تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· مدة القراءة بالقرار في أول التلاوة: تكون لمدة دقيقة أو اثنتين ريثما تتجهز الحنجرة للقراءة على طبقة الجواب، ويتهيئ السامع لاسترسال التلاوة! ويكون الارتفاع في الصوت والانتقال إلى الجوابِ تدريجياً لا مفاجئاً، انتقالاً يوحي بتناغم والتحام الطبقتين دون فاصل، بحيث لو أردت أن تعرف الفاصل بين الطبقتين في استماعك التلاوة لم تجده واضحاً!

· مهما كان نَفَسُكَ قصيراً: فإنك بالاقتصاد في إخراجه تُؤدِي أكثر ما يمكنكَ إداؤه من الكلام، ومثال ذلك: لو أنَّنا أردنا أن نستغل المياه المخَزَّنة في سدٍّ من السُّدودِ لتوليد الكهرباء، فإننا لا نُخرجُ من الماء إلا المقدار الذي يُحرِّكُ المراوح التي تقوم بتوليد الكهرباء، وهكذا: كلما اقتصدنا في إخراج الهواء بالمقدار المطلوب أمكننا أن نصل إلى مدى بعيد.

· حاول أن تُخرجَ الكلام من أعمق الأعماق: بمعنى أنَّ الصوت يبدأ من الجوف ويستمر حتى يصل إلى مخرجه المُتحكِّمِ فيه، فكلما كان مخرجك واسعاً كان الصوت قوياً رناناً، بعكس التلاوة التي تخرجُ من مخرج قريب ليس لصوته امتدادٌ في الجوف، وهذا الأمر له ضوابط عملية تُعرَفُ بالتلقي فقط.

· التلاوة بالتحقيق عادة تَنْحَىْ إلى المَطِّ والإطالةِ والتنغيمِ بالمقاماتِ المختلفةِ، وما لم يكن التجويدُ حاكماً على تلاوتك مُظَلِّلاً لها فسوفَ تَحِيْدُ إلى التغني على طريقةِ الأناشيدِ والتواشيحِ دون ضابط بالمقادير المعلومة في التجويد، وهو ما لا يجوز في تلاوة القرآن الكريم، والجائز فقط: هو التلاوة بالتجويد على مقاديره المعروفة دون زيادة أو نقصان. وأبرعُ من طوَّعَ التلاوةَ المحققةَ للتجويدِ هو شيخ المقارئ المصرية الأسبق الشيخ الحصريُّ عليه رحمة الله، إذ كان إماماً في الفن فن التجويد والقراءات، وكان حازماً في تنزيل قواعد التجويد على التلاوة المحققة، فاستمع له واقتف أثره في ذلك رحمه الله رحمة واسعة.

· وإتقان التجويد أحد عوامل نجاح القارئ في مرتبة التحقيق: ذلك أن طول النَّفَسِ يعين على اختيار مواضع الوقف فلا تكون اضطرارية، وحينما ترى بعض القراء يُضيِّع نَفَسه في همس حروف مجهورة، أو يَمُدُّ أحرف المدِّ الطبيعي أطول من مقدارها، أو يقرأ قراءة خيشومية بالخَنَفِ جاعلاً غُنَّةً مُظَلِّلَةً لقراءته كلها، فكلُّ ذلك مما يُضيِّعُ النَّفَسَ سُدىً ويُذهبه هباءً، والأولى توفيره وادخاره لضبط الوقف في موضع الاختيار.

· حاول أن تبحث عن أحد المتقدمين السابقين لك ليتبنى موهبتك: قد يكون مستمعاً قديراً ذا أذنٍ مرهفة، أو قارئاً قديماً ذا موهبةٍ صقيلة، قد يكون في محيطك الاجتماعي من حولك أو محيطك التخيُّلي (كما هو الحال على الشنكبوتية [الشبكة العنكبوتية])، وقد تُقَسِّمُ الأمرَ بين بعض المتخصصين: فيصحح لك بعضهم التجويد والقراءات، وبعضهم الصوتيات، وهكذا ... المهم أن تجد من يوجهك ويصحح لك التلاوة.

· حاول أكثر أن تستخدم درجات طبقة القرار الفخمة بشكل متنوع حسب معنى الآيات ونوعيتها، فآيات العذاب يجب أن تختلف عن آيات النعيم، وآيات القصص القرآني يجب أن يكون لها طابعها المتميز بحيث يكون تأثيرها على المستمع أقوى، وآيات التذكير والوعيد وضرب الأمثال لها أسلوبها الفريد الذي يوصل المعنى، وهكذا ... الخ.

· اجعل صلتك بالقرآن الكريم قوية: ولابد من تثبيت وقت للتدرب على التلاوة يومياً، لأن المهارات الصوتية ملكةٌ تخبو بالنسيانِ وعدمِ تعاهدِها بالصقلِ والتدريبِ والتطوير.

· يجب أن يكون الفاصل بين الآيات كافياً، حتى لا تكون الآيات متعاقبةً برتم سريع، فالفاصل الوقتي الكافي يعطي المستمع راحة من الصوت، ويضفي على التلاوة نوعاً من التشويق لاستقبال الآية أو الابتداء الجديد، كما يعطي القارئ راحة وقدرة على التحكم في مستوى طبقة الصوت الذي سيبدأ به الآية القادمة مع فرصةٍ وافيةٍ لتدبر معانيها قبل تلاوتها.

· مرحلة القدرة على الارتجال: ستصل إليها بعد مدة من التدريب، والوصول إليها يعنى الانعتاق من التقليد والنمطية، والخروج إلى أول دوائر الإبداع والتألق في الأداء، فأينما وردت عليك آيةٌ أو مقطعٌ أمكنك أن تتلوه مجوداً مُحقَّقَاً بكل تحبيرٍ وإتقان.

نفع الله بكم وهداني وإياكم، وفي انتظار تعقيباتكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير