تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عاجل لكل النحويين والبلاغيين]

ـ[مشرف العمري]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 09:43 م]ـ

عبارة (صلى الله عليه وسلم): ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله، الحمد لله، اللهم صل على عبدك ونبيك ورسولك سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، وبعد: لايخفى على أي مسلم أن الصلاة على النبي عليه وآله الصلاة والسلام أمر من الله تعالى موجه إلى كل مخلوقاته. وهنا أطرح عبارة (صلى الله عليه وسلم) وأحللها من عدة وجوه: يقول الحق جل شأنه في القرآن العظيم (إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب 56. وقل أن يمر يوم من الأيام إلا ونقول أونسمع أو نقرأ أونرى عبارة: (صلى الله عليه وسلم)، نرددها إمتثالا للأمر الإلهي، وطمعا في الأجر، ونسمعها من العلماء والدعاة والخطباء والفصحاء والبلغاء والمعلمون وغيرهم، في كل وسائل نقل المعرفة والثقافة، ونراها في المطبوعات، حتى إن المطابع جعلتها ختما (إكليشه) 15مل×15مل، أو أقل أو أكثر حتى لا تحتل مساحة في السطر. وامتلئت بها المخطوطات منذ فترة مبكرة، في معظم فروع المعرفة وخاصة الدينية كالتفسير والحديث والفقه واللغة وغيرها. وبالتأمل في التركيب اللغوي للآية الشريفة ولعبارة (صلى الله عليه وسلم) وتحليلهما بعبارة سهلة وبسيطة، نصل إلى النتائج التالية: ـ تنص الآية على أن الله تعالى وملائكته (يصلون) على النبي، والفعل في الآية (يصلي) فعل مضارع، والفعل المضارع يفيد الإستمرار. وعبارة (صلى الله عليه وسلم) الفعل فيها (صلى) فعل ماضٍ، والفعل الماضي يفيد حدوث الفعل وانتهائه في زمن مضى. وهذه مخالفة صريحة وواضحة لنص الآية، فالله سبحانه وتعالى وملائكته يصلون على النبي بصيغة الزمن المضارع الدال على الإستمرار، وليست صلاته جل جلاله وصلاة ملائكته منقطعة أو حدثت في زمن مضى. بل إن صلاته جل جلاله وتقدست أسمائه وصفاته على النبي عليه وآله الصلاة والسلام دائمة بدوام الله باقية ببقاء الله، فتفكر وتأمل في هذا الشرف العظيم لسيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام، وقائل عبارة (صلى الله عليه وسلم) يقطع صلاة الله تعالى وصلاة ملائكته ويجعلها في الزمن الماضي!. ـ تنص الآية على أمر إلهي وهو (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)، وعبارة (يا أيها الذين آمنوا) نداء للتنبيه صادر من عظيم لأمر عظيم، بصيغة الجمع، لكل مخلوقات الله تعالى، ليس فيه تخصيص لمخلوق من مخلوقات الله تعالى، وبعد هذا النداء يأتى الأمر الإلهي الواجب التنفيذ (صلوا عليه وسلموا تسليما) ويحتوي الأمر على عمل فعلين هما (الصلاة والسلام) والأمر بالصلاة والسلام في الآية بصيغة المفعول المطلق (صلوا عليه وسلموا تسليما) أي ليس لهما ضابط زماني أو مكاني محدد. أما عبارة (صلى الله عليه وسلم) فتركيبها اللغوي يفيد بأن الله تعالى صلى على النبي وسلم عليه، وبصيغة الماضي أيضا. وهذه أيضا مخالفة، لأن فيها إضافة فعل السلام من الله تعالى على النبي عليه وآله الصلاة والسلام، وهذا لم تنص عليه الآية، بل إن الأمر الإلهي ينص على أمر الله تعالى لمخلوقاته بالصلاة والسلام على النبي عليه وآله الصلاة والسلام. ـ الدلالة اللغوية العامة لعبارة (صلى الله عليه وسلم) هل هي دلالة إخبارية أم دلالة دُعائية؟، أقول: لا يختلف إثنان ممن لهما أدنى إلمام باللغة العربية أن عبارة (صلى الله عليه وسلم) عبارة لها دلالة إخبارية وليس لها دلالة دُعَائية؛ بمعنى أن قائل (صلى الله عليه وسلم) ليس في عبارته هذه أي دعاء يتوجه به إلى الله تعالى لطلب الصلاة على النبي عليه وآله الصلاة والسلام ليحصل على الأجر، بل هي عبارة إخبارية يخبر بها قائلها نفسه أو غيره بأن الله تعالى (صلى؟) على النبي عليه وآله الصلاة والسلام؛ فإن كان قائلها يخبر بها نفسه فهو نوع من الجنون، فتأمل، وإن كان يخبر بها غيره فهو نوع من السفه، لأن المخاطب العاقل يعلم تمام العلم أن الله تعالى يصلي (وليس صلى) على النبي عليه الصلاة والسلام، لأنه قرأ الآية أو سمعها ولو مرة واحدة في حياته، فتنعدم أهمية إخبار الغير بذلك؟. وقد يقول قائل بأن قول أو كتابة عبارة (صلى الله عليه وسلم) هي للتذكير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير