4 - قولهم: القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول ليس على إطلاقه بل ذلك مشروط بأن تكون القراءة صحيحة لا تخالف الكتب الثلاثة الشاطبية والدرة والطيبة بعد تحقيقها فإذا ثبت عدم صحتها وجب العدول إلى الصواب دون التمسك بقراءة الشيخ، وهذا ما فعله القراء إلى اليوم في هذه المسألة ولا خلاف فيها بينهم. فقد كان شيوخ الإقراء والمؤلفون يشرحون النظم على ظاهره وبالتالي يطبقونه في القراءة والإقراء، وبعد التحقيق عملوا بالصواب في إقرائهم وتأليفهم كالشيخ الضباع والشيخ القاضي في الإيضاح وغيرهما، وتركوا ما كانوا عليه".
وجه الاستشكال:
أن الشيخ عبد الرازق في النص الأول من هذه الفقرة، يذهب إلى أن إجماع المقرئين يجب اتباعه ويحرم الخروج عنه؛ فـ"مخالفة الإجماع عمل حرمه الله ونهى عن الخروج عنه"، وكذلك في النص الثاني يعيب على بعض المقرئين مخالفة شيوخهم وشيوخ شيوخهم. لكنه في النص الثالث يقر بأن ابن الجزري وجميع المقرئين من عصر ابن الجزري إلى عصر المتولي كان مجمعين على مسألة فأجمعوا، حتى جاء المتولي فخالفهم جميعا. فكيف يقف الشيخ عبد الرازق في النص الثالث، في صف المتولي والضباع ويدافع عنهما في مخالفتها لإجماع المقرئين حسب تعبيره؛ مع أنه في النص الأول يحرم مخالفة إجماع المقرئين ويعيبه على بعض المقرئين المعاصرين!! وهو أيضا في النص الثاني يعيب على بعض المقرئين المعاصرين مخالفتهم لشيوخهم وشيوخ شيوخهم (المتولي والضباع) في مسألة السكت لإدريس، مع أن هؤلاء الشيوخ أنفسهم (المتولي والضباع) قد خالفوا شيوخهم وشيوخ شيوخهم منذ عصر الجزري في مسألة السكت!! كما يقول الشيخ عبد الرازق نفسه!! فكيف يحق للمتولي وحده مخالفة الإجماع ومخالفة الشيوخ ولا يحق ذلك لغيره؟!
8 – مؤلف كتاب: "إتحاف البرية":
يقول الشيخ عبد الرازق (اللآلئ الفريدة: 1/ 288هـ):
"وإلى هذا أشار صاحب إتحاف البرية العلامة المتولي بقوله: .. "
وجه الاستشكال:
أن من المعروف أن إتحاف البرية هو للشيخ حسن خلف الحسيني لا للمتولي. (انظر: إتحاف البرية، ضمن شرحه مختصر بلوغ الأمنية للضباع)
9 – التمييز بين الدرر اللوامع والنجوم الطوالع:
يقول الشيخ عبد الرازق (تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة: 52 - 53):
"فإن قيل: إن القراء في المغرب العربي يقرؤون لقالون بسكون ميم الجمع وقصر المنفصل فقط ولم يعترض عليهم أحد، فكذلك رواية سكت إدريس يجوز تركها. نقول: إنهم يقرؤون بمضمن نظم الدرر اللوامع في مقرإ الإمام نافع للشيخ أبي الحسن على الرباطي المعروف بابن بري ت 731 هـ المسمى بالنجوم الطوالع للشيخ إبراهيم المارغني المتوفى سنة: 1349هـ".
وجه الاستشكال:
أن الدرر اللوامع ليس هو المسمى النجوم الطوالع؛ بل الأخير شرح للأول، كما هو معروف. (ينظر الكتاب المذكور).
10 – التمييز بين شحاتة اليمني وابنه عبد الرحمن:
يقول الشيخ عبد الرازق (الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية: 115 - 116): " ... وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحاذة اليمني". وترجم في الهامش للشيخ شحاذة اليمني بقوله (الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية: 116هـ): "هو عبد الرحمن بن شحاذة المعروف باليمني .. ".
وجه الاستشكال:
أن المذكور في المتن هو الشيخ شحاتة اليمني، أما المترجم له في الهامش فهو ابنه عبد الرحمن.
المراجع:
- إبراز المعاني من حرز الأماني - تأليف: أبي شامة (عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي) – تحقيق: إبراهيم عطوة عوض – دار الكتب العلمية – بيروت.
- تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة - تأليف: عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى – نشر: المؤلف – المدينة المنورة – ط1 – 1413هـ.
- تمكين المد في آتى وآمن وآدم وشبهه – لمكي بن أبي طالب القيسي – تحقيق: د. أحمد حسن فرحات - دار الأرقم – الكويت - ط 1 – 1404 هـ / 1994 م.
- التيسير في القراءات السبع - تأليف: الداني (أبي عمرو عثمان بن سعيد) – تحقيق: أوتو برتزل – دار الكتاب العربي – بيروت – ط 3 – 1406هـ / 1985م.
- حل المشكلات وتوضيح التحريرات – تحقيق: الخليجي (محمد بن عبد الرحمن) - تحقيق: جمال الدين محمد شرف و/ عبد الله علوان – دار الصحابة للتراث بطنطا – طنطا –1422هـ 2002م.
¥