تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 06:20 م]ـ

بارك الله فيك أستاذنا الكريم د. أبا أسامة

سيظل القرآن الكريم معجزة خالدة إلى يوم الدين، لكنْ ـ أستاذي ـ ليس بالضرورة أن يُوجه كل موضع منه توجيها بلاغيا ما لم يكن ثمة قرينة، إذ إن فيه ما يرجع إلى التنويع في الأسلوب بما لا يخالف فصيح كلام العرب وأساليبهم العالية؛ لأن القرآن إنما نزل بلسان عربي مبين.

وكما نوّع العرب في استعمال (إذا) فجعلوها تارة متلوة بـ (ما) وغيرمتلوة بها تارة أخرى كذلك جاء القرآن بـ (ما) في نحو (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ... ) وبدونها في نحو (فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ ... )، ولعل مجيء (أن) بعد (لما) في آية يوسف وخلو آية العنكبوت منها من هذا القبيل.

قلتم أستاذي:

وأنتم تقصدون قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا)، وأرى هذا التعليل منطبقا على آية أخرى من السورة نفسها بل لا يفصل بين الآيتين إلا آية واحدة، إذ قال تعالى: (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ) ومع ذلك ذكرت (أن) في الثانية ولم تذكر في الأولى!

تحياتي ومودتي.

أستاذي الفاضل علي المعشي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأتمنى أن تكون في تمام العافية

أنا معك انه ليس من الصواب تكليف النصوص أكثر مما تحتمل فهذا ربما يأتي بنتائج غير محمودة ولكن هذه الآيات تناقلها غير واحد من المفسرين وفيه بعض ما تقدم من اشارات وربما نغفل ذكر المصادر احيانا للاختصار

ولكن لو عدت الى كلامي فيما يتصل بالنقطة التي ذكرت ستجدني اقول:

ويقال إن (أن) عندما تقع بعد أما فإنها تشير الى أن الجواب اذا جاء وقته فإنه يقع من غير تراخ فالبشير حين وصل يعقوب لم يتوان في القاء القميص على وجهه ولكن أن تشير كذلك الى ما قبل حينونة الجواب مما يستدعي الإطالة

أما إذا جاءت أما من غير أن فإنه يدل على عدم التسرع في وقوع الجواب والذي هو العذاب في الآية المذكورة وفي غيرها من الآيات

ومن ورود أن قوله تعالى (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا) وقوله (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا)

فالبشرى في آية (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا) تدل على تراخ القول الذي هو الجواب

أما قوله تعالى (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا) فتدل على عدم التراخ في الجواب وهو الضيق

وهذا المبدا حقيقة مقرر في كتب المفسرين خذ مثلا ما جاء عند النيسابوري (({ولما أن جاءت} بزيادة «أن» لأن «لما» تقتضي جواباً وإذا اتصل به «أن» دل على أن الجواب وقع في الحال من غير تراخ في الظاهر كما في هذه السورة وهو قوله {سيء بهم} وفي هود اتصل به كلام بعد كلام فطال فلم يحسن دخول «أن» ظاهراً مع أن القصة واحدة. ثم إن الملائكة قالوا للوط {إنا منجوك} بلفظ اسم الفاعل وقالوا لإبراهيم عليه السلام {لننجينه} بلفظ الفعل لأن ذلك ابتداء الوعد وهذا أوان إنجازه فأرادوا أن ذلك الوعد حتم واقع منا كقولك: أنا ميت لضرورة وقوعه ووجوده)) تفسير النيسابوري 6/ 185

وأقرأ ايضا للكرماني ((قوله ولما أن جاءت رسلنا لوطا وفي هود ولما جاءت بغير أن لأن لما يقتضي جوابا وإذا اتصل به أن دل على أن الجواب وقع في الحال من غير تراخ كما في هذه السورة وهو قوله سيء بهم وضاق بهم ذرعا ومثله في يوسف فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا)) اسرار التكرار في القرآن الكريم للكرماني 1/ 146

وتقبل خالص مودتي واحترامي

ـ[إياس]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 09:26 م]ـ

شكرا للدكتور على التوضيح.

و لم أقل أن التاء في جاءت مفعول به

ألم أقل أن إبراهيم: مجيء إليه و يعرب الاسم "مفعولا به"

ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 10:08 م]ـ

شكرا للدكتور على التوضيح.

و لم أقل أن التاء في جاءت مفعول به

ألم أقل أن إبراهيم: مجيء إليه و يعرب الاسم "مفعولا به"

عذرا أخي الحبيب إياس على سوء الفهم مني

وأود ان اقول أن ابراهيم في هذه الآية يعرب منصوبا على نزع الخافض إذ التقدير جاءت الى ابراهيم

وتقبل مودتي واحترامي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير