تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 02:42 م]ـ

شكر الله لكم أخانا طاوي ثلاث

أتوقف عند نصبهم مسعر حرب على التمييز لأورد قول محمد الأنطامي في المحيط:

لا يكون التمييز إلا اسما صريحا فلا يكون جملة ولا شبه جملة، والأصل فيه أن يكون نكرة، وقد يأتي معرفة. ومنه قوله تعالى " وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ " البقرة (130)

وقوله تعالى " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ " القصص (58)

جاء في اللباب في تفسير الكتاب نقلا عن الموسوعة الشاملة:

" وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ " البقرة (130)

«من» اسم استفهام بمعنى الإنكار، فهو نفي في المعنى، لذلك جاءت بعده «إلاَّ» التي للإيجاب، ومحلّه رفع بالابتداء.

و «يرغب» خبره، وفيه ضمير يعود عليه.

والرغبة أصلها الطلب، فإن تعدت ب «في» كانت بمعنى الإيْثَار له، والاختيار نحو: رغبت في كذا، وإن تعدت ب «عن» كانت بمعنى الزّهَادة نحو: رغبت عنك.

قوله: {إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} في «مَنْ» وجهان.

أحدهما: أنها في محلّ رفع البدل من الضمير في «يرغب»، وهو المختار؛ لأن الكلام غير موجب، والكوفيون يجعلون هذا من باب العطف.

فإذا قلت: ما قام القوم إلاَّ زيد، ف «إلاَّ» عندهم حرف عطف، وزيد معطوف على القوم، وتحقيق هذا مذكور في كتب النحو.

الثاني: أنها في محلّ نصب على الاستثناء، و «من» يحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون نكرة موصوفة، فالجملة بعدها لا محلّ لها على الأول، ومحلها الرفع، أو النصب على الثاني.

قوله: «نَفْسَهُ» في نصبه سبعة أوجه:

أحدها: وهو المختار أن يكون مفعولاً به؛ لأنه حكي أن «سَفِهَ» بكسر الفاء يتعدّى بنفسه كما يتعدى «سَفَّه» بفتح الفاء والتشديد، وحكى عن أبي الخَطّاب أنها لغة، وهو اختيار الزّمخشري [فإنه قال]: «سفه نفسه: امتهنها، واستخف بها»، ثم ذكر أوجهاً أخرى.

ثم قال الوجه الاول، وكفى شاهداً له بما جاء في الحديث: «الكِبْرُ أَنْ تَسْفَهَ الحَقَّ وَتُغْمِضَ النَّاسَ».

الثاني: أنه مفعول به ولكن على تضمين «سفه» معنى فعل يتعدى، فقدره الزجاج وابن جني بمعنى «جهل»، وقدره أبو عبيدة بمعنى «أهلك».

قال القرطبي: وأمام سَفُهَ بالضم فلا يتعدى قاله ثعلب والمبرد].

الثالث: أنه منصوب على إسقاط حرف الجَرّ تقديره: سَفِهَ في نَفْسه.

الرابع: توكيد لمؤكد محذوف تقديره: سفه في نفسه، فحذف المؤكد قياساً على النعت والمنعوت، حكاه مكّي.

الخامس: أنه تمييز، وهو قول الكوفيين.

قال الزمخشري: ويجز أن يكون في شذوذ تعريف المميِّز؛ نحو قوله: [الوافر]

792. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... وَلاَ بِفزَارَةَ الشُّعْرِ الرِّقَابَا

[الوافر]

793. . . . . . . . . . . . . . . . . . ... أَجَبَّ الظَّهْرَ لَيْسَ لَهُ سَنَامُ

فجعل «الرِّقَاب» و «الظَّهر» تمييزين، وليس كذلكن بل هما مُشَبَّهان بالمفعول به؛ لأنهما معمولا صفة مشهبة، وهي «الشُّعْر» جمع أَشْعَر، و «أَجَبّ» وهو اسم.

السادس: أنه مشبه بالمفعول وهو قول بعض الكوفيين.

السابع: أنه توكيد لمن سفه؛ لأنه في محل نصب على الاستثناء في أحد القولين، وهو تخريج غريب نقله صاحب «العَجَائب والغَرَائب».

جاء في اللباب في تفسير الكتاب نقلا عن الموسوعة الشاملة

وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ " القصص (58):

«بَطِرَتْ معيشتها»، قال الزمخشري: البطر سوء احتمال الغنى، وهو أن لا يحفظ حق الله تعالى، وانتصب «مَعِيشَتهَا» إما بحذف الجار واتصال الفعل كقوله: {واختار موسى قَوْمَهُ} [الأعراف: 155]، أو بتقدير حذف ظرف الزمان، أصله: بطرت أيَّام معيشتها، وإما بتضمين «بَطِرَتْ» معنى كفرت أو خسرت أو على التمييز أو على التشبيه بالمفعول به، وهو قريب من «سَفِهَ نَفْسَه». قال عطاء: عاشوا في البطر فأكلوا رزق الله، وعبدوا غيره.

بقي ضم اللام في ويلُ الذي عده الخليل إتباعا للضم في همزة أمه، وعد وي اسم فعل مضارع بمعنى أعجب، والجوهري لا يجيز إلا نصب ويل مفعولا مطلقا إن أضيفت.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 06:35 م]ـ

جزى الله الأستاذ أبا حسن على ما أتحفنا به فأغنى الموضوع وزاده جمالا ورونقا

إذن خلاصة ما تقدّم يكون لإعراب الحديث:

ويلُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة , وهو مضاف

أمّه: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة

والخبر محذوف "وَمَعْنَاهُ الْحُزْن وَالْمَشَقَّة وَالْهَلَاك "

مسعر: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف

وانتصب على التمييز لما في ويل من معنى التعجّب

حرب: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة

ويجوز أن يكون " ويل" منصوبا , فيكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف

أو مناديا منصوبا محذوف الأداة أي يا ويل أمّه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير