أصل (أنَّ) المشددة، مع التحية للأخ أبي أوس
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 08:28 ص]ـ
أثار أخي أبو أوس بموضوعه عن (أنَّ) المشددة وعدم دلالتها على التوكيد مسألة كانت تراودني منذ زمن فعدت لبحثها من جديد وها أنذا أعرضها عليكم بمناسبة عودة أبي أوس الميمونة: (مع الاعتذار عن التأخر):)
هل (أنّ) المشددة حرف مفرد أم مركب؟
هذا ماكنت أحاول الإجابة عنه وما أقدمه هنا يعد خلاصة بحث أعده ضمن بحوث للترقية وأدعو الله أن يتيح لي الوقت الكافي لإنجازها.
بدأت الفكرة عندما قرأت ما كتبه سيبويه عن (أن) الخفيفة، حيث وجدته يجيز دخولها على المضارع والماضي والأمر، ولم يمنع ذلك من أن تعمل النصب في المضارع، ونظيرتها في ذلك (إن) الشرطية، حيث لم يمنع دخولها على الماضي والمضارع من أن تعمل الجزم في المضارع، فقلت في نفسي لماذا لا يجوز أن تدخل (أنْ) الخفيفة المصدرية على الجملة الاسمية ليحولها إلى مصدر منسبك معها كما إذا قلنا: أعجبني أنْ زيد منطلق، كما أن (إنْ) الشرطية تدخل على الجملة المبدوءة باسم بعده فعل، في نحو: إنْ زيد جاءني أكرمته. ومعلوم أن النحويين يجعلون (أنْ) في: أعجبني أنْ زيد منطلق، مخففة من الثقيلة ويجعلون اسمها ضمير الشأن، مع أن المعنى: أعجبني انطلاق زيد.
فذهبت إلى أن الأولى أن نجعل (أن) هذه هي المصدرية الداخلة على الجملة الفعلية ولا حاجة إلى تقدير محذوف ..
وقادني هذا إلى أنه يجوز دخول (أنْ) هذه على الجملة الاسمية المؤكدة بـ (إنّ) المشددة في نحو: إنّ زيدا منطلق، فإذا أردنا سبك مصدر من هذه الجملة جئنا بـ (أنْ) فأدخلناها على (إنّ) فتصير (أنْ إنّ) ثم تخفف الهمزة بإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها، فتصير (أنِنّ) ثم تحذف إحدى النونات لتوالي الأمثال، وتدغم النونان الباقيتان فتصير (أنّ) فتصير الجملة أعجبني أنّ زيداً منطلقٌ.
فأنَّ إذن مركبة من (أنْ) المصدرية و (إنَّ) التوكيدية، فهي تنسبك مع الجملة بمصدر وتؤكد في الوقت نفسه وبهذا يرتفع الإشكال في دلالة (أنّ) على المصدر ودلالتها على توكيد نسبة الخبر للمبتدأ.
قد يعترض على هذا بأن معنى التوكيد باق مع الخفيفة في نحو: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فـ (أن لا إله إلا الله) لا بد أن تكون (أنْ) مخففة من (أنّ) بدليل ما عطف عليها، فأقول نعم ينظر دائما في أمر (أنْ) فإن كانت توجد قرائن تدل على أنها مخففة من الثقيلة حكم عليها بذلك، وإن لم تكن توجد قرائن فهي باقية على أصلها وهي أنها مصدرية بدون توكيد، كما في نحو: أعجبني أنْ زيد منطلق، فليس في هذه الجملة توكيد مطلقاً، أما في نحو أعلم وأشهد وغيرها من الأفعال التي تقتضي أن يكون مصحوبها مؤكدا فيحكم عليها بأنها مخففة من الثقيلة، أي مؤلفة من أنْ وإنّ.
ثم إن علمت وأخواتها تعمل في الجمل الاسمية غير المؤكدة مباشرة في نحو علمت زيدا منطلقا، فإذا أريد توكيد انطلاق زيد جيء بأنّ المؤكدة و المخففة عنها، لأنها في غير التوكيد لا تحتاج إلى (أنْ).
مع خالص التحية.
ـ[أبو قتادة وليد بن حسني الاثري]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 08:39 ص]ـ
؟
فتصير (أنْ إنّ) ثم تخفف الهمزة بإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها، فتصير (أنِنّ) ثم تحذف إحدى النونات لتوالي الأمثال، وتدغم النونان الباقيتان فتصير (أنّ) فتصير الجملة أعجبني أنّ زيداً منطلقٌ.
.
بارك الله فيكم
أشكل علي افتراضكم حذف الهمزة بإلقاء حركتها علي النون دون مرجح ولا أثارة يستأنس بها علي ذلكم الافتراض فالرجاء إزالة الإشكال وفقكم الله وبارك في جهودكم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 08:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
أشكل علي افتراضكم حذف الهمزة بإلقاء حركتها علي النون دون مرجح ولا أثارة يستأنس بها علي ذلكم الافتراض فالرجاء إزالة الإشكال وفقكم الله وبارك في جهودكم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صار هذا كما في قوله تعالى:
لكنّا هو الله ربي
الأصل: لكنْ أنا، خففت الهمزة بإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها، فصار لكنَنَا، ثم سكنت النون الأولى لتدغم في الثانية فصار: لكنَّا.
مع التحية الطيبة.
ـ[أبو قتادة وليد بن حسني الاثري]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 08:49 ص]ـ
بارك الله لكم
¥