تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للإجابة عن هذه الأسئلة يُرجع إلى أبسط الكتب النحوية، وإلى حين رجوعك إليها أقول لك أنّ النواسخ لا يعني أنها أضافت معنى إضافيا للجملة، وإذا خرجت خرج معها المعنى الإضافي وبقيت الجملة على معناها القديم التام، بل المسألة أكبر من ذلك، المسألة مسألة إزالة للحكم القديم، وتغيير له إلى حكم جديد، وهذه الإزالة، والتغيير يستلزم معها إضافة جديدة للمعنى الرئيسي القديم للجملة.

فقولك: زيدٌ صادقٌ.

تخبر عن زيد بأنه صادق.

ولكن حينما تقول: إنّ زيدا صادقٌ

فكأنك قلت: أؤكدُ صدقَ زيدٍ.

فأنت لا تخبر عن زيد فقط أنه صادق، بل تؤكد صدق زيد أيضا.

لذا أجمع النحاة على أنّ هذه الحروف عملت لأنها أشبهت الأفعال من عدة أوجه، ومن هذه الأوجه معانيها، نحو: أتمنى في (ليت)، وأؤكد، وأحقق في (إنّ)، وااستدركت في (لكنّ) وغيرها كما نقل أخي أبو سهل - حفظه الله-من كتاب أبي البركات ابن الأنباري (أسرار العربية).

لذا فهي تسمى الحروف المشبهة بالفعل، لعملها بسب أوجه المشابهة بينها.

4 -

بهذا الاختبار نرى أن النواسخ تدخل على \جمل تامة\ فتعمل فيها معنى وتركيبا, تضيف معنى لم يكن في الجملة وتغير التركيب بنصب أحد شقي الجملة ..

من قواعد النحاة:" ليس في كلام العرب عامل يعمل النصب إلا ويعمل الرفع ".

وهذا الأمر هو الغالب في العوامل اللفظية إلا نزرٌ يسير منها.

دعك من ذا، ولنعلم أنّ القول بنصب أحد الجزئين يعنى بذلك أننا لم نفهم معنى النسخ في هذه النواسخ، وما هو المنسوخ.

الذي نُسخ هنا حكم الجملة، فلا ابتداء في جملة النواسخ بعد أن دخلت عليها، وهذا ما قاله الأستاذ مغربي - حفظه الله - في رده

المبتدأ الذي نُسخ من قبل السيدة (إنَّ) لم يعد على حاله قبل دخولها عليه، فثمة نسخ في الحكم والاسم أيضا.

فإن قلت: أنّ معنى الابتداء يتم بدونها، نقول: نعم.

وإن قلت: أنّ معنى الابتداء لا يزال موجودا بعد دخولها، نقول: لا.

هنالك فرق بين معنى (زيدا صادق)، و (إنّ زيدا صادق) على ما ذكرناه، فإن كنت لا ترى فرقا بينهما فتلك مصيبة.

5 -

وبما أن أصل الكلمات هو الرفع, وبما أن جملة دون ناسخ هي \مبتدأ + خبر\, وفي هذه الحالة فإن الوظيفة تحتم على العنصرين أن يكونا مرفوعين, فدخول ناسخ يغير أحد الشقين لا كليهما, فينصب المخبر عنه, أي المبتدأ, ويترك الخبر على حالته التي كتبتها عليه وظيفته.

سبق وأن بيّنا أنّ قولك أصل الكلمات (الرفع) باطل، وباقي الكلام مبني على فهم معنى النسخ لهذه الحروف.

هذا بالإضافة إلى الإجابة على استفسارين:

- ما العامل في المبتدأ في الجملة الاسمية؟

- ما العامل في الخبر في الجملة الاسمية؟

والله أعلم

ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 12:13 م]ـ

أبا تمام, سأتجاهل أسلوبك المستفز, لأنه لا يفيد الحوار, بل يعبئ النفوس.

لستَ تلميذا عندي ولستَ غبيا, والأغبياء لا يناقشون. كان أجدر بك أن تلتزم باحترام الرأي والنقاش دون التلميحات التي سبق وأن أشرت إلى أني لا أحبها.

الفرق بيني وبينك ليس في المقدرة العلمية ولا في الكمية المعرفية, بل الفرق هو منهجي بحت, فأنا أرى ما لا تراه أنت, ليس لأني أعلم منك, بل لأني أنظر من زاوية غير التي تنظر أنت منها, ولذلك نختلف في النقاش. في حين أنت تتمسك بالوصف النحوي العربي القديم – وهذا حقك – أستعمل أنا الوصف اللساني الذي ينبني على منهجيات وأساليب غير التي دأبت أنت عليها.

قولك ببطلان "الرفع بصفته الحالة القصوى للكلمات" قول مفهوم, لأنك لا تتصور كلمات خارج إطار جملة, أي جملة. ولكني أحيلك إلى مجالات عدة تأتي فيها الكلمات خارج أي إطار تركيبي كامل كالجملة, ومن ذلك المعجم والعناوين واللوحات المرورية أو الإعلامية, ففيها تكون الكلمات مطلقة من كل سياق وتكون مرفوعة, فقولنا في كتاب سيبويه أن اسمه "الكتابُ" بالرفع دون أي سياق, والسكوت عن الرفع في اللفظ إلا ظاهرة الوقف في العربية, وكذلك الكلمات في المعجم تأتي مرفوعة لا منصوبة ولا مجرورة, وفي اللوحات يكتب "دارُ القضاءِ" دون جملة, وما محاولة تقدير محذوف هو المبتدأ إلا محاولة لإدراج العبارة في جملة, أي جملة, لتحميلها إعرابا ليس فيها, والرأي اللساني أنها عبارة خالية من أي سياق مبنية على الإطلاق وهو الرفع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير