ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 06:01 م]ـ
أخي الفاضل: بداءة دعني أشكر جهدك الواضح وفكرك الثاقب حتى ولو أخطأت.
واحد اثنان ثلاثة أنت تعد أرقاما ... الرقم واحد الرقم اثنان الرقم ثلاثة؛ وليس في ذلك مخالفة للقواعد الموروثة.
قابلت رجالا تسعة ... المخالفة هنا على قاعدة العدد.
قابلت رجالا تسعا ... الموافقة هنا على قاعدة النعت.
أي العددين مذكر وأيها مؤنث فيما سبق؟
قول أخي الصياد عن حامل وناهد وكاعب ... ، وعلامة وفهامة ... ليس في محله؛
فعدم وجود التاء في الأولى لا علاقة له بموضوعنا؛ كل ما في الأمر أن هذه صفات تخص المؤنث ولا يشارك فيها المذكر فلا حاجة للتاء؛ لأننا لن نقول: رجل حامل؛ حتى نقول: امرأة حاملة.
والثاني تاء المبالغة وأمرها معروف.
أما أنت فتفترض أن أصل العدد بالتاء " ثلاثة " مذكر، وحذف التاء تأنيث.
اثنان - اثنتان هل هما داخلتان فيما تقول؟ ولماذا؟
أعرف أن الفرع يأتي من الأصل بالزيادة عليه - غالبا - طفل أصل مذكر / طفلة فرع مؤنث.& رجل مفرد / رجلان مثنى / رجال جمع. وهكذا.
مع خالص حبي وتقديري.
أشكر لك ردك الطيب.
في حجتك الرد عليها, فقولك "الرقم واحد, الرقم اثنان, الرقم ثلاثة" فالرقم هنا مبتدأ والعدد خبر, وليسا مبنيين على العدد والمعدود, لأن \الرقم\ مفرد, وهو مذكر وذلك ما يدعم فكرتي, فـ\الرقم\ هنا مذكر, والعدد مذكر, ولذلك فالعدد في مطلقه مذكر رغم التاء في آخره.
قولي أخينا الصياد فيه نقطة تفيدنا هي أن التاء ليست دليلا مطلقا على التأنيث, وحذفها ليس دليلا مطلقا على التذكير, وهذه هي الفائدة.
أما \اثنان\ و\اثنتان\ فهما الدليل على الفكرة, ف\اثنان\ مع المذكر و\اثنتان\ مع المؤنث, لأن التاء هنا قابلة للإضافة, عكس الأرقام من 3 إلى عشرة التي لا يمكن فيها التقاء تاءين. وبما أن المذكر \واحد اثنان ثلاثة أربعة ... \ والمؤنث \واحدة اثنتان ثلاث أربع ... \فإن حذف التاء يفيد التأنيث, والإبقاء عليها يفيد التذكير وبذلك فإن قاعدة المخالفة هنا في محل نقاش وتشكيك.
هذا مرادي, والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 06:04 م]ـ
قابلت رجالا تسعة ... المخالفة هنا على قاعدة العدد.
قابلت رجالا تسعا ... الموافقة هنا على قاعدة النعت.
أي العددين مذكر وأيها مؤنث فيما سبق؟
إذا كان \تسعا\ و\تسعة\ تستويان على مستوى النعت فإن ذلك دليل آخر, لأننا في العربية لنا أوصاف يستوي فيها المذكر والمؤنث مثل \قريب\, ومستوى النعت مستوى آخر عكس مستوى العدد والمعدود وهو محل نقاشي.
بوركت.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 08:12 م]ـ
أخي ضاد
فكرتك جديرة بالنظر والمدارسة وفتح بطون الكتب والاشتغال بهذا الموضوع.
لقد أشغلتني وأنا ذو شغل سامحك الله:)
ـ[المهندس]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 09:58 ص]ـ
رأيت الموضوع مطروحا هذا المرة للمتخصصين، ومحدثكم حقه أن
يكون آخر المتحدثين، فقلت ننتظر لنر ما يقولون لعل أحدا يتحفنا
بجواب، يدفع به الاستغراب، ويرد الأخ ضاد إلى فقه لغة الضاد.
فوجدت الأخ الصياد قد طرب للأمر، وسكر وانتشى من غير خمر،
حتى ظن أن هذا القول هو الصواب وأن سيبويه قد غفل عنه في الكتاب.
فجاء الأخ محمد فأفاقه من سكرته ورد خطأ مقالته، ولكنه ترك
السؤال الأصلي بغير تعليل، وتأنيث المذكر بغير تأويل.
فقررت أن أدلي بالدلاء مستعينا برب الأرض والسماء، ففكرت في
الأمر مليا، حتى صار لي جليا.
أرى الأعداد لغير العاقل هي الأصل، فغير العاقل أولى بالعدّ من العاقل،
وحق العاقل ألا يعدّ بل أن يعددّ كلٌّ باسمه، فإن ذكرنا عدده قسناه على غير العاقل وأجرينا عليه حكمه.
ونعلم أن جمع غير العاقل يعامل معاملة المؤنث، سواء كان جمع
قلة (أياما معدودات) أو جمع كثرة (مواطن كثيرة).
فحق الواحد المذكر والاثنين المذكرين أن يذكّرا،
وما زاد عن ذلك من غير العاقل المذكر قد صار جمعا فحقه أن يؤنث.
فنقول: هذا جمل (ولا نحتاج لعدد، وقد نؤكده فنقول جمل واحد)
ونقول: هذان جملان (ولا نحتاج لعدد، وقد نؤكد ونقول هذان جملان اثنان)
ونقول هذه ثلاثة جمال فنؤنثها
وإنما أنثنا العدد لأن المعدود (الجمال) مذكر لفظا مؤنث معنى
والدليل على تأنيث معناها إشارتنا إليها بقولنا هذه
والدليل على تذكير لفظها أننا نقول جمال صٌفْر ولا نقول صفراوات
فأنثنا العدد لتصير ثلاثة جمال مؤنثة لفظا ومعنى
وينطبق هذا الكلام على الأعداد إلى العشرة
ولو أردنا إبهام العدد قلنا هذه بضعة جمال، فنؤنث بضعة
وتأنيث بضعة يبطل قول من قال إن الأعداد المذكرة مبنية على
التاء، لأنه يلزمه أن يقول نفس القول على بضع وبضعة.
وبعد أن وصلنا إلى حتمية تأنيث العدد في جمع المذكر، ننتقل إلى جمع المؤنث، وهو مؤنث أيضا.
فنقول هذه ناقة (وقد نؤكد فنقول هذه ناقة واحدة)
وهاتان ناقتان (وقد نؤكد فنقول هاتان ناقتان اثنتان)
ونقول هذه ثلاث نوق
فنذكّر العدد وسبب التذكير هو أن نوق مؤنثة لفظا ومعنى، فلا حاجة لمزيد من التأنيث لثقله،
ولأن هذا تركيب إضافي وليس تركيبا وصفيا، فلا يلزمنا التطابق في التذكير والتأنيث،
ولأن الثلاث هي نفسها النوق، فإضافة الثلاث إلى النوق لا يؤدي إلى تذكيرها لأن النوق ما زالت هي المقصودة،
وهذا بخلاف قولنا "باب الخزانة" فالباب هو المقصود وليس الخزانة وهو مذكر.
ولأن في تذكير الثلاث عند إسنادها للنوق تفرقة بينها وبين الثلاثة عند إسنادها للجمال،
وهذه من أسباب الرشاقة والجمال في اللغة العربية.
فاللغة العربية تراعي الخفة والرشاقة، فيكفي تأنيث واحد في كل تركيب،
فنقول هذه بضع نوق ولا نقول بضعة نوق.
ألا ترى أنهم حذفوا تاء التأنيث من أرملة فقالوا هذه امرأة أرمل، اكتفاء بتأنيث امرأة،
ولو حذفوا امرأة لقالوا هذه أرملة فيثبتون تاء التأنيث لكي يتحدد المفهوم أنها أنثى،
ويقولون هذه امرأة حامل، ولو حذفوا امرأة لقالوا هذه حامل، لعدم الاشتباه بأنها مذكر.
¥