. و (العَجُوزُ) المرأة المسنة قال ابن السكيت ولا يؤنث بالهاء وقال ابن الأنباري ويقال أيضا (عَجُوزَةٌ) بالهاء لتحقيق التأنيث وروى عن يونس أنه قال سمعت العرب تقول (عَجُوزَةٌ) بالهاء والجمع (عَجَائِزُ) و (عُجُزٌ) بضمتين
وهذه مسألة اختلف فيها اللغويون، فمنهم من أجازالتأنيت، وقد نقلت لك رأي بعضهم ومنهم من منعه قال السيوطي في المزهر:
وهذه عَجَوز
ولا تَقُلْ: عجوزة
وفي إصلاح المنطق لابن السكيت:
... وتقول هذه عجوز، ولا تقل عجوزة
أماالقرآن الكريم فقد استعمل لفظ (عجوز) ولم يستعمل لفظ (عجوزة) قال تعالى:
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} هود72وقال تعالى: {إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ} الشعراء171وقال تعالى:
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} الذاريات29،أما السنة المطهرة فقد ورد فيها استعمال لفظ (عجوز) أيضا: ورد في صحيح البخاري:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال
: إن كنا لنفرح بيوم الجمعة كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق فتجعله في قدر لها فتجعل فيه حبات من شعير إذا صلينا زرناها فقربته إلينا وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك وما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة والله ما فيه شحم ولا ودك
وورد في صحيح مسلم:
حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذَلِكَ فَقَالَ «اللَّهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ». فَغِرْتُ فَقُلْتُ وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلكَتْ فِى الدَّهْرِ فَأَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا.
وورد لفظ (عجوزة) لكن ليس في الصحيحين، فهو محل نظر أهل الحديث لكننا نوردها لنلفت النظر إليها لا لنحتج بها إلا أن يقول بصحة هذه الأحاديث أهل الحديث فقد ورد في معرفة السنن والآثار للبيهقي:
أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، أو غيره، عن أيوب، كذا في رواية أبي بكر، وأبي زكريا، وفي رواية أبي سعيد قال: أخبرنا مالك، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن رجلا جعل على نفسه أن لا يبلغ أحد من ولده الحلب، فيحلب، فيشرب، ويسقيه إلا حج، وحج به معه، فبلغ رجل من ولده الذي قال الشيخ، وقد كبر الشيخ، فجاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر، فقال: إن أبي قد كبر ولا يستطيع أن يحج، «أفأحج عنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» نعم «قال الشافعي: وذكر مالك أو غيره، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن عباس: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أمي عجوزة كبيرة لا نستطيع أن نركبها على البعير، وإن ربطتها خفت أن تموت، أفأحج عنها؟ قال:» نعم «
وفي المعجم الكبير للطبراني:
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن الفضل بن عباس أنه: كان رديف النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله إن أمي عجوزة كبيرة وإن حملتها لم تستمسك وإن ربطتها خشيت أن أقتلها أفأحج عنها؟ قال: (أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها؟) قال: نعم قال: (فأحجج عن أمك)
وفي مسند أحمد بن حنبل وقد علق عليه بأنه صحيح على شرط مسلم:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان وبهز قالا ثنا حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال عفان أخبرنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر خديجة فقلت لقد أعقبك الله عز و جل من امرأة قال عفان من عجوزة من عجائز قريش من نساء قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قالت فتمعر وجهه تمعرا ما كنت أراه الا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى ينظر أرحمة أم عذاب
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم
أقول: فليكن لفظ (خلوق) كلفظ (عجوز)،أعني أن إضافة الهاء إنما تكون للتأكيد والله العالم ...