ـ[أبو حازم]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:10 م]ـ
نحن نختلف في نقطة الانطلاق. فأنا أنطلق من الصيغة المطلقة التي تكون عليها الأعداد والإخوة يأتونني بصيغها مع معدودها. الصيغة المطلقة هي التي يكون فيه العدد دون معدود وهي التي نعد بها ويتعلمها المتكلم قبل أن يتعلم وضعها مع معدود لها.
الصيغة المطلقة هي الصيغ المعجمية. وهي تقول:
واحد - اثنان - ثلاثة - أربعة - ... - عشرة - أحد عشر- اثنا عشر - ثلاثة عشر -وهلم جرا.
هذه هي الأعداد دون معدود, فما جنسها؟ أنا قلت بأنها مذكرة بناء على العددين الأولين, ومن ذلك انطلقت في قولي بأن الأعداد مذكرة إذا لم يأت معها معدود.
أخي ضاد وفقك الله
الأعداد لا توجد في الحقيقة إلا وصفا لمعدود ولا تكون في الخارج مطلقة ألبتة، فقولك واحد اثنان ثلاثة لا حكم له عند العرب ولا معنى له لأن العرب لم تنطق بها إلا مقترنة بمعدودها ملفوظا به أو مقدرا في تركيب مفيد، وأما واحد واثنان وثلاثة فليست إلا أصواتا ينعق بها لا حكم لها، وإنما تساق هكذا على سبيل التعليم والشرح ولا يبنى على ذلك قواعد أو أصول كما تفعله أنت أحسن الله إليك
وهذا باب يغلط فيه كثير من الناس وهو من مثارات الغلط التي نبه إليها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى
وأهل اللغة لما يقولون إن هذا الاسم مذكر وهذا مؤنث فإنما يريدون أنه في كلام العرب بهذا الحال لا أنه بهذا الحكم في حال الإطلاق فإن الكلمات العربية لا تأت قط إلا مركبة في كلام مفيد كما بينا فلا يعترض علينا بالمعاجم التي وضعت في هذا الشأن والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو حازم]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:17 م]ـ
وأما كلامك عن التاء التي تلحق العدد فهي كما قلت ليست للتأنيث بدليل التحاقها به في التذكير وانتفائها عنه في التأنيث وليس هذا من سبيل تاء التأنيث في شيء وكفى بهذا حجة تعلو بها على خصومك ومنازعيك
ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:52 م]ـ
الأستاذ أبا حازم, أشكر لك مشاركتك.
تعقيبك على الصيغة المطلقة فيه نظر, فالصيغة المطلقة هي الصيغة التي يتفرع منها باقي الصيغ, فنحن نقول أن \كبيرة\ تفرعت من \كبير\ فـ\كبير\ إذن هي الصيغة المطلقة, وكذلك في الأسماء, فـ\رجل\ هي الصيغة المطلقة التي تتفرع منها \رجالات\ و\رجال\, والصيغة المطلقة تحمل في طياتها جنسا وعددا, فنقول \رجل اسم مذكر مفرد\, وهي الصيغة التي ترد في المعجم, وهي التي إليها مرد كل الصيغ المشتقة منها, وعند دخول الصيغة المطلقة في الكلام تدخل عليها عوامل أخرى كالإعراب والتثنية والجمع والاشتقاق. وهذا ما عنيته أنا بالصيغة المطلقة, وهي في الأعداد تكون بالتاء, وأنا استدللت على جنسها المذكر بالعددين واحد واثنان, وقلت بأن التاء ليست للتأنيث إنما هي أصلية في العدد وهو مذكر.
والنقطة التي ظلت الآن عالقة, هي هل \ثلاثة\ مذكر أو مؤنث؟ وما الدليل؟ وأتينا بها في جملة: \ثلاثة مكتوب (ة) على السبورة\, فكيف نتصرف؟
بوركت.
