قال الحافظ أبو عمرو في جامعه: لا أعلم خلافاً في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن وعند ابتداء كل قارئ بعرض أو درس أو تلقين في جميع القرآن إلا ما جاء عن نافع وحمزة ثم روى عن ابن المسيبي أنه سئل عن استعاذة أهل المدينة أيجهرون بها أم يخفونها؟
قال ما كنا نجهر ولا نخفي، ما كنا نستعيذ ألبتة.
وروى عن أبيه عن نافع أنه كان يخفي الاستعاذة ويجهر بالبسملة عند افتتاح السور ورؤوس الآيات في جميع القرآن.
وروى أيضاً عن الحلواني قال خلف: كنا نقرأ على سليم فنخفي التعوذ ونجهر بالبسملة في الحمد خاصة ونخفي التعوذ والبسملة في سائر القرآن نجهر برؤوس أثمنتها وكانوا يقرؤون على حمزة فيفعلون ذلك، قال الحلواني: وقرأت على خلاد ففعلت ذلك. قلت: صح إخفاء التعوذ من رواية المسيبي عن نافع وانفرد به الولي عن إسماعيل بن نافع وكذلك الأهوازي عن يونس عن ورش، وقد ورد من طرق كتابنا عن حمزة على وجهين:
أحدهما: إخفاؤه وحيث قرأ القارئ مطلقا أي في أول الفاتحة وغيرها وهو الذي لم يذكر أبو العباس المهدوي عن حمزة من روايتي خلف وخلاد سواء وكذا روى الخزعي عن الحلواني عن خلف وخلاد. وكذا ذكر الهذلي في كامله وهي رواية إبراهيم بن زربى عن سليم عن حمزة.
الثاني: الجهر بالتعوذ في أول الفاتحة فقط وإخفاؤه في سائر القرآن، وهو الذي نص عليه في المبهج عن خلف عن سليم وفي اختياره وهي رواية محمد بن لاحق التميمي عن سليم عن حمزة ورواه الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في كتابه عن أبي الحسن بن المنادي عن الحسن بن العباس عن الحلواني عن خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يجهر بالاستعاذة والبسملة في أول سورة فاتحة الكتاب ثم يخفيها بعد ذلك في جميع القرآن. وقرأت على خلاد فلم يغير علي وقال لي كان سليم يجهر فيهما جميعاً ولا ينكر على من جهر ولا على من أخفى، وقال أبو القاسم الصفراوي في الإعلان: واختلف عنه يعني عن حمزة أنه كان يخفيها عند فاتحة الكتاب وكسائر المواضع أو يستثني فاتحة الكتاب فيجهر بالتعوذ عندها فروى عنه الوجهان جميعاً انتهى. وقد انفرد أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد الطبري عن الحلواني عن قالون بإخفائها في جميع القرآن.) ا. هـ
هذا والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 Apr 2010, 11:16 ص]ـ
الشيخ الكريم.
أنقل لفضيلتك ما جاء في "شرح روضة التقرير" وهو موافق لما تفضلتم به.
قال الديواني ناظمًا وشارحًا [بتعليقي]:
الاستعاذة والبسملة
كَالنَّحْلِ جَاءَتْ وِفَاقًا ثُمَّ مُطْلَقُنَا * * * لِكُلِّ قَارٍ يَعُمُّ الْجَهْرَ كَيْفَ بَدَا
الضمير في جاءت راجع إلى الاستعاذة، ومعنى كالنحل يريد {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].
ثم أخبر أنَّ الجهر بذلك عند أبي العِزِّ مُطْلَقٌ لكل القُرَّاء عند ابتداء القراءة، ولو بآية واحدة.
وَعِنْدَهُمْ قَدْ رَوَى الإِخْفَا لِنَافِعِهِمْ * * * إِسْحَاقُهُ وَرَوَى التَّخْيِيرَ مُطَّرِدَا
خَلاَّدُهُمْ عَنْ سُلَيْمٍ وَاكْتَفَى خَلَفٌ * * * عَنْهُ بِالاِخْفَاءِ إِلاَّ الْحَمْدَ فَاتَّحَدَا
الذي ذكره أبو عمرو في كتاب "التيسير" أنَّ إسحاقَ المُسَيَّبِيّ روى إخفاءَ الاستعاذة عن نافِعٍ حيثُ ابتَدَأَ، وذكر أنَّ خلاَّدًا رَوَى عن سُلَيْم عن حمزة التخييرَ بين الإخفاء والجهر حيث ابتدأ أيضًا، وروى خلفٌ عن سُلَيْم حيث ابتدأ إلاَّ إذا قرأ الفاتحةَ فإنَّهُ يجهَرُ بالاستعاذة، وهذه المسائل مِمَّا تَسامَحَ فيها الإمام الشاطِبِيُّ رحِمه الله تعالى؛ فإنه ذكر الإخفاءَ مطَّرِدًا حيث بدأ عن نافعٍ وعن حمزةَ من غير تفصيل؛ فعلى هذا يُقْرَأُ لِنَافِعٍ وحمزة في [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=100119#_ftn1) رأي الشاطبي بالإخفاء وجْهًا واحِدًا، وعلى ما ذكر صاحبُ التَّيْسِير لنافعٍ وجهانِ: الجهْرُ من كُلِّ طُرُقِه ورواياته، والإخفاء من طريق إسحاق المسيَّبي [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=100119#_ftn2)، وكذلك لحمزة وجهان في رواية خلاَّد والإخفاءُ وجهًا واحدًا في رواية خلف إلاَّ في الفاتحة، والله أعلم.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=100119#_ftnref1) أو (على)
¥