ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[06 Mar 2010, 09:48 م]ـ
أحسنت أخي الفاضل، وما راءٍ كمن سمعا، والأمر يحتاج إلى مزيد بحث، وأنا لا أوافق على قولك: إن الداني [تنكر لذلك]، فأحسب أن الداني أجل من أن يتهم في أمانته، وهذه كتبه تشهد على حرصه على إسناد الأقوال إلى قائليها.
كما أني لم أستسغ أن يكون ابن حزم قد قصد بكلامه في طوق الحمامة الإمام أبا عمرو الداني، الذي غادر قرطبة سنة 403 هـ، بعد الفتنة التي وقعت فيها، وتنقل في مدن شرق الأندلس وجزرها حتى استقر به المقام في دانية، وعلت منزلته فيها، وكان كما وصفه ابن بشكوال:"دَيِّناً فاضلاً ورعاً سُنِّيًّا". وحين توفي سنة 444هـ مشى السلطان أمام نعشه، وكان الجمع في جنازته عظيماً، رحمه الله تعالى.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:23 م]ـ
السلام عليكم!
يبدو أن الأخ الكفراوي مصيب فيما ذهب إليه من أن المقصود هو أبو عمرو رحمه الله، لكن ثمّ أمران يحسُن التنبه لهما
- أولهما أن ابن حزم يعني بانكشاف السريرة ظهور ما كان يخفيه من عداوة له، وإشارته إلى أنه (سقط من عيون الناس كلهم بعد أن كان مقصداً للعلماء ومنتاباً للفضلاء) تعني ضمنيا أن محبي ابن حزم كانوا كُثرًا بحيث هجروا أبا عمرو في حبه
وهذا يبدو واضحا من النصّ
"ولقد أطلت ملامة وتشددت في عذله؛ إذ أعلن بالمعصية بعد استتار، إلى أن أفسد ذلك ضميره عليّ، وخبثت نيته لي، وتربص بي دوائر السوء، وكان بعض أصحابنا يساعده بالكلام استجراراً إليه، فيأنس به ويظهر له عداوتي، إلى أن أظهر الله سريرته، فعلمها البادي والحاضر [وهي كُره ابن حزم والحطّ عليه]، وسقط من عيون الناس كلهم بعد أن كان مقصداً للعلماء ومنتاباً للفضلاء، ورذل عند إخوانه جملة [لأنهم من "محبي" ابن حزم وممن لا يرضون أن يُساء إليه]، أعاذنا الله من البلاء، وسترنا في كفايته، ولا سلبنا ما بنا من نعمته"
والثاني أن هذا الإقذاع في حق أبي عمرو قد صدر من مهاجيه حين كانا صغيرين في ريعان شبابهما، وهو أمر لا يظل لاصقا لا بالهاجي ولا بالمهجوّ.
ويشبهه قول أبي داود في ابنه محمد صاحب كتاب المصاحف (ابني محمد هذا كذاب)
ولكن أبا داود مات سنة 275 وابنه محمد مات سنة 316 إن لم تخني الذاكرة، فيكون قول والده فيه حين كان صغيرا، ومع ذلك فقد وُجد من يقول (ضعفه أبوه، أو كذّبه أبوه)، وهذا أمر لا ينبغي أن يُغفل عنه فهو في غاية الأهمية.
فما كان بين الشيخين كان وهما شابان قبل أن يشيخا ويسودا، ويصيرا من أعلام الإسلام،،
غفر الله لهما ورضي عنهما وجزاهما عنا كل خير
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Mar 2010, 12:52 م]ـ
جزى الله تعالى شيخنا أبا يوسف الكفراوي هذه الجهود التي تُنبئ عن شخصيةٍ بحثيةٍ كبيرة , وبعيداً عن اختصار الداني لكتاب ابن الانباري أقول أيضاً:
إنَّهُ قد ظهر لي أثناء البحثِ توافقٌ شديدٌ جداً بين الإمام أبي عمرو وبين ابنِ غلبون صاحب التذكرة , خصوصاً في الوقوف التي تحتلفُ باختلاف القراءاتٍ (وهذا موضوع بحثي) فقد أحصيتُ بينهما عشرات المواضع التي يتفقون فيها على الوقف وعلَّته, بل ربما اتحَّدت عبارةُ التعليل عندهما.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 Jul 2010, 08:59 م]ـ
أما العلماء الذين اختصروا كتاب الداني، أو استدركوا عليه فقد ارتفع عددهم إلى خمسة، وفي كل يوم يزداد يقيني - من خلال النصوص والنقول المختلفة - بأن أبا عمرو الداني قد تأثر كثيرا بأبي الفضل الخزاعي، وهو ما يدعو الباحثين لتتبع هذا التأثير والتأثر، من خلال دراسة أثر المنتهى والإبانة لأبي الفضل الخزاعي في مصنفات أبي عمرو الداني.