تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

["سواء" في القرآن الكريم]

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 02:02 م]ـ

السلام عليكم

هذا مبحث متواضع في إعراب كلمة سواء في القرآن الكريم

أولا: سواء في لسان العرب:

"سواءً وسواءٌ تطلُبُ اثْنَيْنَ تقول: سَواءٌ زيدٌ وعمْروٌ , في معنى ذَوا سَواءٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن سواءً مصدرٌ فلا يجوز أَن يُرْفع ما بعْدها إلاَّ على الحَذْفِ , تقولُ: عَدْلٌ زيدٌ وعمروٌ , والمعنى ذَوا عَدْلٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن المصادر ليست كأَسْماء الفاعلينَ وإنما يَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوصافُها , فأَما إذا رفعتها المصادر فهي على الحذف كما قالت الخنساء:

تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتى إذا ادَّكَرَتْ ... فإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ

أَي ذاتُ إقْبالٍ وإدْبار هذا قول الزجاج

فأَمّا سيبويه فجَعلها الإقبالَة والإدبارَة على سَعةِ الكلام "

نماذج من سواء وإعرابها في القرآن الكريم:

تعرب"سواء" حسب موقعها:

ففي قوله تعالى: "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون"

سواء مبتدأ , والجملة الاستفهاميّة " أأنذرتهم ... " الخبر

على تأويل الجملة الاستفهاميّة بمفرد أي "سواء عليهم الإنذار ... "

وأجاز البعض العكس ودافع عن ذلك صاحب مشكل إعراب القرآن الكريم

وفي قوله تعالى: " فقل آذنتكم على سواء "

اسم مجرور بعلى

وفي قوله تعالى:"الذى جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد"

سواء حال منصوبة , فهو مصدر مؤوّل بمشتق

وفي قوله تعالى:"ليسوا سواءً "

سواء خبر ليس

وفي قوله تعالى:"وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَنِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ"

سواء: ظرف مكان بمعنى وسط , حسب مشكل إعراب القرآن

وجعل آخرون سواء مفعول الفعل ضلّ

وفي قوله تعالى:"قُلْ يأَهْلَ الْكِتَبِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ "

سواء نعت لكلمة مجرور

وفي قوله تعالى:"وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً"

سواء خبر كان منصوب

وفي قوله تعالى:"وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّى رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ "

سواء خبر المبتدأ "هم"

وفي قوله تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}

سواء مفعول به ثان

أو منصوب بنزع الخافض

وفي قوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}

سواء مفعول مطلق

وأجاز أبو البقاء وجه الحاليّة فيها

والله أعلم

وللإخوة أن يضيفوا إن شاءوا

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 02:17 م]ـ

لم نزل عالة عليكم، بارك الله فيكم، و أثابكم على جهودكم.

ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 04:04 م]ـ

جهد مشكور أستاذنا الكريم .. بارك الله في علمكم .. ووفقكم للخير

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 04:45 م]ـ

وهذه إضافة على ما ذكره أستاذنا الفاضل أبو العباس من مغني اللبيب

سواء:

تكون بمعنى مستو ويوصف بها المكان بمعنى أنه نصف بين مكانين والأفصح فيه حينئذ أن يقصر مع الكسر نحو (مكانا سوى) وهو أحد الصفات التي جاءت على فِعَل كقولهم ماء رِوًى وقوم عِدًى.

وقد تمد مع الفتح نحو مررت برجل سواء والعدم

وبمعنى الوسط وبمعنى التام فتمد فيهما مع الفتح نحو قوله تعالى (في سواء الجحيم) وقولك هذا درهم سواء

وبمعنى القصد فتقصر مع الكسر وهو أغرب معانيها كقوله

243 - (فلأصرفن سوى حذيفة مدحتي ... لفتى العشي وفارس الأحزاب)

ذكره ابن الشجري

وبمعنى مكان أو غير على خلاف في ذلك فتمد مع الفتح وتقصر مع الضم ويجوز الوجهان مع الكسر وتقع هذه صفة واستثناء كما تقع غير وهو عند الزجاجي وابن مالك كغير في المعنى والتصرف فتقول جاءني سواك بالرفع على الفاعلية ورأيت سواك بالنصب على المفعولية وما جاءني أحد سواك بالنصب والرفع وهو الأرجح وعند سيبويه والجمهور أنها ظرف مكان ملازم للنصب لا يخرج عن ذلك إلا في الضرورة وعند الكوفيين وجماعة أنها ترد بالوجهين ورد على من نفى ظرفيتها بوقوعها صلة قالوا جاء الذي سواك وأجيب بأنه على تقدير سوى خبرا لهو محذوفا أو حالا لثبت مضمرا كما قالوا لا أفعله ما أنّ حراء مكانه ولا يمنع الخبرية قولهم سواءك بالمد والفتح لجواز أن يقال إنها بنيت لإضافتها إلى المبني كما في غير ا. هـ

والسؤال: ما إعراب سوى، في قول الشاعر:

(فلأصرفن سوى حذيفة مدحتي ... لفتى العشي وفارس الأحزاب)

ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 09:16 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

نفع الله بكم أساتذتي الأفاضل.

(فلأصرفن سوى حذيفة مدحتي)؟

سوى: منصوبة على نزع الخافض، فالفعل (صرف) إذا كان بمعنى: رد الشي ء عن وجهه يتعدى لمفعوله مباشرة، وإلى مفعوله الثاني بحرف جر، تقول: صرف الله الأذى عنه. وتقول: صرف الكلامَ إلى غير قصده، وصرفتُ الرجل لسبيله.

وعلى ذلك فمعنى البيت: لأصرفن مدحتي إلى سوى حذيفة. إلى قصدِ حذيفة، لأن (سوى) بمعنى (قصد) كما نصوا سابقا.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير