تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفرق بين عطف البيان والبدل]

ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[25 - 01 - 2009, 06:45 م]ـ

الذي دعاني الى الكلام على الفرق بين عطف البيان والبدل هو ما يتمسك به غير واحد من الدارسين وهو ازالة اي فرق بينهما والدعوة الى دمج عطف البيان بالبدل وأخص منهم في هذا المنتدى المبارك أستاذنا الفاضل ابا اوس حفظه الله فأقول

ان النحويين حينما فصلوا بين البابين لم يكن من همهم تعدد الابواب وانما التزموا بقواعد قرروها فالبدل عندهم على نية تكرار العامل وهذا القول يفرض بمقابله قيودا لا يتجاوزونها ففي قولهم: (يا هذان زيد وعمرو) سيكون لـ (زيد وعمر) أكثر من حالة

الاولى: تكون مرفوعة من غير تنوين وهذا هو البدل على اساس ما تقررمن مبدأ تكرار العامل فكأنك قلت: يا زيدُ وعمرُو

الثانية: تكون مرفوعة بتنوين وهي عندهم عطف بيان مراعاة للفظ

والثالثة منصوبة بالتنوين مراعاة لمحل المنادى

وفي هذا يتبين تخلصهم من مشكلة نية تكرار العامل على اساس ان عطف البيان من التوابع وليس فيه قاعدة نية تكرار العامل

وعطف البيان يختلف من البدل بأن البدل يصلح ان يحذف البدل او المبدل منه ويكون الكلام تاما اما عطف البيان فهو ان يأتي الاسم فيه ما يقتضى التبيين بأن يكون في الاسم الأول نوع خفاء مع اقتضاء المقام إزالته كقوله تعالى: " فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " ففصل جملة، قال عما قبلها لكونها تفسيراً له وتبييناً (يراجع الايضاح في علوم البلاغة)

ومما افترق فيه البدل عن عطف البيان امور نوجزها كما يأتي

1 - أن العطف لا يكون مضمراً ولا تابعاً لمضمر، لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتق، قال الزمخشري في (جعلَ اللهُ الكعْبةَ البيتَ الحرام): إن (البيتَ الحرام) عطف بيان على جهة المدح كما في الصفة، لا على جهة التوضيح

وأما البدل فيكون تابعاً للمضمر بالاتفاق نحو (ونرثُهُ ما يقول)، (وما أنسانيه إلا الشيطانُ أنْ أذكرهُ)

2 - أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره ولا يختلف في جواز ذلك في البدل، نحو (الى صراطٍ مستقيم صراطِ الله)

3 - أنه لا يكون جملة، بخلاف البدل نحو (ما يُقال لكَ إلاّ ما قدْ قيلَ للرُّسُل منْ قبْلك إنّ ربَّك لذُو مغفرةٍ وذو عقابٍ أليم)

4 - أنه لا يكون تابعاً لجملة، بخلاف البدل، نحو (اتبعوا المُرسلين اتبعوا مَنْ لا يسألُكُمْ أجراً)

5 - أنه لا يكون فعلاً تابعاً لفعل، بخلاف البدل، نحو قوله تعالى (ومن يفعلْ ذلكَ يلقَ أثاماً يُضاعفْ لهُ العذاب).

6 - أنه لا يكون بلفظ الأول، ويجوز ذلك في البدل بشرط أن يكون مع الثاني زيادة بيان كقراءة يعقوب (وترى كُلَّ أمةٍ جاثيةً كلَّ أمةٍ تدعى الى كتابها) بنصب كل الثانية، فإنها قد اتصل بها ذكرُ سبب الجثو

7 - أنه ليس في نية إحلاله محل الأول، بخلاف البدل، ولهذا امتنع البدل وتعين البيان في نحو يا زيد الحارث وفي نحو يا سعيدُ كرزٌ بالرفع أو كرزاً بالنصب، بخلاف يا سعيدُ كرزُ بالضم فإنه بالعكس كما تقدم

8 - أنه ليس في التقدير من جملة أخرى، بخلاف البدل، ولهذا امتنع أيضاً البدلُ وتعين البيان في نحو قولك هندٌ قام عمرو أخوها (يراجع مثلا مغني اللبيب)

وختاما فإن ما تقدم لا يعد تشبثا بكلام الأقدمين بقدر توضيح ان ما ذهبوا اليه كان مبنيا على اسس مما قرروه في وضع قواعد النحو المبنية على استقراء كلام العرب

ونسأل الله ان يوفق الجميع لخدمة لغة القرآن العظيم

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[25 - 01 - 2009, 06:59 م]ـ

جزاك الله خيرا أستاذنا

دمت نافعا

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 05:15 ص]ـ

أستاذنا القدير د. أبا أسامة السامرائي

هذا تعقيب كتبته على بحث وأردت أن تقرأه

[الفرق بين عطف البيان والبدل]

سلوى محمد عمر عرب

أجادت الباحثة استقراء مادة بحثها ووفقت في عرض جوانبه فعرفت الظاهرتين وبينت الغرض منهما ثم أخذت بمعالجة أحكامهما، ومنها حكمهما من حيث التعريف والتنكير والنوع والعدد، وحكمهما من حيث الاختصاص والشهرة، وحكمهما من حيث الاشتقاق والجمود، وحكمهما من حيث موافقة المتبوع في اللفظ وعدم موافقته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير