تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واختلفت العبارات عند الداني ولذا قال العلامة البنا في الإتحاف: واختلف عن الأزرق في قوله تعالى (هؤلاء إن كنتم) و (البغاء إن) فروى عنه بعضهم جعل الثانية ياء مختلسة الكسر مراعاة للأصل وهو في التيسير من قراءة مؤلفه على ابن خاقان عنه، وقال: إنه المشهور عنه في الأداء لكن عبّر عن ذلك في جامعة بياء مكسورة محضة الكسر وأكثر من روى عنه هذا الوجه على إطلاق الياء المكسورة من غير تقييد بالخفيفة الكسر أو بالاختلاس كما يفهم من النشر ولذا أطلقه في طيبته واقتصر في الشاطبية على الأول تبعا للداني في بعض كتبه فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه)) 1/ 99

وقول صاحب الإتحاف يدل علي أنه اختلاف من الداني في العبارة والمدلول واحد، ولذا عبر في نهاية قوله (فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه) وهو يريد بالثلاثة (التسهيل ـ والإبدال ياء ساكنة ـ وياء مختلسة الكسر).

ولكن الإمام الداني له قول بياء خفيفة الكسر، وله قول بياء مكسورة كسرة مشبعة، وهذا الذي أخذ به ابن المجراد ونقله د / حميتو قائلا: .... وعلى ما ذكر أبو عمرو يتحصل في هؤلاء إن" و"البغاء إن" ـ كما قال ابن المجراد- (إيضاح الإسرار والبدائع في شرح الدرر اللوامع لابن بري) أربعة أوجه:

1. البدل على ما يأتي- يعني حرف مد –

2. ابدالها ياء خفيفة الكسر كما قال المصنف -يعني ابن بري-

3. إبدالها مشبعة الكسر

4. ثم التسهيل

قال:"وإبدالها ياء مشبعة الكسر أقيس من إبدالها ياء خفيفة الكسر، وقد نص على هذا بعض شيوخ شيوخنا رحمهم الله تعالى"

والى الكسر ذهب ابن آجروم في "البارع" في قوله: و"هولاءان"على البغاء"…بالياء مكسورا لدى الأداء،،وقال الجادري في "النافع": ويا بكسر هؤلا إن" و "البغاء" واجعلا.)) ا. هـ

وهذا الاختلاف بين الإمام البنا صاحب (إتحاف فضلا البشر في القراءات الأربع عشر) وبين ابن المجراد صاحب (إيضاح الإسرار والبدائع في شرح الدرر اللوامع لابن بري) يحيّر القارئ والمشهور عند قراء زماننا أنها بياء خفيفة الكسر لا بياء مكسورة كسرة مشبعة، ولمعرفة القول الأصوب يحسن بنا الرجوع لأقوال الداني ـ رحمه الله ـ في كتبه وقد اقتبست عبارات الداني من الإمام عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري الاندلسي في (شرح الدرر اللوامع) إلا أني غايرت في الترتيب حتي يسهل النظر في المسألة.

وقبل النظر في أقوال الداني نذهب إلي العلامة ابن الجزري ننظر ماذا قال في نشره بعد ذكره لكلام الداني؟ قال: ...... قلت: فدل على أنه قرأ بالوجهين على كل من أبي الفتح وأبي الحسن ولم يقرأ بغير إبدال الياء المكسورة على ابن خاقان كما أشار إليه في التيسير، وقد ذكر فيهما الوجهين أعني التسهيل والياء المكسورة أبو علي الحسن بن بليمة في تلخيصه وابن غلبون في تذكرته وقال: إن الأشهر التسهيل، على أن عبارة جامع البيان في هذا الموضع مشكل ... ))) ا. هـ

وقد ذكر الإمام ابن الجزري ياء خفيفة الكسر من قول الداني قال عند حديثه عن المضمومتين: ... وانفرد خلف بن إبراهيم بن خاقان الخاقاني فيما رواه الداني عنه عن أصحابه عن الأزرق بجعل الثانية من المضمومتين واواً مضمومة خفيفة الضمة قال الداني كجعله إياها ياء خفيفة الكسرة في (هؤلاء إن، والبغاء إن) ... ) ا. هـ

إلا أنه نفاها (أي خفيفة الضم) عنه ولم يشر إلي هذا النفي في المكسورة حيث قال: قلت ـ ابن الجزري ـ: والعمل على غير هذا عند سائر أهل الأداء في سائر الأمصار ولذلك لم يذكره في التيسير مع إسناده رواية ورش من طريق ابن خاقان والله أعلم.

وانفرد بذلك في المضمومتين وسائر المكسورتين سبط الخياط في المبهج عن الشذائي عن ابن بويان في رواية قالون وترجم عن ذلك بكسرة خفيفة وبضمة خفيفة ولو لم يغاير بينه وبين التسهيل بين بين لقيل: إنه يريد التسهيل ولم أعلم أحداً روى عنه البدل في ذلك غيره. والله أعلم)) ا. هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير