قد يقول قائل: إنك بذلك تطعن في المشايخ، أقول -بارك الله فيك-: لا نطعن في أحد، ولكن هذا بيان للحق؛ لأنه من الدين، كما قال عبد الله بن المبارك: ((الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال مَن شاء مَا شاء)) ()، فلا بد من صحة السند وثبوته، أمّا أن نقبل كلّ شيء بالدعاوي دون التثبت في صحة السند وقراءة التلميذ على الشيخ؛ لادَّعى رجالٌ أموالَ قومٍ ودماءَهم!.
رابعًا: كما قلت سابقًا: لا أدري لماذا الذين حول هذا الشيخ يمنعون مَن يريد مقابلة الشيخ أو رؤيته؟، وقد أخبرني فضيلة الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد – حفظه الله- أنه قد سمع بهذا الشيخ، فنزل لمصر عام (1428هـ) لأمر ما، وذهب إلى هذا الشيخ في بلده وحاول أن يقابله، ولكن الذين حول هذا الشيخ منعوه من رؤيته أو مقابلته! وحجة هذا الشاب الذي يقوم على هذا الأمر من المنع: أنه لا يملك أي شيء، بل الذي يقوم على ذلك فلان التركستاني، وهذا الأمر يضع هذا الشيخ في دائرة الاتهام، هل هو شخصية وهمية أم حقيقية؟!.
هذا، وقد ذهب الشيخ أيمن سويد بنفسه، فما بالنا بغيره؟!، بالطبع لم يأذنوا له بمقابلة الشيخ كما فعلوا مع الدكتور أيمن.
هذا، وقد أرسلت رسالة إلى الشيخ الفاضل أبي خالد وليد إدريس المنيسيّ السكندريّ- يحفظه الله-، قلت له في بعضها بعد السلام:
((فضيلة الشيخ وليد: سمعت أنكم قرأتم بعض القرآن بالقراءات على الشيخ [ .... ] وأجازكم، واستفساري - بارك الله فيكم- هو: هل تجيزون بهذا السند عن هذا الشيخ؟، وإذا كان الجواب لا، فأرجو بيان ذلك.
فردّ عليّ الشيخ وليد – يحفظه الله- برسالة قال فيها بعد السلام:
((الذي تيقّنّته أنه شخص وهمي افتراه شاب مصري دجّال يقول: إنه لا سبيل للوصول إلى الشيخ [ .... ] إلا عن طريق الاتصال بهذا الشاب المصري ثم هو يدخل الشيخ [ .... ] على الخط وأنا أتصل (الشيخ وليد) من أمريكا بالشاب المصري فيقول لي: الشيخ معك ويُسمِعُنِي صوتًا كالهمهمة لا تكاد تتبين منه جملة مفيدة، وواضح جدًّا أنه هو نفس الشاب المصري يتلاعب بصوته لتقليد صوت رجل مسنّ، أو أنه شخص مشترك معه في التحايل، علمًا بأنه توجد أجهزة يمكن توصيلها بالهاتف لتغيير نبرات الصوت، المهم أني لا أفهم ما يقول هذا المتكلم [الشيخ المزعوم]، فيأخذ هو السماعة [الشاب المحتال] ويقول لماذا صوتك غير واضح والشيخ لا يسمعك وهو يقول لك اقرأ كذا وكذا؟! (). تكرر هذا الأمر ثلاث أو أربع مكالمات زعم فيها هذا المحتال أن الشيخ المزعوم أجازني بثلاث أو أربع قراءات.
ولما خشي أن يفتضح أمره، كان في مجلس فيه الشيخ رفعت البسطويسي () ومن ضمن الجلساء رجل مسنّ يقدر الشيخ البسطويسي عمره بحدود (60 أو 70 سنة) ولا يزيد عن ذلك، وكان هذا المسنُّ ساكتًا لا يتكلم، فلما خرج وابتعد قال هذا الشاب المحتال للشيخ رفعت: أتدري من ذاك الشيخ الذي كان جالسًا؟، فقال هذا الشاب: إنه الشيخ [ .... ] () وقصّته كيت وكيت، ثم أخذ يُرَوِّج أن الشيخ رفعت رآه!!.
والخلاصة: أنه لا يوجد شخص اسمه [ .... ] مجاز من تلاميذ المتولي، أو أقران المتولي والموضوع كله احتيال ونصب ()، والله أعلم)) انتهت رسالة الشيخ وليد.
أقول: وقد قابلني أحد الإخوة في مصر في (شعبان عام 1429هـ)، وأقسم لي بالله أن الذي يصدر هذا الصوت في التليفون ليس الشيخ المزعوم [ .... ]؛ ولكن الذي يصدره هو الشاب [ ... ] الذي يتلقَّى الاتصالات من الإخوة. والله أعلم.
قلت ومن العجائب كما أخبرني أحد المشايخ الذين يعرفون هذا الشاب جيدًا: أن هذا الشاب أستطاع أن يستخفَّ بعقل البعض، فأخذ منه سندًا متصلًا في رواية حفص من الشاطبية ولم يقرأ شيئًا من القرآن أو قرأ الفاتحة فقط أو بعض القرآن- وهو لمّا ينتهِ بعدُ من حفظ القرآن- كما أخبرني الشيخ [ ..... ] وفي مقابل أخذه لهذا السند أعطى للذي أجازه سندًا عن الشيخ المزعوم، فأخذ هذا الشاب سندًا صحيحًا بسندٍ لم يُعرَف صحته إلى الآن!!، وهذا هو جزاء التسرع والتساهل وعدم التثبت في الأمور.
???
الخلاصة في الكلام على هذا الشيخ:
[1] هذا الشيخ - إلى الآن- شخصية وهمية مزعومة من قِبل بعض الناس.
¥