تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لماذا لا نعتبر المؤمنين نائب فاعل في الآية؟]

ـ[سيدرا]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 08:00 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام:

كل عام وأنتم بألف خير، وتقبل الله منا ومنكم الطاعات

ورد في سورة الأنبياء: الآية (88)

" فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين "

ولكن في قراءة شعبة عن عاصم قرئت بدلاً من ننجي __ نُجِّي بضم النون وكسر الجيم، لكن الغريب الذي أدهشني المحافظة على كلمة المؤمنين كما هي فلم تصبح المؤمنون على اعتبار أنها صارت نائب فاعل لماذا؟؟؟؟؟ لا أعرف

أفيدوني أفادكم الله

ـ[الحامدي]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 10:18 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذه قراءة ابن عامر، ورواية شعبة عن عاصم.

وهي جعلُ "ننْجي" بنون واحدة مع تشديد الجيم، هكذا: "نُجِّي".

وفيها تأويلات عدة، وأهمها:

-جعل كلمة "نُجِّي" فعلا ماضيا مبنيا للمجهول، وإضمارُ مصدره ليكون نائب فاعل، والتقدير: (وكذلك نُجِّيَ النجاءُ المؤمنين). وممن قال بهدا ثعلب، وابن خالويه، وعلل الأخير سقوط حركة الياء من الفعل، بالحمل على سقوط حركتها في المضارع المرفوع، وسقوطها في المجزوم.

- أن النون الثانية أدغمت في الجيم، وقد ذهب إليه أبو عبيد.

- أن هذا الفعل مبني للمعلوم، وأصله: "نُنَجِّي" بنونين بضم الأولى وفتح الثانة، وبتشديد الجيم. وحذفت الثانية لاجتماع النونين كما تحذف إحدى التاءين في "تظاهرون" وشبهه.

واختاره النحاس، وذهب إلى هذا التأويل ابن جني لكن مع جعل الأصل على قراءة الجمهور، أي بنونين ثانيهما ساكنة.

- أن النون الثانية في قراءة الجمهور مخفاة عند الجيم، فحذفت في الكتابة، وثبتت في النطق، ثم أدغمتْ. وهذا رأي ابن السراج.

- أن "نُجِّي" فعل ماض مبني للمجهول، وأقيم ضمير مصدره مقام نائب الفاعل له، ثم أضمر فعل من لفظه لنصبِ "المؤمنين" والتقدير: "وكذلك نُجِّي هو ننجي المؤمنين". وذهب إليه بعض النحاة.

ولا يسلم أي من هذه التأويلات من اعتراضات وردود تطعن في قوتها وصحتها.

وأحسن هذه التأويلات وأرجحها في رأي كثير من النحاة والمفسرين:

أن الفعل أصله "نُنَجِّي" بنونين ثانيهما مفتوحة وبتشديد الجيم، ثم حذفت النون الثانية للتخفيف، كما تحذف إحدى التاءين من نحو: "تظاهرون".

ويعترض عليه باعتراضين:

- أن هذا النوع من الحذف يشترط فيه تماثل الحركتين، كما في حذف إحدى التاءين في نحو: "ولا تعاونوا"، بينما حركتا المثلين في الكلمة مختلفتان.

- وأن النون الثانية المحذوفة هي فاء الكلمة، ولا يجوز حذف أحد أصول الكلمة عندهم.

ومع ذلك فهو أحسن التأويلات، بل يخرج على هذا التوجيه أيضا: قراءة ابن كثير في قوله تعالى: "ونزلَ الملائكة تنزيلا" [الفرقان:25]، فقد قرأها بحذف النون الثانية. فإذا جاز حذفها هنا، جاز كذلك حذفها في "ننَجي".

وكانت رغبتي أن أورد لك جميع الاعتراضات والردود والاستدلالات والشواهد في هذه المسألة، ولكني اختصرتُ للانشغال وضيق وقتي.

ـ[سيدرا]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 10:08 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ: الحامدي

بارك الله فيك أستاذ وجزاك الله كل الخير

واشكرك على ما قدمته لي من معلومات، فأنا التحقت بدورة لرواية شعبة عن عاصم وكثيراً ما كانت تراودني هذه القضية والآن قطعت عنا كل الحيرة

وإن كنت تظن أن ما قدمته غير كاف ٍ فهو كافٍ بالنسبة لنا وقد وصلنا إلى ما نرنو غليه

زادك الله علماً ورفع قدرك وجعل الله ما قدمته لنا في ميزان حسناتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير