صحيح أن ابن الجزري لم يذكر لهشام إلا الصلة في هذا الحرف، لكنه لم ينبه على خروج الشاطبي عن طريقه فيه كما يقول الجمزوري (الفتح الرحماني: 55 - 56): "يعني: أن لهشام الخلاف بين الصلة والاختلاس حتى في حرف يأته، ودرج على ذلك شراحه في ما وقفنا عليه، والذي في الطيبة كما في النشر وتقريبه وغيرهما أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني يأته قولا واحدا ( .. ) ولم ينبه عليه في النشر وهو عجيب". (وانظر: النشر: 1/ 309 – 310، وحل المشكلات: 76).
3 – تحديد المقصود بمصطلح "التمكين":
يقول الشيخ عبد الرازق (تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة: 50هـ.):
"كلمة "تمكين" لا تعني الإشباع فقط، فقد تطلق ويراد بها التوسط والإشباع، وأيضا المد الطبيعي، وللإمام مكي بن أبي طالب كتاب عنوانه: "تمكين المد في آتى وآمن وآدم وشبههن" وهو يريد المد الطبيعي".
وجه الاستشكال:
أن من الواضح لمن قرأ هذا الكتاب أن مكيا إنما ألفه دفاعا عن التوسط والإشباع في مد البدل، وردا على من يقول إن مد البدل لا يجوز فيه إلا القصر؛ فهو يعني بالتمكين في عنوانه التوسط والإشباع، لا المد الطبيعي (انظر: الكتاب المذكور: 23 – 58).
4 – طريق الدرر اللوامع في المد المنفصل لقالون:
يقول الشيخ عبد الرازق (تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة: 52):
"فإن قيل: إن القراء في المغرب العربي يقرؤون لقالون بسكون ميم الجمع وقصر المنفصل فقط ولم يعترض عليهم أحد، فكذلك رواية سكت إدريس يجوز تركها. نقول: إنهم يقرؤون بمضمن نظم الدرر اللوامع".
وجه الاستشكال:
أن الشيخ عبد الرازق يجعل طريق الدرر اللوامع هو القصر فقط في المد المنفصل لقالون، والواقع أن الدرر ذكرت لقالون القصر والمد في المنفصل في قولها (البيتين: 70 - 71):
أو همزة لبعدها والثقل
والخلف عن قالون في المنفصل
نحو بما أنزل أو ما أخفي
لعدم الهمزة حال الوقف
(انظر: شرح المنتوري على الدرر اللوامع: 1/ 176).
5 – التخيير في إشباع المتصل من طرق الطيبة:
يقول الشيخ عبد الرازق (تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة: 50 - 51):
"على أن الإشباع في المتصل من الطيبة لغير ورش وحمزة والنقاش مذهب اختياري، بدليل قول ابن الجزري في الطيبة:
....................... ........ أو اشبع ما اتصل
للكل عن بعض ........ .........................
فكيف نحوله إلى مذهب إجباري ولم نقرأ به جميعا على شيخنا أحمد الزيات، ولم يثبته في شرح التحريرات له كما لم يثبته شيخ شيخه الشيخ المتولي في الروض النضير".
وجه الاستشكال:
أن الواقع أن الطيبة تشير بـ "أو" إلى الخلاف، فـ"أو" ليست للتخيير، بل تشير هنا إلى "طريق" حسب تعبير النويري أو "قول" حسب تعبير ابن الناظم (انظر: شرح النويري للطيبة: 2/ 120، وشرح ابن الناظم: 72 – 73.).
6 – زيادة الياء في عباد للسوسي:
يقول الشيخ عبد الرازق (اللآلئ الفريدة: 1/ 583 هـ):
"هذا كلام في غاية الوضوح وهو أن الياء في فبشر عباد /17 في الزمر ثابتة وصلا مع الفتح، وفي الوقف إما أن تحذف ويوقف على الدال ساكنة أو تثبت ويوقف عليها ساكنة للسوسي، وهذا إجماع من القراء الذين شرحوا الشاطبية والمحررين الذين حرروها من الأخطاء كالضباع في إرشاد المريد /138 والصفاقسي ص338 في غيث النفع، والمتولي في الروض النضير مخطوط والفاسي الذي نحن بصدده وغيرهم. ولم يخالف في ذلك إلا الشيخ عبد الفتاح القاضي يرحمه الله في البدور الزاهرة صـ273 فقد قال بحذف هذه الياء في الحالين نقلا عن السيد هاشم مخطوط وادعى أنها من طريق الشاطبية، وقد بينت أن كلام السيد هاشم من طريق الطيبة لأن تحريره على الطيبة. بينت ذلك في كتابنا الفتح الرحماني /68 فارجع إليه إن شئت وليس من طريق الشاطبية. قال الشيخ الجمزوري في تحريراته:
فبشر عباد افتح وقف ساكنا يدا على الدال أو ياء فكل تنقلا
ووافق الشيخَ القاضيَ في ما ذكره من باب النفاق محققُ كتاب إبراز المعاني طبعة الجامعة الإسلامية صـ272 وخطأ الشاطبي وأبا شامة وعمل بكلام القاضي الذي لم يستند إلى دليل ولا أصل له".
وجه الاستشكال:
¥