على هذا البيت، أو على غيره للمنصوري في هذه الوقوف في أي مرجع.
¥