ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2010, 07:07 ص]ـ
أخي الحبيب أبا يوسف الكفراوي وفقه الله ورعاه.
نحن نتمنى أن لا يبقى سؤال في ملتقى أهل التفسير إلا وجوابه مقرون به في أقرب فرصة، ولكننا عجزنا عن ذلك لكثرة الأسئلة، وقلة المجيبين الذين يمكنهم أن يكتبوا أجوبة ترضي الباحث الحريص. وهذا في الأسئلة المهمة التي تهم شريحة كبيرة من الباحثين في مسائل الدراسات القرآنية الكبار.
وأراك تستعجل أمراً لك فيه أناة، فأنت تتذمر من عدم المسارعة إلى تقديم الأجوبة بين يديك، وتكثر التشويق إلى الكشوفات التي فتح الله بها عليك في الكشف عن مؤلف كتاب مخطوطٍ، أو تصحيح نسبةٍ كتاب إلى مؤلفه، أو التشكيك فيما يقوله الباحثون من قبلك حتى يثبت لك خلافه، وتحتفظ بالأدلة التي تراها مؤكدة لرأيك.
وهذه أمورٌ تحتاج إلى عرضها بأسلوب - على الأقل في نظري - أقل استعراضاً من هذا، فالناس تنفر من الإكثار من الدعاوى ولو كانت صادقة، حتى ترى الأدلة وتمحصها.
فأقترح عليك أن تكمل بحثك بهدوء، وأن ترضى بالعفو مما يتمكن الباحثون المتابعون المهتمون بما تسأل عنه من كتابته في الجواب، ولسنا كلنا من ذلك النوع، فمثل هذه الكتب التي تسأل عنها الحاجة إليها قليلة في البحث، وكتب الوقف والابتداء المشهورة المطبوعة تغني طالب العلم، وتتبع كل ما كتب فيها فيه مشقة. والزملاء الذين كتبوا في الوقف والابتداء كالدكتور مساعد الطيار والدكتور عبدالله الميموني والأخ عادل السنيد وغيرهم مشغولون بأمور علمية تستهلك عليهم أوقاتهم، ولا يكادون يفرغون للنظر في الملتقى إلا بين الحين والآخر، ولو وجدوا جواباً عند اطلاعهم على سؤالك هذا أو غيره لبادورا بالجواب إن شاء الله. وما يدريك لعل هناك من يبحث لجوابك ولكنه يحتاج إلى وقت للجواب، لكونه يريد التحقق من مراجعة مصدر، أو الاتصال بدار مخطوطات قريبة منه أو نحو ذلك.
وفقكم الله لكل خير، ووفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[03 Apr 2010, 11:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً أستاذنا الجليل:
إن ما أقوم به - وبهذه الطريقة - هو دعوة لإعمال العقل بدلاً من النقل عن المراجع دون تثبت من صحته.
ولو رجعتم فضيلتكم إلى جميع مشاركاتي لوجدتم أن الردود عليها لا تكاد تذكر.
واذكر فضيلتكم أنني يوم أن أمطت اللثام عن ذلك الرجل الذي هجاه ابن حزم في باب قبح المعصية من كتابه طوق الحمامة، ووصف كتابه بأنه اختصار لكتاب الأنباري، وأنه هو أبو عمرو الداني قامت الدنيا ولم تقعد من شيوخ وإخوان، واستنكر الجميع - إلا ما رحم ربك - ما توصلت إليه، على الرغم من أنني عضدت ذلك بأدلة دامغة، وطلبت ممن أنكر علي ذلك أن يذكر اجتهاده حول هذا الرجل وأن يعضده بأدلته، فما وجدت جواباً.
وأؤكد لك ياسيدنا أنني لو كشفت اليوم عن الطرف الثاني الحقيقي مع أبي بكر الأنباري في القصة التي أوردها أبو البركات بن الأنباري ستقوم الدنيا ولا تقعد كما حدث سابقا.
وأما قولكم: ((فمثل هذه الكتب التي تسأل عنها الحاجة إليها قليلة في البحث، وكتب الوقف والابتداء المشهورة المطبوعة تغني طالب العلم)).
فأنا أخالفكم الرأي فيما ذهبتم إليه؛ لأن الكتب المطبوعة المشهورة ليس فيها كل الوقوف المأثورة عن الصحابة والتابعين، ومن صنفوا في هذا الفن ولم تصلنا كتبهم.
وخير دليل على ذلك كتاب جامع العلوم الباقولي الذي ظل عقودا من الزمن ينسب في فهارس دور المخطوطات وكذا بعض المصنفات حول هذا الفن إلى الحافظ ابن الجزري، فأحجم الجميع عن تحقيقه على الرغم من ان نسخه المصورة عن نسخته الأصلية متوفرة في كثير من المكتبات العامة والخاصة، ويوم أن كشفت عن مؤلفه بادر عالم جليل هو فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أحمد الدالي إلى تحقيقه، ويوم أن يتم التوصل إلى النسخة الثانية من كتاب الكامل للهذلي - إن صح ذلك - سيعاد تحقيق الكتاب في ضوء هذه النسخة الجديدة، على الرغم من ان الكتاب قد حقق أكثر من عشر مرات ... إلى غير ذلك، واحيل فضيلتكم إلى ما ذكرته ردا على شيخنا محمد خليل الزروق، ولكنني سأترك الجدل، وأضع امام فضيلتكم هذه الصورة:
أحد الأساتذة الذين ذكرتهم في جوابك السابق راسلته على الخاص وطلبت منه ترجمة موجزة، وبيانا عن رسالته، حتى أضعهما في أطروحتي ضمن المعجم الشامل للكتب المصنفة في الوقف والابتداء؛ لأنني لا أعرف عنها شيئا إلا من خلال رسالة باحث آخر، فأخبرني بأن الرسالة قد أدرجت للطبع، واحالني على صفحته الخاصة في الجامعة التي يعمل بها.
فأعدت الأمر إليه وقلت: يا أستاذنا إن ترجمة فضيلتكم متاحة على كثير من المنتديات والمواقع، وكذا بيانات عن رسالتكم، ولكنني أريدها عنكم مباشرة حتى أكون أمينا في قولي: عن كتاب خاص أرسله إلي فضيلته؛ لأنه لا يعترف لدينا بما يرد في المواقع الإلكترونية، فما وجدت جواباً.
يا أستاذنا إن علماءنا قد ضنوا بترجمة وبيان عن رسالة فهل تراهم يجيبون عن سؤال حول نص من النصوص، أو إفادة عن كتاب في الوقف، أو الماءات؟
يا أستاذنا قبل أن احصل على نسخة كتاب جامع العلوم الباقولي في الوقف من فضيلة الدكتور السالم الجكني قطعت العهد على نفسي أمام الله وأمامه أن منتدى شبكة القراءات القرآنية سيكون أول من يقف على الكشف عن مؤلفه، وبعد اقل من أربع وعشرين ساعة من وصول الكتاب إلي كنت قد توصلت إلى مؤلفه، ووضعت مشاركتي هناك، وكانت بعنوان: فضيلة الدكتور الجكني كما وفيتم وفينا، وطلبت منه أن ينقلها إلى منتداكم المبارك قبل أن اتمكن من التسجيل فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأعد فضيلتكم وجميع الإخوة أنه لو تمكنتم من مساعدتي في السؤال الذي وجهته في مشاركتي (إلى علماء القراءات في المشرق والمغرب) فانتظروا مني كشفا علميا جديدا في ماءات القرآن، والتجويد لن أضن به على أساتذتي وإخواني.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء وانا في انتظار ردود أساتذتي وإخواني.