تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الكلام يُفهم منه عدم معرفة نوعي العوامل عند النحاة بصورة صحيحة، وهي التي تنقسم إلى عوامل لفظية، وعوامل معنوية، فالمعنوي ماليس بلفظ، ولا يكون إلا في اثنين (عامل المبتدأ وهو الابتداء)، و (عامل رفع الفعل المضارع وهو قيامه مقام الاسم عند البصريين).

أما سائر العوامل فهي لفظية، ككان وأخواتها، وإن واخواتها، وحروف الجر، وغيرها.

وأنا لست بصدد عرض كلامك على هذه التقسيمات لأنك لا تعترف بها أصلا كما هو واضح، ولكن أقول أنه أليست كلمتا (راكبُ-مسرورُ) على حدّ زعمك كلمات في صورتها المطلقة؟ والدليل أنهما أتيا مرفوعتين؟

قطعا ستقول: نعم.

فأقول لك: حينما أقول (جئتك راكبا، وسرتُ مسرورا) ما الذي أوجب نصب (راكبا)، و (مسرورا)؟

ستقول: الوظيفة النحوية.

وهذا يعني طبعا إنكار دور الفعل في نصب الأحوال، فلولا الفعل لما عرفت هذه الوظيفة النحوية لـ (راكبا)، و (مسرورا)، ولولا الفعل لما تغيرت صورة الكلمة (راكبُ-مسرورُ) من حالتها المطلقة المزعومة التي هي الرفع والتي تكون في الضرورة في كل الأسماء، إلى الحالة الأخرى وهي النصب.

الواضح أنّ الفعل هو المُغيّر في الجملتين للكلمتين (راكب-مسرور)، وهذا التغيير صاحبه معنى وهو (حالة المتكلم عند مجيئه)، و (وحالته عند سيره).

فالوظيفة النحوية أصلا نابعة من تحكم عنصر (سواء أكان لفظي أم معنوي) في عنصر، فلولا الفعل لما وجدت وظيفة المفعولية، ولولا الفعل (مثلا) لما وجدت وظيفة الظريفة في (أزورك غدا)، ولولا الفعل لما وجد المفعولية المطلقة. (ملاحظة كل ذلك على سبيل المثال على أنّ الجملة أثّر فيها الفعل)، وهذا هو الصحيح في فهم مفهوم الوظيفة النحوية.

أما العنصر اللفظي فهو الابتداء، وهو كون الاسم عاريا من العوامل اللفظية (العناصر اللفظية)، ومخبرا عنه، فهذا يوجب الرفع للاسم على أنّه مبتدأ في الوظيفة، لا كونه خارجا عن سياقه بصورته المطلقة.

وكلامك طبعا في التصنيف عند النحاة تكون كل الوظائف النحوية عوامل لفظية وهذا غير صحيح.

رابعا: قولك

فهذا منبن على فهم نحوي ساد يفترض الرفع حالة يأتي بها العامل, وهو غير ذلك, فالرفع في المبتدإ لا عامل له غير الوظيفة في الجملة هو المحلك الحقيقي، فصورة العامل عند النحاة متذبذبة لديك، فلا عامل لديك إلا العامل اللفظي (تحكم عنصر في عنصر)، وصنفت ما لم يتضح أمره لك تحت مسمى (الوظيفة النحوية)، وعرفتها على هذا الاعتبار بتعريف مختلف عمّا هو متعارف عليه، وعمّا تبينه الحقيقة في ذلك.

نعم عامل المبتدأ معنوي وهو ما تسميه بـ (الوظيفة النحوية)، وهو يعني عند النحاة التعري من العوامل اللفظية (تحكم عنصر لفظي بعنصر لفظي)، أما الخبر فكونه مرفوع كما رفع المبتدا أي بحكم وظيفته فهو باطل.

فالخبر يرفع على ما رُفع به المبتدأ وهو (الابتداء) كما بيّنا، وسوف يتضح لك ذلك بعد قليل.

خامسا:

ولذلك فالقول ببقاء المبتدإ على ابتدائه والخبر على خبريته أمر ممكن, لأن المتحكم عارض مغير للمبتدإ في الإعراب وليس في الوظيفة, أي أنه غير حركته الإعرابية ولم ويغير وظيفته بأنه مخبر عنه أي مبتدأ .... سبق وأن بيت في الرد السابق التغيير الذي تحدثه النواسخ، والمعنى الذي تضيفه على الجملة، والاختلاف المعنوي بينهما، وما الذي تزيله النواسخ، فلا حاجة للإعادة.

أمّا القول بـ (ببقاء المبتدإ على ابتدائه والخبر على خبريته أمر ممكن, لأن المتحكم عارض مغير للمبتدإ في الإعراب وليس في الوظيفة) فيجب أولا أن أضع في الحسبان أنك تعني بالوظيفة هنا العامل المعنوي وهو الابتداء الذي يعني (الإخبار عن الاسم ويوجب الرفع)، وعليه فكلامك غير صحيح إطلاقا.

واختصارا نقول: كل من المبتدأ، والخبر مرفوعان بشيء واحد، وهو الابتداء الذي يوجب كون المبتدأ مرفوعا، وطالبا مسندا وهو مرفوع أيضا، فالإسناد يقتضي رفع المبتدأ، والخبر.

أما الدليل على ذلك فيكون حينما تدخل على الجملة عوامل ناصبة للجزئين نحو: الشمسُ طالعةٌ (ظننتُ الشمسَ طاعة ً)، فهذا دليل على أنّ الخبر يتأثر بما تأثر به المبتدأ، وهو الابتداء، فحينما غيُر الابتداء، ودخل عليه الفعل (ظنّ) أوجب تغيُّرَ الاثنين معا، لأنّ مؤثرهما قد زال، وهو الابتداء، ودخل مؤثرٌ جديد وهو (ظننتُ).

وهذا دليل قاطع بأنّ المبتدأ، والخبر قد تغيّرا حكما (تركيبا)، واسما، وذلك حينما تدخل عليهما (إنّ وأخواتها)، و (كان وأخواتها)، فهذه العوامل الناسخة أول عمل تعمله تزيل (الابتداء) الذي أوجب رفع المبتدأ، والخبر كما بيّنا، ثم يعمل الناسخ عمله، ف (إنّ) تنصب الأول، وترفع الثاني، و (كان) ترفع الأول تنصب الثاني، و (ظنّ) تنصب الجزئين، وهكذا.

والله أعلم

والحمد لله ربّ العالمين.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 11:45 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

على العموم أخي الكريم ضاد –رعاك الله وحفظك- هذا منتدى جامع للخير – إن شاء الله-، وفيه من النفوس المتغايرة طبعًا، ومزاجًا، وحدةً، ولينًا، ومن يريد أن يناقش نقاشا علميا عليه أن يراعي هذه النفوس، واختلافها، فلتتسع الصدور من أجل الهدف الأسمى، وهو التعلم، وإلا فيستحسن لمن لا يتحملها ألا يعرض موضوعا لمناقشته وينتظر مشاركتها، وهو يعلم مافي نفسه، لأنه سوف يقلب كل كلمة توضع بحسب طبعه، ومزاجه.

وهذا الكلام عام، لي، ولك، وأخصك لما رأيت منك حينما وضعتُ بعض العبارات التي لا تعجبك جعلت فيها استفزازا، وتعبئة للنفوس، هداك الله أخي الكريم أنا لا أقصد ذلك.

عافاك أبا تمام

من حق أي فاعل أن يعبر ويعرض ويناقش ضمن ما قوسته، ثم لكل وجهة هو موليها

طابت أوقاتكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير