[2] إذا لم يأذن هذا الشاب ومن معه بمقابلة أو رؤية شيخهم المزعوم (): فإنه من الواجب على أهل العلم بيان أمر هذا الشيخ حتى ينتهي أمره، لئلا تتوالى سلسلة الكذب والادّعاء -كل فترة- بسبب علو السند.
[3] لا يجوز الإجازة بهذا السند عن هذا الشيخ إلا إذا رأينا سنده، وقابلناه شخصيًّا، وتأكدنا من ذلك، فإن أصرّ مَن حوله على عدم رؤيته كما يفعلون، فإن هذا يدل على كذب هذا السند وافتعال هذه القصة المكذوبة، ولعلّ في كلام الشيخ وليد إدريس- السابق- إشارة إلى ذلك.
[4] على مَن أُجيز من هذا الشيخ ألَّا يجيز بهذا السند حتى يتيقّن من وجود هذا الشيخ ويرى سنده عن المشايخ الذي يدّعي القراءة عليهم، ولا أدري كيف طار البعض بهذا السند وقال في إجازته لطلَّابه: وأخبرته أني قرأت على الشيخ فلان - أعلى القراء سندًا- وهو لم يرَ هذا الشيخ ولم يقابله؟!.
أقول لهؤلاء جميعًا: كيف يُجاز - عن هذا الشيخ- عدد كبير من طلاب هذا العلم، ثم إذا سألت بعضهم: احكِ لي عن هذا الشيخ في كيفية إقرائه وتعليمه للناس، واحكِ لي بعض المواقف والطرائف عنه، ثم الطامة الكبرى أنك لا تجد أيّ أحد منهم لقي الشيخ أو كلّمه شخصيًّا ولو مِن خلف جِدارٍ؟!!.
[5] أن مثل هذه الحالات (إذا كان هذا الشيخ بالتأكيد ليس موجودًا ومزعومًا من قِبَل البعض) نادرة وشاذة، ولا تصدر إلا من أُناس أرادوا عرضًا من الدنيا؛ وإلّا فكيف يتجرؤون على الله- عز وجلّ- بالكذب؟، ولكن كما هو معلوم فإن الله تكفّل بحفظ كتابه، وهو القائل - سبحانه وتعالى-: ({إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} [الحِجر:9]؛ لذا فإنه لا يستطيع أحد أن يبدّل أو يغير في القرآن ذاته من شيء، وإنما الذي يُفعل عند البعض من القرّاء هو: الكذب في السند ()؛ بأن يسقط الشيخ رجلًا من سلسلة الرجال؛ ليعلو سنده، فيقول مثلًا: قرأت على فلان مباشرة، ويكون قد قرأ عليه بواسطة، أو يقول: قرأت على فلان ولم يقرأ عليه، وغير ذلك، بعكس الحديث فربما يكذب البعض فيه على رسول ? بوضع الحديث، ولكنّ الله- سبحانه- قيّض له رجالًا يعرفون الصحيح من الضعيف إلى غير ذلك.
وعلى ذلك أقول: قد أغنانا الله – تعالى- بالأسانيد الصحيحة الثابتة عن رسول الله ? وهي فيها الكفاية والبركة - إن شاء الله-، فلا يُلتفت إلى هؤلاء؛ بل يجب الوقوف لهم بالمرصاد؛ لأنهم بفعلهم هذا (إذا كانوا من أهل التدليس والكذب) يفتحون ثغرات للطعن في القرآن الكريم مِن قِبل بعض المشكّكين من نصارى وعلمانيّن ومستشرقين وغيرهم.
[6] أن كثيرًا ممن أجيز عن هذا الشيخ توّقف عن إجازة غيره بهذا السند، كما فعل أخي الشيخ وليد إدريس، والشيخ إبراهيم الجوريشي، وأخي الشيخ محمد بن صابر عمران كما أخبروني جميعًا؛ بل أخبرني محمد صابر: أنه مزَّق الإجازات التي حصل عليها منه في بعض الروايات والقراءات.
[7] لا تلهث - أخي الكريم- وراء علو السند وإن كان ذلك على حساب كل شيء.
[8] أن سبب ظهور هذه الحالات من الادّعاء أو الكذب عند البعض هو: علو السند لجذب الناس للقراءة عليهم، ففي هذه الفترة الأخيرة ظهر كثير ممن يهتمّون بالقرآن والسند من طلاب العلم المبتدئين، وأصبح الكثير منهم يسأل عن السند وعلوه، فإذا قلت لأحدهم: اذهب واقرأ على فلان، قال لك: هل سنده عاليًّا؟، فَعَلِمَ بعض المشايخ اهتمام الطلبة بعلو السند، فادّعوا أنهم أعلى الناس سندًا، لإتيان الناس إليهم والقراءة عليهم- ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
[9] أنه من الممكن في أقرب وقت أن يقول منِ اخترع هذا الأمر بعد انكشافه: إن الشيخ قد مات، ثم يجيزون هم بعد ذلك عنه بهذا السند المزعوم؛ لذا فإن هذا السند باطل من الأساس، وما بنيَ على باطل فهو باطل كما هو معلوم.
[10] أرجو من المشايخ الفضلاء وطلّاب العلم العقلاء ألا ينخدعوا ويصدقوا كل ما يقال وينشر عن الأسانيد وأصحابها حتى يتأكدوا ويتيقّنوا، وعليهم أن يتثبّتوا من صحة السند بسؤال أهل العلم إذا أشكل عليهم شيء من صاحب السند، لأن الإسناد من الدين، وأما مَن يصدق مثل هذه الحالات ليعلو سنده؛ فهذا متعاون على الإثم والعدوان، وسيجد مَن يتصدى له.
¥