ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 10:14 ص]ـ
أخي الفاضل أبا أوس.
إذا قلت رأيت الرجل نفسه فقد بنيت الجملة بداية على رفع المجاز أو التوهم من نفس السامع، لا أن ذلك بدا لك بعد ذكر الرجل، ولو افترضنا أن ذلك كذلك، فهناك مانع صناعي يحول دون اعتبار كلمة نفسه أو عينه بدلا؛ وذلك أن البدل على نية تكرار العامل، فلو قلت قابلت محمدا أخاك فكأني قلت قابلت أخاك، أما لو قلت قابلت محمدا نفسه أو الرجل نفسه، فلا يستقيم أن أقول قابلت نفسه أو فابلت (نفس الرجل)، بل لا بد من ذكر المؤكد قبلها؛ لذا فالتوكيد مكمل للمتبوع لا المقصود بالحكم.
أما عدم جواز قابلت نفسه فلعدم عود الضمير المتصل بـ (نفسه) إلى عائد معقول بدون ذكر المؤكد قبله، ولأن التعبير بـ (نفس الرجل) و (عين الرجل) تعبير غير صحيح ولم يرد في كلام فصيح، وشيوعه على ألسن المعاصرين ليس دليلا على صحته، ولقد أوجب النحاة اتصال النفس والعين بضميرمطابق للمؤكد لا باسم ظاهر.
هذا والله الموفق، ولكم وافر التقدير ولاحترام.
أخي الكريم
القول إن البدل على نية تكرار العامل مقولة نحوية غير مسلمة. وكنت كتبت عن الموضوع في المجلة الثقافية وهذا رابطه:
http://www.google.com.sa/url?sa=t&source=web&ct=res&cd=1&url=http%3A%2F%2Fwww.al-jazirah.com%2Fculture%2F2008%2F16062008%2Ffadaat11.htm&ei=voNxSePiGJiL-ga99_mDBw&usg=AFQjCNFGWVzoPUa0o2Ms8ZL53GU64zPMpg&sig2=bQv5iVXI_rlZgup3IXYdDQ
تقبل تحياتي.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 02:30 م]ـ
أخي أبا أوس
إذا جاز وجه البدلية في التوكيد بـ (كل)، فلا أراه جائزا في التوكيد بالنفس والعين، إلا إذا اختلف مفهوم النفس والعين كأن تقول فاض الرجل نفسُه أو جُرح الرجل عينُه، أما رأيت الرجل نفسه فلا أرى وجها للبدلية فيها، وكذلك رأيت الرجل عينه - إن لم أعن الجارحة المعروفة. لأن النفس والعين هنا لا يمثلان بعض الرجل ولا شيئا اشتمل عليه الرجل ولا كل الرجل المقابل لبعضه؛ بل المقصود الرجل فكأنك كررت اللفظ لكن لما كان التكرير معنويا لا لفظيا قيل توكيد معنوي.
أحترم رأيك أخي الكريم وأختلف معه بشدة، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
مع كل الحب والتقدير
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 08:13 م]ـ
هي توكيد، ولا يصح البدلية فيه
مع التقدير والاحترام لكل رأي آخر
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 08:21 م]ـ
شكر الله لك وحفظك ورعاك وإن هو إلا رأي محتمل للصواب أو الخطأ. وما من شك أن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
أشكرك لقراءتك وإبداء رأيك. وتقبل تحياتي.
ـ[إياس]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 02:37 م]ـ
السلام عليكم
لا أدري لماذا إذا قلنا: رأيت الرجل يده، تعرب يد بدلا
و إذا قلنا: رأينا الرجل نفسه، تعرب توكيدا، أليس "نفس" تدل على رؤيته كله؟
و أيضا سألت فقيل لي: إما تعرب بدلا أو عطف بيان و هو أمر فيه خلاف
و الله أعلم
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 03:43 م]ـ
نعم أخي إياس نفس تدل على رؤيته هو حقيقة لا مجازًا، وليس الإشكال في الدلالة بل بالتصنيف الوظيفي. وللإيضاح أقول إنّ الإبدال هو أن تأتي بلفظ ثم تأتي بغير لغرض لا يتحقق في اللفظ الأول، ومن هذه الأغراض التوكيد أي توكيد الذات أو توكيد الكلية. وهو يختلف عن تكرار لفظ لأنه ليس من زيادة في التكرار سوى التأكيد، وإن كان للتكرار أغراض أخرى سياقية.
أما عطف البيان فهو من اختراعات النحويين التي أنكرها بعضهم مثل الرضي الذي صرح بأنه لا يجد فرقًا بين البدل وعطف البيان، وهذه التفرقة مبنية على مصادرة غير مسلمة وهي أن البدل على نية تكرار العامل.