بَيْدَ "ونقاش فيها"
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 10:27 م]ـ
:::
قال ابن هشام في المغني:
* (بيد) * ويقال: ميد، بالميم، وهو اسم ملازم للاضافة إلى أن وصلتها، وله معنيان: أحدهما: غير، إلا أنه لا يقع مرفوعا ولا مجرورا، بل منصوبا، ولا يقع صفة ولا استثناء متصلا، وإنما يستثنى به في الانقطاع خاصة، ومنه الحديث (نحن الآخرون السابقون، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا) وفى مسند الشافعي رضى الله عنهم (بائد أنهم) وفى الصحاح (بيد بمعنى غير، يقال: إنه كثير المال بيد أنه بخيل) اه، وفى المحكم أن هذا المثال حكاه ابن السكيت، وأن بعضهم فسرها فيه بمعنى على، وأن تفسيرها بغير أعلى. والثانى: أن تكون بمعنى من أجل، ومنه الحديث (أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أنى من قريش واسترضعت في بنى سعد بن بكر) وقال ابن مالك وغيره: إنها هنا بمعنى غير، على حد قوله:
169 - ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب
وأنشد أبو عبيدة على مجيئها بمعنى من أجل قوله:
170 عمدا فعلت ذاك بيد أنى * أخاف إن هلكت أن ترنى
وقوله ترِّنى: من الرنين، وهو الصوت
المناقشة:
1ـ ذهب ابن هشام إلى أن بيد اسم، وذهب ابن مالك ـ كما في الهمع ـ إلى أنها حرف، فأيهما أصح، مع التدليل؟
2ـ قال ابن هشام: وهو اسم ملازم للاضافة إلى أن وصلتها. فما تخريج قوله صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات: " نحن الآخرون السابقون، بيد كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا" فقال: "بيد كل" بدون إضافة إلى أنّ وصلتها؟؟
3ـ قال ابن هشام: ولا يقع صفة ولا استثناء متصلا، وإنما يستثنى به في الانقطاع خاصة.
لماذا لا يستثنى بها إلا في الانقطاع؟؟
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 10:56 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي ابن القاضي على طرحك هذا الموضوع للنقاش
1ـ ذهب ابن هشام إلى أن بيد اسم، وذهب ابن مالك ـ كما في الهمع ـ إلى أنها حرف، فأيهما أصح، مع التدليل؟
أقول: ابن مالك وابن هشام علمان من أعلام النحو , وهما كفرسي رهان , لا يُسبقان في هذا الميدان , ونحن عالة على الاثنين في علمهما
ولكن إن كان لنا من تدخل في هذه المسألة فلمجرد عرض أفكار قد تصيب وقد تخطيء ولا نستثني على رأييهما
أقول إنّ بيد قد تحتمل كل تلك المعاني التي أوردها هذان العلمان , وغيرهما , وأرى أنّ السياق هو الفيصل في ترجيح وجهة نظر على الأخرى
فقد تكون اسما بمعنى غير في مثل قول القائل
فلان ذو مال بيد أنّه بخيل
وتكون حرفا بمعنى "من أجل" في مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلّم: (أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أنى من قريش واسترضعت في بنى سعد بن بكر) أي من أجل أنّي من قريش , وهو أنسب لتمام المعنى وأكثر ملائمة من الاسميّة
وهناك من النحاة من اعتبرها بمعنى " على " فهي كذلك حرف وليس اسما , في مثل قول الشاعر: "عَمْدا فَعَلْتُ ذاكِ بَيْد أَنِّي ... إخالُ إنْ هَلكتُ لم تُرِنِّي"
أي , على أنّي إخال ...
وقد يتساوى فيها الاسميّة والحرفيّة في مواضع معيّنة كما الحديث النبوي , فلا مانع من تخريجها على الاسميّة
والله أعلم
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 08:09 م]ـ
أستاذي الكريم أبا العباس /
شكر الله لك هذه المشاركة، ولا شك أن هذين العلمين لهما من التقدير والاحترام ما يوجب التأمل طويلا في آرائهما النحوية، وعدم التسرع في تخطئة أحدهما، وبرأيي الشخصي أن كلا القولين صحيح، إلا أن أحدهما أصح وأرجح، وهذا ما نبحث عنه.
وفي قول الشاعر:
عَمْدا فَعَلْتُ ذاكِ بَيْد أَنِّي ... إخالُ إنْ هَلكتُ لم تُرِنِّي
أليس الأولى أن تكون بيد هنا اسمية، بمعنى غير، إذ لا يظهر لي معنى للاستعلاء هنا، فما رأيك أستاذي الكريم.
شاكرا لك مرورك.
وبانتظار مزيد من المشاركات يتفضل بها الأساتذة الكرام.
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 12:44 ص]ـ
إلا أنه لا يقع مرفوعا ولا مجرورا، بل منصوبا
لمَ قال: منصوبا , و لمْ يقل: مبنيا على الفتح مادام أنها تلزم صورة واحدة؟؟!!
المناقشة:
1ـ ذهب ابن هشام إلى أن بيد اسم، وذهب ابن مالك ـ كما في الهمع ـ إلى أنها حرف، فأيهما أصح، مع التدليل؟
لعل الترجيح يحتاج إلى استقراء كلام العرب و النظر في استخدامهم لها: فإن ظهر أنهم عاملوها بما لا يصح أن يعامل به إلا الاسم؛ فهي اسم , و إن ظهر أنهم عاملوها بما لا يصح أن يعامل به إلا الحرف؛ فهي حرف , و إن عاملوها معاملة تحتمل الاثنين؛ فلا تثريب عليك أن تراها ما أراك الله , أما الحالة الرابعة فلا يصح أن ترد على الخاطر
2ـ قال ابن هشام: وهو اسم ملازم للاضافة إلى أن وصلتها. فما تخريج قوله صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات: " نحن الآخرون السابقون، بيد كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا" فقال: "بيد كل" بدون إضافة إلى أنّ وصلتها؟؟
قبل ذلك يجب التأكد من صحة الرواية فلا يحتج بضعيف
¥