تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف يصح نهي الغائب؟]

ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 09:58 م]ـ

قال تعالى:

لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

بدا لي أن الاء هنا لا الناهية لا النافية؛ بدليل جزم الفعل بعدها , و لكن الذي أشكل عليّ هو مجيء الفعل للغائب لا المخاطب!! , فتعجبت: هل يقع النهي على الغائب , و هل لهذا مرادف في كلام الله عز وجل؟؟

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 11:02 م]ـ

قال تعالى:

لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

بدا لي أن الاء هنا لا الناهية لا النافية؛ بدليل جزم الفعل بعدها , و لكن الذي أشكل عليّ هو مجيء الفعل للغائب لا المخاطب!! , فتعجبت: هل يقع النهي على الغائب , و هل لهذا مرادف في كلام الله عز وجل؟؟

السلام عليكم

هذا أسلوب لنهي المخاطبين بصيغة الغائبين

والعلّة بلاغيّة

والله أعلم

ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 06:32 ص]ـ

بارك الله فيك أبو العباس، فعلًا القرآن معجزة بلاغية.

ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 10:28 ص]ـ

قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير:

المسألة الثانية: إنما كسرت الذال من يتخذ لأنها مجزوم للنهي، وحركت لاجتماع الساكنين قال الزجاج: ولو رفع على الخبر لجاز، ويكون المعنى على الرفع أن من كان مؤمناً فلا ينبغي أن يتخذ الكافر ولياً.

واعلم أن معنى النهي ومعنى الخبر يتقاربان لأنه متى كانت صفة المؤمن أن لا يوالي الكافر كان لا محالة منهياً عن موالاة الكافر، ومتى كان منهياً عن ذلك، كان لا محالة من شأنه وطريقته أن لا يفعل ذلك.

وقال الفراء في معاني القرآن:

وقوله: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ ... }

نهى، ويُجزم فى ذلك. ولو رُفع على الخبر كما قرأ من قرأ: {لاَ تُضَارُّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِها}. وقوله {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} هى أكثر كلام العرب، وقرأه القرّاء.

وأقول: قد يكون الخطاب المواجه إذا اشتمل على نهي منفرا فينتقل المخاطِب إلى أسلوب خطاب الغائب، وقد يتوهم المخاطب أن الآية موردها خاص إذا جاءت على نحو خطاب المواجهة لكنها إذا جاءت على نحو خطاب الغائب لم تكن كذلك، وخطاب الحاضر بخطاب الغائب قد يصح حين يكون الحاضر قد ارتكب أمرا أصبح منه كالغائب الذي بعد، لأن مافعله أبعده. والله أعلم بأسرار كتابه ....

ويشبه هذه الآية قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الحجرات11

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 12:41 م]ـ

قال تعالى:

لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

بدا لي أن الاء هنا لا الناهية لا النافية؛ بدليل جزم الفعل بعدها , و لكن الذي أشكل عليّ هو مجيء الفعل للغائب لا المخاطب!! , فتعجبت: هل يقع النهي على الغائب , و هل لهذا مرادف في كلام الله عز وجل؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كما تدعو الحاجة إلى أمر المخاطب ونهيه تدعو كذلك إلى أمر الغائب ونهيه. وهو كثير في الكتاب والسنة. ويكون أمر الغائب بلام الأمر.

فآية الدين مثلا فيها من أمر الغائب:

" وليكتب بينكم كاتب بالعدل ... " و " فليكتب" و "وليملل الذي عليه الحق" " وليتق الله ربه" و "فليملل وليه بالعدل" "

وفيها من نهي الغائب:

" ولا يأب كاتب" و " ولا يبخس منه شيئا" و" ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا" و " ولا يضار كاتب ولا شهيد"

هذا والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير