والشاهد: أن الشاطبي لو أراد الإخبار لابن عامر في موضع النمل لذكره مع الإمام نافع وحيث لم يذكره دل علي انفراد نافع فقط بموضع النمل، ولذا قال أبو شامة في شرحه: ..... أي نافع وحده قرأ في النمل بالإخبار ودل على أنه منفرد بذلك أنه لم يعد ذكر ابن عامر معه وذلك لازم كما بيناه قوله رمى صحبة وفي غير ذلك .. )
وبما أن الشاطبي لم يذكر هشاما مع قالون في الخلف فمعناه أنه ينفي عنه الخلف، ويستثني موضع (يأته) من جميع ما سبق. والله أعلم.
تنبيه:
قد أجبت علي هذا السؤال في هذا الرابط من قبل:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=388
ثم وجدت الأخ السائل قد أجاب في مكان آخر ـ يعلم الله ويشهد ـ أني لم أر جوابه إلا بعد إنزالي لجوابي وهذا رابط جواب الأخ:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=393
إلا أني زدت هنا بعض الزيادات اليسيرة.
والسلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
الشيخ الفاضل عبد الحكيم.
إني أتفق مع فضيلتكم هنا في بعضٍ وأختلف في بعض.
فأما ما أتفق معكم فيه:
1 - نقلكم عن الداني.
قال الداني في التيسير: قالون بخلافٍ عنه (ومن يأته مؤمنًا) باختلاس كسرة الهاء في الوصل، وأبو شعيب بإسكانها فيه، والباقون بإشباعها). اهـ.
فلم يذكر في التيسير سوى وجه واحد وهو المذكور في قوله: (والباقون بإشباعها) وهشام منهم - أي من المشبعين -
2 - نقلكم عن ابن الجزري.
قال ابن الجزري في النشر: يأته ... وروى الصلة عنه أبو الحسن طاهر بن غلبون والداني من طريقيْه وأبو القاسم ابن الفحام فيما أحسب وسائر المغاربة، وبذلك قرأ الباقون؛ وهم: ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وورش والدوري وابن جماز وروح .... ). اهـ.
فذكر الصلة لابن عامر بتمامه، ولم يذكر القصر لهشام فدلَّ على أنَّ هذا الوجه لا وجود له لهشام.
3 - نقلكم أيضًا الذي يوضح ما في الشاطبية وموقف الشراح منه.
لكن كلام الشاطبي - رحمه الله تعالى - يُفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنْه بين الصلة والاختلاس؛ وذلك أنَّه قال بعد ذكره (يأته) مع حروفٍ أُخَر: وفي الكُلِّ قصرُ الهاء بان لسانُه * * بِخلفٍ.
فأثبت الخلاف لهشام في جَميع ما ذكره من (يؤده) إلى (يأته) ودرج على ذلك شُرَّاح كلامِه فيما وقفْنا عليْه، ولَم أرَ من تنبَّه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة - رحمه الله تعالى - فقال بعد أن قرَّر كلامه على ظاهرِه ما نصُّه: وليس لهشامٍ في حرف طه إلاَّ الصلة لا غير، وإن كانت عبارته صالحةً أن يُؤخذ له بالوجهين؛ لقوله أوَّلا: وفي الكل قصر ..
4 - قولكم: وذكر السخاوي والفاسي وابن القاصح والجعبري وغيرهم الوجهين لهشام.
= = = =
أما الذي أخالفكم فيه، وأخالف - بشدة - الأخ أبا سدين الذي أشرتم إلى كلامه ... فهو: ومن تأمَّل متن الشاطبية يعلم أنَّ الشاطبيَّ لم يَنسب لهشام سوى وجهٍ واحد وهو الإشباع، ويُؤخذ هذا من قوله: "وفي طه بوجْهَين بُجِّلا" استثناء موضع (طه) لهشام لأنَّه لم يذكره مع قالون في الخلف.
وأنتم - بارك الله فيكم - لو تأملتم هذا مع ما سبق أن ذكرتموه عن الشراح لظهر أن البون شاسع.
فالحقيقة:
أن ظاهر كلام الشاطبي - رحمه الله - أنه ذكر لهشام وجهين، وإن كان بهذا مخالفًا للداني أو زائدا عليه، وكذلك وإن لم ينبه عليه ابن الجزري.
والحقيقة أن مَن ذكرتم من الشراح [السخاوي والفاسي والجعبري وشعلة وغيرهم] كانوا مصيبين حين فهموا أن الشاطبي يعني الوجهين لهشام، وإن لم يبحثوا عن صحة وجه "القصر".
والحقيقة أن أبا شامة لم يرد وجه القصر بسببٍ في النظم بل بسبب خارج عنه، وهو: وليس لهشامٍ في حرف طه إلاَّ الصلة لا غير .. ... لكن لم يَذكُر أحدٌ له القصر فحمْل كلامِه على ما يوافق كلامَ النَّاس أوْلى فرد وجه القصر للنقل عن الناس، لكن ظاهر النظم عنده: الوجهان.
أما أن تقول ويقول مَن أحلْتَ إلى كلامه - وهو عندي ليس بالقوي -: إنَّ الشاطبيَّ لم يَنسب لهشام سوى وجهٍ واحد وهو الإشباع .. فهذا فيه تخطئة للشراح، وليّ لفهْم النظم على غير ما ورد.
ويراجع: غيث النفع، وهو قوله: ذِكرنا حذف الصلة لهشام إنما هو تبع له ولشراحه ....
وأما قول الأخ أبي سدين:
من حيث الرواية: فالثابت أنه لا توجد أصلاً عن هشام بقصر الهاء وجود هذه الرواية في بطون كتب القراءات المسندة في {يأته} لدى طه، ولم يثبت بطريق من الطرق، لا بطريق صحيح ولا سقيم.
فهذا عندي خطأ محض، وتسور على الغيب، ومجازفة في الحكم، ورد لما نقله الجعبر عن ابن شريح ومكي.
وإذا نشطت إن شاء الله ... أنقل ما ذكره الديواني عن وجهي (يأته) عن هشام.
مع أني لا أخالفكم في ضعف وجه القصر، لكن المبالغة في الرد مذمومة.
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:47 ص]ـ
قد تفضَّل الشيخ الفاضل عبد الحكيم بالردِّ على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=407751#post407751
فجزاه الله خيرًا.
= = =
ولم يكن بين يديَّ كتاب "التبصرة" لمكي طيلة الأيام السابقة.
كما أني أعتذر للشيخين "الأهدل" و "أحمد كوري" لأني لم أكن قد قرأت كلامهما جيّدًا.
الآن لي رجاء، وهو:
يُرجى ممن لديه كتاب "التبصرة" محققًا نقل كلام الإمام مكي - رحمه الله - حول الاختلاف في "يأته" بنصه؛ لأن العبارة التي في نسختي فيها اضطراب، وهي ص 593 بتحقيق د. محمد غوث الندوي.