· أول الطريق: أن تعلم أن صحة البدن في مجموعها وعمومها تطبع صحة الحنجرة وآلات النطق بحالها، فإن كان البدن سليماً قوياً معافىً كانت الحنجرة كذلك.
· وأول محطات صحة البدن: راحته بالنوم الكافي، بحيث يكون أغلبه ليلاً بين العشاء الآخرة والفجر الصادق، وهو أوفى النوم وأصحه وأبلغه، والقيلولة في آخر الضحى أو بعد الزوال وصلاة الظهر مما يُحمَدُ لصحة البدن عموماً؛ ولإعانته على ناشئة الليل خصوصاً.
· الجلسة الصحيحة أثناء التلاوة؛ لها أثرها في توفير النَّفَسِ اللازمِ لها: فعود نَفْسَكَ على الجلوس مستقيم الظهر مرتفع الهامة غيرَ مُقَوَّسِ المنكبين، بحيث يكون صدرُكَ حين الشهيق ممتلئاً بالهواء متخماً به، ويمكن الانحناء إلى الأمام قليلاً عند إخراج النَّفَسِ لضمان خروجه كله، ثم العودة ببطء مع أخذ النَّفَسِ من جديد إلى الوضع الأول.
رعاية آلات النطق:
· احرص دائماً وأثناء التلاوة على وجه الخصوص على التنفس من أنفك لا من فمك، فالتنفس من الأنف له مميزات كبيرة كثيرة: أولها تنقيتُهُ من العوالق والشوائب من خلالِ الشعيراتِ الأنفيةِ (تصغيرُ وجمعُ شَعْرَة) والجدارِ المخاطيِّ للأنف، وتدفئتُهُ كذلك من خلال الشعيرات الدموية، إضافةً إلى ضيقَ مخرجِ الأنفِ عن مخرجِ الفَمِ فَيَنْتُجُ عن ذلك الرَّوِيَّةُ في الشَّهِيقِ بما يُعِينُ على الانتفاع بكاملِ كمية النَّفَسِ في استخلاص الأوكسجين، فضلاً عن أن ذلك هو الطبيعي: فالمريض والأخنف هما من يتنفس من فمه لا من مُنخَرِه، إضافة إلى أن التنفس من الفم يصيب الأحبال الصوتية بالجفاف مع تكراره.
· الأحبال الصوتية مثلها مثل العضلات في جسم الإنسان، فكلما دربتها واعتنيت بها في التغذية والتدريب والمحافظة عليها من الأمراض؛ استجابت لك بشكل أكثر مرونة وأعطتك أقصى مطلوبك منها.
· من العناية بالجهاز التنفسي عموماً عدم التعرض لتيارات الهواء الباردة بعد الدفء، وعدم الجلوس في مدى التكييف البارد جداً، وعدم التعرض للهواء القوي جداً كمن يركب الدراجات البخارية أو يفتح شباك السيارة على اتساعه، فكل هذه السلوكيات تصدم الجهاز التنفسي، وقد تصادف حالة ضعف فيمرض، خلاف ما فيها من إضعاف على المدى البعيد لآلة النطق.
· شربُ العسل: والسنة فيه أن يكون ممزوجاً بالماء، والأفضل تناوله قُبيل النوم أو بعد الاستيقاظ مباشرة.
· حبذا تناول وجبة دسمة ساخنة قبل التلاوة بساعة أو اثنتين، مع التنبيه على عدم الامتلاء الشديد والتُّخمة، وإن كان بعضهم يحَبِّذُ ذلك، لكنَّه خلاف السنة. ويشاع أن الطعام يأخذ من مساحة النَّفَسِ، ولكن الصحيح أن الوجبة القَيِّمَةَ الساخنة تُعطي طاقة للقارئ يحتاج إليها لبذل المجهود اللازم للتلاوة المجودة، وتساعد حرارتها في جلي الحلق وتصفية الصوت وتنقيته وتقويته.
· حاول أن تتناول مشروباً دافئاً قبل بَدء التلاوة، لأنه يرطب الحلق ويزيل العوالق والإفرازات الحلقومية عن مجرى الصوت فيصفيه من الحشرجة والانقطاع.
· يلاحظ عدم شرب السوائل ساخنة جداً، بل يستحسن الانتظار إلى فتور حرارتها، وتناوُلها دافئةً أقربَ إلى السخونة، وضابط ذلك أن يُمْكِنَ عَبُّها دون أن تلسعَ اللسانَ أو تؤذيَ الحلقَ، فهذه هي الدرجة المطلوبة.
· احذر حذراً شديداً من شرب السوائل الباردة جداً حتى في الصيف القائظ، فإنها تضر الأحبال الصوتية جداً، وعود نفسك على شرب السوائل الفاترة التي تكون في درجة حرارة الغرفة العادية أو إن كنت مصراً ففي أول درجات البرودة.
· من المشروبات المفيدة: اليانسون، والنعناع الدافئ، والقرفة الممزوجة بالزنجبيل المطحون باللبن الحليب، والشاي سواءً الأخضر أو الأحمر فهو معقم ومرطب للحلق.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 Apr 2010, 06:50 ص]ـ
لكي تشرع في تعلُّمِ التلاوة المجودة:
· اعلم أن التلاوة المجودة على نوعين: نوع في الأحفال والمناسبات، وآخر في الاستوديو. ومن سمات الأول التطريب والاستعراض وتعدد المقامات ووجود هتافات التشجيع والاستحسان، ومن سمات الثاني: الهدوء والثبات سواء في الطبقة الصوتية أو المقام أو الرتم، كما يمتاز بالخشوع والضبط غالباً، بخلاف الأول. ولتجويد الحفلات أدبياته التي يعرفها أهله، ولستُ خِرِّيتاً بها، كما أن على كثير منها علامات استفهام، ولذا سأضرب عنها صفحاً.
¥