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 06:12 م]ـ
بعد تفكير, خلصت إلى سؤالين:
هل قولنا \ثلاثة مكتوب على السبورة\ صحيح؟
هل في قولنا \ثلاثة مكتوبة على السبورة\ دليل على تأنيث \ثلاثة\؟ ألا يمكن أن تكون جمعا لمفرد هو \واحد\ ونكون بذلك عاملناها معاملة الجمع غير العاقل؟
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 06:27 م]ـ
بعد تفكير, خلصت إلى سؤالين:
هل قولنا \ثلاثة مكتوب على السبورة\ صحيح؟
هل في قولنا \ثلاثة مكتوبة على السبورة\ دليل على تأنيث \ثلاثة\؟ ألا يمكن أن تكون جمعا لمفرد هو \واحد\ ونكون بذلك عاملناها معاملة الجمع غير العاقل؟
السلام عليكم:
أما عن السؤال الأول فلا إلا إذا قدرنا قبلها: الرقم ثلاثة .... .
وأما الثاني فإذا كانت الثلاثة جمع الواحد فهل تكون الستة جمع الاثنين مثلا؟ والتسعة والعشرة .... ؟
أخي الفاضل لعل الأمر بدأ يتضح لنا جميعا.
وفقك الله.
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 07:07 م]ـ
أشكرك أستاذي.
كلها جموع لواحد, غير أنها جموع محسوبة, وليست مطلقة.
أما عندي فلم يتضح شيء بعد. هل \ثلاثة\ مؤنثة؟ هل هو تأنيث إفراد أو تأنيث جمع؟ هنا النقطة الفيصل.
ـ[أبو الحسن الشرقاوي]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:41 م]ـ
أخي الضاد السلام عليكم
أولا: أشكرك على التفكير في هذه المسألة وشغل بالك بأمور العربية.
ثانيا: دعواك لا دليل عليها من كلام العرب وأنت تعرف أننا نستشهد على صدق ما نذهب إليه ولو بضعيف اللغة عندما يكون ما نذهب إليه وجيها ويلقى قبولا عند الآخرين.
وهنا يأتي السؤال علام بنيت دعواك؟
وما الأحكام الجديدة المترتبة على هذا الرأي في حال أثبت صحته؟
أرجو أن تفسح صدرك لهذا الرد ويجب أن نفكر فيما يفيد
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:48 م]ـ
أخي أبا الحسن الشرقاوي. أشكر لك ردك, واعلم أن صدري رحب فلا تخش شيئا.
أنا لست نحويا, بل أنا لساني, أمارس علم اللسانيات وأعمل به, وتناول اللسانيات للغة يختلف عن تناول النحو لها. النحو العربي وصفي استقرائي مبني على أقوال العرب ويسعى إلى إيجاد المتوافقات بين القاعدة المستقرأة والأقوال الموروثة. أما اللسانيات فهو علم أعمق من ذلك, يتناول ذات اللغة بالتحليل والشرح والتنظير, والنحو في علم اللسانيات آليات تركيبية حسب المفهوم البنيوي يستعملها المتكلم لبناء جمل سليمة يؤدي بها ما يريد قوله. والنظر في تلك الآليات نظرة المتعمق يكشف لنا أكثر مما يكشفه النحو, وليس الغرض من ذلك وضع قاعدة, فيكفي تحليل ظاهرة لغوية وإبراز تجلياتها لكي يكون اللساني قد أدى عمله. وتناولي لمسألة العدد والمعدود ليس الغرض منه تغيير القاعدة, إنما تحليلها التحليل الذي يوافق مجمل الظواهر اللغوية في العربية بما أنها تجتمع على الاتباع فكيف يختلف عنها العدد والمعدود. إن كان لذلك شرح سليم وتحليل منطقي, فلماذا نقطع حبله بحجة هل قالت العرب ذلك؟ وطرحي لم يكن دعوى بل سؤالا طرحته في مسألة حيرتني وإلى حد الآن لم يرد أحد بالرد القاطع. أما ما يفيد, فمفهومه عندي ليس هو الذي عندك, واختلافنا تنوع وليس تضادا.
¥