الجواب: قال ابن الجزري في النشر: يأته ... وروى الصلة عنه أبو الحسن طاهر بن غلبون والداني من طريقيه وأبو القاسم ابن الفحام فيما أحسب وسائر المغاربة. وبذلك قرأ الباقون وهو ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وورش والدوري وابن جماز وروح .... ) ا. هـ
فذكر الصلة لابن عامر بتمامه.ولم يذكر القصر لهشام فدل علي أن هذا الوجه لا وجود له لهشام.
قال صاحب الإتحاف:
تنبيه: بما تقرر علم أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني (يأته) قولاواحدا وهذا هو الذي في الطيبة كالنشر وتقريبه وغيرهما لكن كلام الشاطبي رحمه اللهتعالى يفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنه بين الصلة والاختلاس وذلك أنه قال بعدذكره يأته مع حروف أخر وفي الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف فأثبت الخلاف لهشام فيجميع ما ذكره من (يؤده) إلى (يأته) ودرج على ذلك شراح كلامه فيما وقفناعليه ولم أر من تنبه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة رحمه الله تعالى فقال بعد أن قرر كلامه على ظاهره ما نصه: وليس لهشام في حرف طه إلا الصلة لا غير وإن كانتعبارته صالحة أن يؤخذ له بالوجهين لقوله أولا وفي الكل قصر لكن لم يذكر أحد لهالقصر فحمل كلامه على ما يوافق كلام الناس أولى انتهى
بحروفه ولم ينبه عليه فيالنشر وهو عجيب)) ا. هـ
وذكره الشيخ الجمزوري في الفتح الرحماني ـ تحقيقالعلامة الشيخ عبد الرزاق علي موسي ـ رحمه الله تعالي ـ
وذكر ابن الجزري فيالتحبير الخلف لقالون والإسكان للسوسي ثم قال "والباقون بإشباعها"ص461
وذكرالسخاوي والفاسي وابن القاصح والجعبّري وغيرهم الوجهين لهشام
ومن تأمل متن الشاطبية يعلم أن الشاطبي لم ينسب لهشام سوي وجه واحد وهو الإشباع ويؤخذ هذا من قوله "وفي طه بوجهين بجلا" استثناء موضع (طه) لهشام لأنه لم يذكره مع قالون في الخلف.
وقد يقول قائل: فقد ذُكر لهالوجهان في قوله " وفي الكل .. لسانه بخلف " فلا داعي لذكره مع قالون؟؟
أقول: الشاطبي ـ رحمه الله ـ إن ذكر قاعدة عامة لقارئ ثم ذكر لقارئ آخر القراءة نفسها يأتي بصاحب القاعدة أيضا لكيلا يوهم خروج صاحب القاعدة في هذا الموضع. كما فعل ذلك فيقوله:
وَفِي اللاَّمِ لِلتَّعْرِيفِ أَرْبَعُ عَشْرَةٍ فَإِسْكَانُهَا (فَـ) ـاشٍ
ثم ذكر موافقة بعض القراء لحمزة وذكر حمزة مرة أخري مع كل قارئ حتي لا يحدث وهم من استثناء هذه المواضع من عموم ما أقره لحمزة .. فقال:
....................... ** ..........
وَعَهْدِي (فِـ) ي (عُـ) لاَ
وَقُلْ لِعِبَادِي (كَـ) ـانَ (شَـ) رْعاً وَفِي النِّدَا (حِـ) مًى (شَـ) ـاعَ آيَاتِي (كَـ) مَا (فَـ) ـاحَ مَنْزِلاَ
ومثال آخر:
وكذا في قوله: وَتَذَّكَّرُونَ الْكُلُّ خَفَّ عَلَى شَذَا
فكلمة (تذكرون) في جميع مواضعها في القرآن قرأها بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وهو المشار إليهم بـ (علي شذا)
ثم قال في سورة الأعراف: وَتَذَّكَّرُونَ الْغَيْبَ زِدْ قَبْلَ تَائِهِ ... كَرِيماً وَخِفُّ الذَّالِ كَمْ شَرَفاً عَلاَ
قال أبو شامة: أي زاد ابن عامر ياء فقرأ (قليلا ما يتذكرون)، وخفف الذال، والباقون لم يزيدوا هذه الياء الدالة على الغيب وهم في تخفيف الذال وتشديدها مختلفون على ما سبق في الأنعام (وَتَذَّكَّرُونَ الْكُلُّ خَفَّ عَلَى شَذَا) وإنما احتاج إلى إعادة الكلام في تخفيف الذال هنا لأجل زيادة ابن عامر على تخفيفها .. والله أعلم) انتهي بتصرف
وقال أيضا في سورة الرعد:
وَمَا كُرِّرَ اسْتِفْهَامُهُ نَحْوُ آئِذَا أَئِنَّا فَذُو اسْتِفْهَامٍ الْكُلُّ أَوَّلاَ
وهو يعني بما يطلق في هذا الباب الاستفهام المكرر وهو يقصد جميع المواضع لأنه قال بعدها: "سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ "
فجميع القراء يستفهمون في الموضع الأول سوي نافع في النمل فيخبر فيه، ثم تحدث عن المواضع الأخري ما عدا موضع النمل فقال: " ..... وَالشَّامِ مُخْبِرٌ سِوَى النَّازِعَاتِ مَعْ إِذَا وَقَعَتْ وِلاَ"
أي أخبر الشام في جميع المواضع الأخري الموضع الأول، وقد استثني موضعي النازعات والواقعة .. ومن قوله "سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ " علمنا استثناء موضع النمل.
فالخلاصة: أن ابن عامر استثني من الإخبار الموضع الأول من النمل والواقع والنازعات. أي استفهم في الأول في هذه السور الثلاث.
¥