تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[أبو تمام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 05:04 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

على العموم أخي الكريم ضاد –رعاك الله وحفظك- هذا منتدى جامع للخير – إن شاء الله-، وفيه من النفوس المتغايرة طبعًا، ومزاجًا، وحدةً، ولينًا، ومن يريد أن يناقش نقاشا علميا عليه أن يراعي هذه النفوس، واختلافها، فلتتسع الصدور من أجل الهدف الأسمى، وهو التعلم، وإلا فيستحسن لمن لا يتحملها ألا يعرض موضوعا لمناقشته وينتظر مشاركتها، وهو يعلم مافي نفسه، لأنه سوف يقلب كل كلمة توضع بحسب طبعه، ومزاجه.

وهذا الكلام عام، لي، ولك، وأخصك لما رأيت منك حينما وضعتُ بعض العبارات التي لا تعجبك جعلت فيها استفزازا، وتعبئة للنفوس، هداك الله أخي الكريم أنا لا أقصد ذلك.

المهم أخي الكريم ..

أولا: تقول

ولكني أحيلك إلى مجالات عدة تأتي فيها الكلمات خارج أي إطار تركيبي كامل كالجملة, ومن ذلك المعجم والعناوين واللوحات المرورية أو الإعلامية, ففيها تكون الكلمات مطلقة من كل سياق وتكون مرفوعة ... وكذلك الكلمات في المعجم تأتي مرفوعة لا منصوبة ولا مجرورة

وهو قول غير صحيح إطلاقا، فكل كلمة لها سياقها التي رفعت به، ومشكلتك هي

والرأي اللساني أنها عبارة خالية من أي سياق مبنية على الإطلاق وهو الرفع.

فمثلا رفع صاحب اللسان ابن منظور - رحمه الله- الكلمات الأولى يكون لسياق، فمثلا يقول:" بكع: البَكْعُ القطْع ".

فـ (البكعُ) مبتدأ، وما بعده خبر.

ويقول:" بوع: الباعُ والبَوْعُ والبُوع مَسافةُ ما بين الكفَّيْن إِذا بسَطْتهم ".

رفع (الباع) على أنّه مبتدأ، و (مسافة) الخبر.

ومثلها قوله " بيع: البيعُ ضدّ الشراء".

كذا في كل المعاجم كل كلمة في سياقها التي رفعت به، ولم تكن خالية من السياق.

كذا يتصور في الإعلانات، والعناوين، وغيرها، فلا بدّ لها من سياق إن كتبت بالرفع، فمثلا لوحة مكتوب عليها (ممنوعُ الوقوف) كذا بالرفع ماذا تعني؟ هل لها فائدة، هل جردت هذه العبارة عن سياقها، فالعربي يفهم مباشرة أنّ هذه العبارة في سياق لكي يفهمها، وإن لم يضعها في سياق ولو مقدّر لكانت العبارة لأصبحت مجرد كلمتين، موضوع على الأولى ضمة، فما الفائدة منهما لا يعلم.

فعلم بداهة أنّ الرفع جاء في سياق، وهو مثلا (هنا ممنوعُ الوقوف)، وكذا يكتب أصحاب الإعلانات النبهاء - لو افترضنا اهتمامهم بالتشكيل- بالرفع لأنّهم يعلمون أنّ هذه اللوحات سوف توضع على محلات، أو الطرق، أو المنازل وغيرها. فكأنك تقول (هذا مطعم اسمه ... )، و (هذه وزارة كذا)، (وهنا مدخل الزوار) وغيرها.

والمشكلة كذلك أنك تبني كل كلامك على أنّ الرفع، وعلاماته هو دليل على أنّ الكلمة خالية من السياق وهذا أيضا غير صحيح، فهل لك دليل غير ما ذُكر على أنّ الرفع هو الصورة المطلقة للكلمة خالية من السياق؟ لأنّ جل حديثك مبني عليها.

ثانيا: تقول

وقولك بأنه لم يقل أحد من المتقدمين ولا المتأخرين بذلك, قول يحصر العلم في أولائك, وكأنهم قرآن لا يزيد ولا ينقص ....

دعك منهم:) فعلى الأقل نستوعب بعض كلامهم الذي ذكروه، ونقرؤه، ثم نحكم على ما قالوه، أما أنْ نحكم على ما ورّثوه، دون أدنى معرفة بأقوالهم، ومقاصدهم، وهم أهل الصنعة، فهذا تعدٍ صارخ عليهم.

ثالثا:

وضحت لي فكرة التفريق بين (الوظيفة النحوية - وتحكم عنصر في عنصر) ولم تختلف عمّا فهمته سابقا، فأنت تبني التفريق على عدة أمور منها:

الأول: إقرار أنّ الرفع هو الحالة المطلقة، وذلك في قولك

وعلى ذلك فالتغير بفعل تحكم عنصر في عنصر آخر هو أن يلزم العنصر الأول العنصر الثاني بحالة إعرابية لا تكون المطلقة, لأن المطلقة لا يلزمها أحد, بل هي موجودة بالضرورة وهذا الكلام باطل بحاجة لدليل صحيح.

الثاني: الاقتناع بأن الوظيفة النحوية لا تأتي بفعل تحكم عنصر لفظي في عنصر لفظي، وهو قولك

أما الوظيفة النحوية فهي أن تكون وظيفة عنصر في الجملة هي التي تلزمه بحالة إعرابية محددة, مثل النصب للحال والظروف والمفاعيل فيها الطلبية والسببية, فهي تأتي منصوبة ليس بفعل أي عنصر آخر, بل بحكم وظيفتها في الجملة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير