تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما زال ولا يزال]

ـ[كاتزم]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 10:55 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1.

نقول ما زال ولا نقول لا زال

ونقول لا يزال ولا نقول ما يزال

بحثت في القرآن الكريم، وبالفعل لم أجد أي وجود ل"لا زال" أو "ما يزال".

لماذا؟

هل يوجد مانع من أن نقول لا زال وما يزال؟ أم أن الأمر سماعي؟

2.

هل من فارق جوهري بين "ما زال" و"لا يزال"؟ هل تفيد الأولى الماضي في حين تفيد الثانية استمرار الأمر حتى الحاضر؟

أرجو الإفادة.

شكر الله لكم.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 11:59 م]ـ

عليكم السلام أختنا الفاضلة

لا يجوز أن ينفى الفعل الماضي ومنه الفعل "زال " بلا إلاّ في حالات:

- أن يتكرر كما في قوله تعالى: " فلا صدّق ولا صلّى "

- أن يكون دعاء له أو عليه كما في قولك: " لا عافاه الله ولا شافاه "

- أن يراد به المستقبل , مثل: "والله لا فعلت ذلك أبدا"

لذلك لا يصح القول "لا رجع أخوك" لأن المعنى هو دعاء على أخيك بعدم الرجوع

وإذا قلنا: "لا زال المطر نازلاً " بمعنى دعاء باستمرار نزول المطر.

ولا نقول "لا زال أخوك غائباً" لأن هذا دعاء عليه أن لا يعود وإنما نقول "ما زال أخوك غائباً" لأن (لا) كما قلنا لا تنفي الفعل الماضي إلا بالشروط التي ذكرناها سابقاً.

أمّا " ما يزال " فلا إشكال فيها وقد ورد بها كثير من النصوص , وإن لم تذكر في القرآن الكريم لكنها ذكرت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم منها:

- في البخاري:

1474 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ"

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

وما يزال , تفيد الديمومة والاستمراريّة , وهي بمعنى "كان" التي تفيد الاستمراريّة كما في قوله تعالى: " وكان الله غفورا رحيما " أي ما يزال الله غفورا رحيما , والمراد الديمومة والاستمراريّة

أمّا " لا يزال " فقد وردت كذلك في القرآن , منه قوله تعالى: لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة110

وكذلك في الحديث كما في البخاري:

- حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ"

ولا يزال , لا تفيد الاستمراريّة في الأزمنة الثلاث , بل تفيد الاستمراريّة إلى زمن التكلّم إو إلى وقت ما في المستقبل والدليل ما جاء في الحديث: عند أحمد وابن خزيمة من حديث أبي ذر رفعه: "لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه عنه انصرف "

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ"

فأنت تلاحظين أن " لا يزال " لا تفيد الاستمراريّة المطلقة بخلاف " ما يزال "

والله أعلم

ـ[كاتزم]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 01:35 ص]ـ

أبا العباس،

شكر الله لك وأجزل لك المثوبة وضاعفها في هذا الشهر الفضيل.

لكن هل من فرق بين "ما زال" و"ما يزال" من حيث الوقت الذي تفيده كل منهما؟

وشكرا.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 10:34 ص]ـ

أبا العباس،

شكر الله لك وأجزل لك المثوبة وضاعفها في هذا الشهر الفضيل.

لكن هل من فرق بين "ما زال" و"ما يزال" من حيث الوقت الذي تفيده كل منهما؟

وشكرا.

لا شكر على واجب أختنا الفاضلة

أمّا " ما يزال " فتفيد الاستمراريّة والديمومة المطلقة كما أسلفنا

فعندما نقول: ما يزال الله غفورا رحيما " تعني أنّ الله متصف بهذه الصفات مطلقا دائما بلا حدود ولا قيود

أمّا " ما زال " فهي تفيد الاستمراريّة حتى زمن التكلّم , وقد يتغيّر الحال في المستقبل عاجلا أم آجلا

نقول: "ما زال الطالب في الاختبار"

أي أنّه لن يستمر في الاختبار إلى الأبد , بل سيأتي وقت ينتهي من اختباره , فهي بمعنى " لا يزال "

والله أعلى وأعلم

ـ[كاتزم]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 01:02 ص]ـ

وضحت الرؤية أبا العباس، فبوركت، وخيرا جزيت.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير